قطر وتركيا.. أردوغان يراهن على الحصان الخاسر
تحالف تركيا وقطر وصفه مراقبون للوضع التركي بالتحالف الصوري فقط، ولكن في مضمونه لم تقدم الدوحة أي مساندة لأنقرة في أزمتها الأخيرة.
"الحصان الخاسر".. كلمتان تشعلان الداخل التركي نتيجة تحالف أنقرة مع الدوحة، تحالف وصفه مراقبون للوضع التركي بالتحالف الصوري فقط، ولكن في مضمونه لم تقدم الدوحة أي مساندة لأنقرة في أزمتها الأخيرة.
صدمة تركية
شهد أغسطس/آب الماضي تصاعدا وتوترا في العلاقات بين أنقرة وواشنطن على خلفية القس الأمريكي آندرو برانسون، حيث فرضت الولايات المتحدة الأمريكية عقوبات على اثنين من كبار الوزراء الأتراك، كما هددت واشنطن بالمزيد مما أدى إلى انهيار الليرة التركية لأدنى مستوى.
ومع الانهيار التركي والصمت القطري شن الإعلام التركي حملة هجوم شرسة على النظام القطري وتنظيم الحمدين، نتيجة عدم مساندة أنقرة في أزمتها.
الهجوم التركي على الموقف القطري وصل إلى حد "الإهانة" وتذكير الدوحة بأزمتها مع الدول الخليجية، وكيف ساندتها أنقرة من مال وغذاء وعداد عسكري عقب مقاطعة الرباعي العربي للدوحة وإرهابها.
وكانت صحيفة "تقويم" التركية الموالية للرئيس رجب طيب أردوغان شنت هجوما لاذعا ضد قطر، على خلفية ما وصفته بالصمت القطري حيال الأزمة الاقتصادية التي تمر بها تركيا نتيجة العقوبات الأمريكية.
وتساءلت الصحيفة في تقرير لها، تعقيبا على الموقف القطري إزاء أزمة تركيا المتفاقمة، عن طبيعة علاقة الصداقة التي تجمع بين الدوحة وأنقرة، قائلة "أي نوع من الصداقة هذا؟".
وأوضحت الصحيفة أن حالة من الإحباط تسود الأتراك حاليا بعدما دعمت كثير من الدول قرار العقوبات الأمريكية ضد تركيا، مؤكدة أن "الصدمة" التي وصفتها بأنها "غير متوقعة" كانت من طرف قطر، التي بدلًا من أن تدعم أنقرة اختارت أن تبقى صامتة تجاه ما يحدث في تركيا.
واستعرضت الصحيفة ما وصفته بالدعم التركي الكبير الذي قدمته للدوحة على مختلف الأصعدة، على خلفية مقاطعة دول الخليج لها بسبب دعمها الإرهاب، حيث قالت إن تركيا سيرت عشرات رحلات الشحن الجوية إلى قطر ووقفت معها جنبا إلى جنب خلال المقاطعة، إلا أنه يجب الاعتراف أن حكومة قطر تتجاهل الوضع في تركيا الآن ولم تقدم الدعم السياسي والإنساني اللازم.
زيارة "حفظ ماء الوجه"
الإهانة التركية لقطر عبر وسائل الإعلام وتصريحات المسؤولين دفعت تميم بن حمد إلى الهرولة نحو أنقرة للقاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وإعلان مساندة الدوحة لأنقرة حتى لو كان إعلانا ظاهريا عبر وسائل الإعلام فقط.
وجاءت الزيارة لتطرح تساؤلات حول هدف قطر من هذا اللقاء، عما إذا كانت رسالة على استمرار التحالف القطري-التركي الذي شهد قفزة محورية منذ بداية المقاطعة العربية للدوحة في يونيو 2017، أم أنها محاولة من تنظيم "الحمدين" لحفظ ماء الوجه خوفا من خسارة أهم حلفائه في مواجهة أزمته مع دول الرباعي العربي.
aXA6IDMuMTM1LjIyMC4yMTkg جزيرة ام اند امز