إن المتتبع للتاريخ الفكري والسياسي سيلحظ التغيرات التي طرأت على ساحة الخليج العربي منذ بداية الأزمة مع قطر
إن المُتتبّع للتاريخ الفكري والسياسي سيلحظ التغيرات التي طرأت على ساحة الخليج العربي منذ بداية الأزمة مع قطر، وأن هذا المنحنى أدخل الدول في متاهات وأطر لا تليق بسياستها المعهودة، إذ إنها أوقعت الكثيرين في أبعاد وإيدلوجيات سياسية وجعلت من النظرة إلى أزمة الخليج ضيّقة الأُفق بسبب المماطلات التي طال مداها، التي تقودها قطر في عدم حلها أو رضوخها لتنفيذ المطالب المطلوبة منها، خاصة أنها لا تزال في موقع الضرر بالآخرين، ووضعت مصالحها الخاصة من أولوياتها على حساب مصلحة الجميع، بل سعت في بناء حواجز أنكرت فيها ذاتها وتخلّت عن هويتها الخليجية، ويعزو البعض هذا الترّنح السياسي إلى سيطرة القوى الأجنبية عليها، وربما هذا الخطأ الفادح الذي اقترفته قد قادها إلى الحضيض، لأن الواقع يشهد أنها ترمي بالحجارة على كل من يُقدّم لها النُصح.
فمع بداية الأزمة وقطر لا تملك الأدلة على براءتها كما أنها لا تملك الرد على الاتهامات المنسوبة إليها لكنها تحاول أن تقلب الموازين من كونها ظالمة إلى مظلومة، ومن بعض ما ترويه ليكون صداماً قومياً في الصف العربي والخليجي بالتحديد هو كيل سيل من الشتائم على دولة الإمارات، وتخص بالذكر صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لتخرج ما في قلبها من غِل وحقد دفين لهذه الشخصية.
إن دولة الإمارات العربية المتحدة من الدول التي يُشهد بحضارتها وعمرانها وإنجازاتها المتميزة وكفاءة شبابها في الإنتاج والبناء الإيجابي العالم أجمع، ولأنها لا تلتفت لصغائر الأمور ولا لتوافهها فهي تصنع مجداً عماده شباب هذا الوطن، فتشغل وقتها بتنمية الشباب، والجميع يُدرك أن ما تفعله قطر يعكس قصر نظرها وافتقادها للأهداف التي تتطلّع لها، بل إن هدفها الوحيد ينّصب على كيفية تشويه سمعة الإمارات والمُكابرة على الآخرين وهذا ما لن تصل إليه أبداً.
ففي الوقت الذي امتطت فيه قطر صهوة العنف والإرهاب وتبديد أموال شعبها في تمويل قتل الأبرياء وإيواء رؤوس الفساد والشر، تتباهى الإمارات بتكريم شبابها في اليوم العالمي للشباب وتفتتح أكبر صُروح الأدب والعلم على منابرها، وتحتفي بإنجاز تلو الآخر، ولا تلتفت إلى ممارسة الضعفاء في لفت الأنظار بطريقة طفولية تخلو من التعقّل ونشر الأخبار الكاذبة والمُريبة.
إن رَكب الشهداء لا يزال يخطو خُطاه على هذه الأرض تتقدمه نخبة من شباب الوطن، ونحن هنا في الإمارات لا يُفرّق شيوخنا حفظهم الله بين أبنائهم وأبناء المواطنين، ففي الميدان الجميع يتساوى والجميع يتقدّم للدفاع عن الوطن والذود عن حياضه ولا يُستثنى أحد، فمن أرض الميادين تظهر بطولات الرجال وتتعاظم أفعالهم، وتصغر في عيونهم الدنيا ويرون في الوطن الجنة التي من خلالها يعبرون للشهادة وهذه المكرمة أشرف ما يتمنونه.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة