قاسم الدالي.. ممثل رافق الكبار وعاش في الظل

الممثل المصري قاسم الدالي تألق مع المخرج إسماعيل عبدالحافظ والكاتب أسامة أنور عكاشة، وشارك في أعمال سينمائية مهمة
كثيرا ما يعاند الحظ أصحاب الموهبة، حيث يرفض التعاطف معهم أو منحهم فرصة للسطوع والتوهج، وفي عالم الفن أمثلة كثيرة منحها القدر الحضور والموهبة، وأجبرهم الحظ على الحياة في الظل، يمشون بلا خطى مسموعة ويرحلون عن الحياة دون ضجيج أو صخب.
إلى هذه الفئة من الناس ينتمي الممثل المصري "قاسم حسين الدالي" الذي ولد في 21 فبراير/شباط عام 1939 وعشق فن التمثيل منذ طفولته، وأراد أن يدرسه لكن أسرته رفضت لعدم اقتناعها بالفن وإيمانها برسالته، إلا أنه لم يستسلم وقرر أن يعبر للناس من نافذة ضيقة.
التحق الدالي بكلية التجارة وشارك في العروض المسرحية التي كانت تقدم على خشبة مسرح الجامعة، وشاءت الأقدار أن يحضر هذه العروض مخرجون كبار، وبأداء سهل وتعبيرات مقنعة استطاع أن يجذب "قاسم" أنظارهم، وخلال دراسته بالجامعة عرضت عليه العديد من الأدوار الثانوية التي لا تصنع فنانا أو تسهم في تقريب الود بين الممثل والجمهور.
ولم يكن أمام "قاسم" طريق إلا الخضوع والاستسلام لواقع لم يصنعه بيده؛ إذ راح يقدم أدوارا ثانوية، تحمل توقيع نجوم من العيار الثقيل مثل عادل إمام ونور الشريف ومحمود عبدالعزيز، حتى قرر التوقف عن المشاركة في أي أعمال لا تضيف لرصيده شيئا، ولم يشارك في أي عمل لمدة 3 سنوات بدءا من 1977.
وعاد الدالي للساحة الفنية من جديد في عام 1980، وطرق أبواب شركات الإنتاج بحثا عن دور يسمح له بالعبور إلى وجدان الناس، لكن منعته ملامحه من الحصول على الدور الذي يرضيه، فقد حبسه مخرجو هذه المرحلة في دور المخبر والبلطجي والفقير الذي يمتلك الشهامة، وتألق مع المخرج إسماعيل عبدالحافظ والكاتب أسامة أنور عكاشة، وشارك في أعمال سينمائية مهمة لكن ظل أشبه بالسنيد العاجز عن انتزاع صيحات الإعجاب.
وفي عام 2014 هاجمه مرض مزمن وأجبره على ملازمة الفراش، عدة سنوات، حتى وافته المنية، الجمعة، بعد صراع مع ذلك المرض الذي أنفق عليه كل ما يملك.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTI2IA==
جزيرة ام اند امز