يتضح يوما بعد آخر تردي جمهور قناة الجزيرة بسبب عدم مصداقيتها وعدم موضوعيتها وفقدان حيادها.
يتضح يوما بعد آخر تردي جمهور قناة الجزيرة بسبب عدم مصداقيتها وعدم موضوعيتها وفقدان حيادها بعد كل هذه السنوات الطويلة من ظهور القناة والجدل المثار حولها.
عند أول ظهور القناة في العالم العربي كان شعارها الموهم والمغري "الرأي والرأي الآخر"، حيث تبنيها رأيا بشكل فاضح مقابل رأي هزيل ومتحدث ضعيف من الرأي المخالف لها، وهي تستقطب من يعمل في مختلف القنوات بأموال ضخمة وبشروط معينة، وهي ترفع قطر أمام العالم والإعلام، حيث تصرف عليها المبالغ الطائلة، فلم تعرف قطر إلا من خلال الجزيرة، وباتا وجهين لعملة واحدة، فما يذكر أحدهما حتى يتبادر الثاني للذهن.
ومن أهم إشكالات وخطايا القناة:
أن دعمها وميزانيتها كاملة من دولة قطر، وهذا يجعلها تحابيها في سياساتها وأجندتها، وتتغافل عن انتهاك حقوق الإنسان هناك، وعند وجود أزمة بين قطر وغيرها نجدها اللسان الرسمي لدولة قطر، كذلك لاحظ الجميع تجاهلها لما يحصل في قطر، فهل تجرؤ الجزيرة على الحديث عن ستة آلاف قطري من بني مرة سحبت قطر جنسياتهم؟ وهل يمكنها استضافة واحد منهم ولو مرة واحدة، أو الحديث عن عدم وجود برلمان ولا ديمقراطية في الدوحة، أو تناقش علاقتها مع إسرائيل والوفود الرسمية المتبادلة بينهما؟
هل تجرؤ الجزيرة على الحديث عن ستة آلاف قطري من بني مرة سحبت قطر جنسياتهم؟ وهل يمكنها استضافة واحد منهم ولو مرة واحدة، أو الحديث عن عدم وجود برلمان ولا ديمقراطية في الدوحة، أو تناقش علاقتها مع إسرائيل والوفود الرسمية المتبادلة بينهما؟
كما تنتج الجزيرة برامج غير موضوعية ضد مختلف الدول حتى الدول الخليجية المجاورة، وتستضيف معارضتها وتدعمهم كما رأينا في البحرين وخطاب المسؤولين القطريين مع معارضة البحرين ووعدهم لنشرها في قناة الجزيرة، وهكذا التحريض ضد دول الخليج بطريقة تحريضية غير حضارية وغيرها، بل كان عزمي بشارة يلتقي بطلاب الدول الخليجية لتحريضهم على إسقاط أنظمتهم، فهل ترضى قطر من يستقبل طلابها لتحريضهم على إسقاط النظام كما تفعل قناة الجزيرة؟
علاوة على سيطرة التيار الديني وبالذات تيار الإخوان المسلمين فقد كان مديرها وضاح خنفر وأمثال أحمد منصور وغيره، ولا تغرك المذيعات الجميلات في العديد من برامجها، فخلف كل ذلك أصحاب اللحى من تيار الإخوان المسلمين المهيمن.. وأجندتهم واضحة جدا.
وقد عملت القناة على إبراز مرجعية دينية وهو يوسف القرضاوي للأمة، كلها وجعل برنامج خاص له "الشريعة والحياة" يفتي عبره على الهواء، بديلا عن المرجعيات الأخرى الموجودة في الساحة، رغم تناقضاته الكثيرة وتهافت خطاباته وأجندته القذرة، فلقد اعتبر القرضاوي مقدسا للجزيرة حتى أنها طردت العديد من عمالها لمجرد اعتراضه على رأي من آراء القرضاوي العجيبة والغريبة، كما حصل لصاحب برنامج رائع (الكتاب خير جليس) لمجرد نقد بسيط للقرضاوي كتبه في مقال في إحدى الصحف.
لقد برزت سيطرة تيار الإخوان المسلمين على القناة، ومن آثارها الطرد بين فترة وأخرى لمن يخالفهم، مثل طرد كثير من موظفيها وإعلامييها بدعوات واهية لكنها السياسة القذرة فيها وفق أجندة خبيثة وراء الكواليس.
وعلى الرغم من وجود أكبر قاعدة أمريكية في قطر لكن الجزيرة لا تتحدث عنها، بينما تتحدث عن قواعد بسيطة ومسائل بسيطة تنفخها موجودة في الدول الأخرى في تناقض معهود.
كما استضافت الجزيرة المنظمات الإرهابية كطالبان، بل الترويج لها مثل زعيم تنظيم القاعدة الإرهابي أسامة بن لادن، فقد كانت تعرض الأشرطة الأولى له على قناة الجزيرة.
في المقابل ما أكثر البرامج المتوقفة والممنوعة مثل أوراق ثقافية والكتاب خير جليس والجريمة السياسية، وفي العمق والواقع العربي وتحت المجهر وفلسطين تحت المجهر والشاهد وسري للغاية وإشراقات.
أتاحت القناة الفرصة لأصحاب البرامج المعهودة مثل "أحمد منصور" (وهو من تيار الإخوان المسلمين) باستضافة رجال الإخوان المسلمين وكأنهم الأبطال والعظماء بينما الواقع ليسوا كذلك، مثلما منحت سابقا "غسان بن جدو" للترويج للنظامين السوري والإيراني وأجندتهما.
عرف الجميع الجزيرة بعدم مصداقيتها في عشرات التقارير، مثلا تقرير السجون الجديد في اليمن عن طريق مراسلهم هنالك، هو تقرير قديم في العراق عام 2004 كما اعترف الإخواني مدير القناة السابق "وضاح خنفر" بذلك، وتشويه الانتخابات وانحيازهم المفضوح للإخوان في مختلف الدول، وأتاحت الفرصة لإبراز أشخاص معينين بشكل كبير وإعطائهم مساحة واسعة كبيرة، حيث لا يستحقونها، بينما تم في المقابل إغفال أهم الشخصيات والإعلاميين والسياسيين ووجهات نظر حقيقية في أجندة غير مهذبة للقناة.
وكان اهتمامها بنشر وثائق ويكيلكس بشكل كبير في البداية ثم انحسار وغياب ذلك بعد ما كشفت ويكيلكس عن علاقات مسؤولين في الجزيرة مثل "وضاح خنفر" مع أجهزة استخبارات عالمية وإقالته بعد تلك الفضيحة وغيرها، وتسويقها لإعلاميين ونفخهم لمفكرين كبار والحقيقة لا فكر لهم، وتجاهل الكثير من المفكرين الحقيقيين العرب بسبب استقلالية مواقفهم وصراحة مبادئهم ووضوح رؤاهم، وهذا ما حصل من تصديرها لفتى الموساد "عزمي بشارة" كما عبر عنه رفيق دربه، ثم تظهر لنا حوارا من داخل القناة بأنه يرفض ثورة سوريا ويرفض سؤاله عنها، بينما يدعو إلى تضخيم وفبركة ما يحصل في دول أخرى مما يعد فضيحة من العيار الثقيل وما أكثر فضائحها.
ويعلم المتابعون أن العديد من المراسلين في القناة منحازون وغير حياديين في نقل تقاريرهم الكاذبة وقد انكشفت الأخطاء والخطايا كما هو واضح، ناهيك عن المعايير المزدوجة في التعامل مع الدول والقضايا والثورات والحركات ولها عشرات الأمثلة الواضحة، كدورها فيما أسمته "الثورات العربية" ودعم أحزاب إسلامية معينة للوصول إلى السلطة كالإخوان فى مصر وتونس وليبيا، وتضخيم وجودهم وشعبيتهم ومظاهراتهم، علما أن الإسلاميين ترددوا في البداية وقالوا "دعوا الشباب يتسلى"، وناغموا السلطات ثم ركبوا الموجة وأبعدوا الشباب وتفردوا في القرار لتدمير الدول وإثارة الفوضى.
أما عن التطبيع مع إسرائيل، فقد كانت هي أول قناة تمارسه ليدخل كل بيت اسم إسرائيل، ومراسلها يطل على المشاهدين في بث مباشر من هناك، بل محاور أيضا من تل أبيب, علما أن لها علاقات وسفارة مع إسرائيل وزيارات المسؤولين من الجانبين، ومن جهة أخرى تدعي حملها راية المقاومة والممانعة وتتهم الآخرين بالعلاقات مع إسرائيل ظلما وعدوانا.
إن التنافس غير الشريف للجزيرة مع قنوات مقابلة على دول مجاورة بشكل مفضوح بعيد عن الحياد والموضوعية، وبرامج تبث بعيد عن العقل والحكمة والوعي والموضوعية الإعلامية، والفرق الواضح والشاسع بين النسخة العربية والنسخة الإنجليزية من القناة، مما يدل على عدم الموضوعية في الطرح.
واحد وعشرون، لا كلام عن الأنظمة المتحالفة إيران وتركيا وقطر مع الإخوان المسلمين لإسقاط الأنظمة الأخرى في مشروع قذر هدام.
فالمصطلحات المستعملة كالشهداء والقتلى والثورة والانتفاضة والجهاد والمقاومة.. وكيفية استعمالها من مكان لآخر في قلب الحقائق وتسويق مشروعها لضرب الدول.
وتابعنا كيف كان التغافل كليا عن المظاهرات التي عمت مختلف المدن في إيران ضد ولاية الفقيه وجبروتها، رغم ادعاء القناة الكاذب حول وقوفها مع الجماهير والشعوب، لذلك وغيره كثير جدا جدا من الخطايا والأخطاء يتضح تدني المستوى وضعف الأداء وابتعاد الجمهور عن هذه القناة.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة