سيف بن أحمد آل ثاني، مدير مكتب الاتصال الحكومي في قطر، في حوار مع صحيفة أمريكية، يعترف "ضمنا" بصحة الوثائق التي نشرتها بوابة العين
باتت المراوغة سمة أساسية في السياسة القطرية الخارجية، فبعد أن اعترف وزير خارجيتها في أحد اللقاءات بأن بلاده تدعم الإرهاب وتوجد في ذيل القائمة على حد تعبيره، أقر سيف بن أحمد آل ثاني، مدير مكتب الاتصال الحكومي في قطر، خلال حوار مع صحيفة "لوس أنجلس تايمز" الأمريكية، أن إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش (الابن)، دعمت فكرة إجراء انتخابات في قطاع غزة، وطلبت من السلطات القطرية مشاركة حماس، وأكد أن بلاده قامت بالمبادرة بهذا الشأن وقامت بالتنسيق من أجل إشراك حماس في الانتخابات التشريعية.
- وثيقة أمريكية سرية تكشف تحريض قطر ضد مصر والسلطة الفلسطينية
- قطر في البرقيات السرية الأمريكية.. هكذا تعاونت مع إسرائيل
حديث المسؤول القطري واعترافه ليس غريبا على نظام الدوحة الذي دائماً ما ينفي ويكابر، وعندما يضيق الخناق عليه يخرج بسقطات كاشفة، فمنذ أيام نشرت بوابة العين الإخبارية وثائق مسربة من موقع "ويكيليكس"، تكشف مخطط الدوحة في استغلال القضية الفلسطينية والتنسيق مع إسرائيل والتحريض ضد المملكة العربية السعودية ومصر.
سيف بن أحمد آل ثاني اعترف بنصف الحقيقة وأنكر نصفها المكمل الآخر، فبحسب حديث المسؤول القطري، فإن بلاده ضغطت على حماس من أجل الدخول في الانتخابات التشريعية الفلسطينية، ولكنه نفى العلاقة مع تنظيم الإخوان الإرهابي "الذي تتبعه حماس"، فضلا عن ممارسة التحريض على الدور المصري والسعودي، وهو ما أكدته الرسائل المسربة، حيث قدم حمد بن جاسم وزير الخارجية آنذاك نفسه، بحسب الرسائل التي نشرتها بوابة العين الإخبارية، على أنه الوحيد القادر على دفع حركة "حماس" للمشاركة في الانتخابات التشريعية لتلبية الرغبة الأمريكية، كما أنه سينسق مع الحركة من أجل الاعتراف بحق إسرائيل بالوجود ولكن تدريجيا.
وأبلغ بن جاسم محدثيه بأن "حماس في الداخل والخارج يمكنهما الاعتراف بإسرائيل، ولكن يجب تحديد التوقيت جيدا لأن حماس تعرف أن مؤيديها في الأراضي الفلسطينية ليسوا مستعدين لهذا التغيير".
وبحسب الوثيقة المسربة، وفي محاولة لتقديم مصر والسعودية على أنهما العقبة في طريق السلام قال بن جاسم "التقدم بطيء، وتقريب الطرفين باتجاه المصالحة تعيقه السياسة العربية، يمكن أن تتم المصالحة، أكد بن جاسم، ولكن فقط إذا سمحت البلدان الأكبر في المنطقة بذلك".
وزعم بن جاسم أن مصر والمملكة العربية السعودية لم تشجعا الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون على الدفع باتجاه اتفاق سلام فلسطيني-إسرائيلي
قطر والإخوان
زعم المسؤول القطري خلال حديثة الصحفي، أنه لا توجد أي علاقة بين بلاده وجماعة الإخوان الإرهابية، قائلا إن جميع الاتهامات لقطر بدعم هذه الجماعة ادعاءات مصرية، بحسب حواره.
وفي رده على سؤال بخصوص وصول المعزول محمد مرسي إلى السلطة، زعم آل ثاني أن بلاده لا تتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، ولا تدعم جماعات أو أفرادا.
ولكن من الواضح أن سيف بن أحمد آل ثاني لم يشاهد إعلام بلاده وضيوفهم الذين يواصلون الليل بالنهار من أجل التحريض وبث الفوضى في المنطقة العربية بالكامل، بخلاف دعم رؤوس جماعة الإخوان الإرهابية في قطر وتوفير الغطاء الإعلامي واللوجيستي لهم، وعلى رأسهم مفتي الإرهاب يوسف القرضاوي.
وبالرجوع إلى الوثائق المسربة، يتأكد الدعم اللامتناهي للتنظيم الإرهابي، حيث حرّض بن جاسم الإدارة الأمريكية على مصر بعد زعمه أن القاهرة اعتقلت 10 آلاف من جماعة الإخوان (المصنفة إرهابية) دون محاكمة، وهو ما قال إنه "قاد إلى غضب في الشارع المصري على الولايات المتحدة الأمريكية".
aXA6IDE4LjIyNS45Mi42MCA= جزيرة ام اند امز