لقد تورطت قطر كثيرا باحتضانها للإرهاب والجماعات المتطرفة ولموالاتها إيران ضد الخليج وأمنه وسلامته، وكل يوم نتفاجأ بالمزيد من الخجل والعار
لقد تورطت قطر كثيرا باحتضانها للإرهاب والجماعات المتطرفة ولموالاتها إيران ضد الخليج وأمنه وسلامته، وكل يوم نتفاجأ بالمزيد من الخجل والعار؛ كونها الجارة لنا والشقيقة التي عاشت سنين عديدة تخدع في وطنيتها وعروبتها!! وها هي اليوم تُكشّر عن أنيابها وتُعزّز من قيمة الإرهاب البشع لديها بصورة تفتخر بها دون مراعاة لُحسن الجوار أو التقيّد بقوانين العلاقات الدولية في صنع السلام للعالم ونبذ سياسة العنف والتطرّف.
مع كشف الحساب وكل المؤامرات تقترب قطر من الهاوية بفضل اتباعها لسياسة الإرهاب واقتراب كل قراراتها بتركيا وإيران، لكن السؤال الذي قد يُطرح: أين تميم الآن؟!
وها هي قطر تخرج بعارٍ جديد تُثبت أنها تتورّط أكثر في دعمها للإرهاب وكرهها للمملكة من خلال تورط الدوحة في محاولة لاغتيال العاهل السعودي الراحل الملك عبد الله بن عبد العزيز رحمه الله وغفر له، ودلّت خيوط المؤامرة الدنيئة بتواطئها في ذلك مع القائد الليبي الراحل معمر القذافي الذي شاركها التخطيط لأسباب واهية ادعّى فيها عدم موافقته سياسة الملك، مُعلنًا غضبه الأحمق في الانتقام منه متعاونًا مع حكومة قطر التي رضخت للأمر دون ضمير أو رادع ديني وأخلاقي، لكن الله أفشل هذا المُخطط الخائن الذي يمسُّ بالروح الإنسانية للقائد الذي حمل كل مقومات القيادة الناجحة للسياسة بفضل حنكته الدبلوماسية التي يُمسك بها كل زمام الأمور ويُعالج فيها قضايا الأمة.
إن الظروف الحرجة التي مرت بها الأمة الإسلامية والعربية وإلى يومنا هذا تمر بتحديات كبيرة واجهها الكثير من حُكّام العرب وعلى فترات متباعدة، فبعضهم نظر لها نظرة ثاقبة وعالج مشاكلها مراعاة للمصالح العامة وسعى جاهدا في ذلك، وكان الملك عبد الله من المُتبنّين لقضايا الأمة حاملا همّها في رؤية استراتيجية تقتضي المصلحة ومراعاتها بشكل عام، وكانت أهداف الخليج متقاربة في الحفاظ على الأمن القومي لإقليم الخليج العربي.
فظّن الكثيرون أن المملكة والإمارات تُبالغان في ردع تطاولات قطر والكفّ عن هذا العدوان الذي تشنّه مع أبواقها الإعلامية وأن ما يُنشر ضدها من باب التشّفي، لكنها الحقيقة التي يُرفض تصديقها من قِبل المساندين لقطر وللجماعات الإرهابية، وما حدث من كشف عن المؤامرات التي حيكت ضد المملكة وكان آخرها محاولة الاغتيال.
ولا أرى أي حرج عند الحديث عن قطر، وأعتبر هذا الحوار صكّا على بياض؛ لأنها هي من وضعت نفسها في هذا الموقف وعليها تحمّل تبعات سياستها الخرقاء التي انصاعت مع التيارات الفكرية المنحرفة وكانت لقمة سائغة لإيران ومفكّا للإرهاب، فليس من العدالة بمكان أن تُجرم وتتفنّن في ذلك، ومن ثَّم تتباكى من مواجهتها بحقيقتها البشعة؛ فالذين أساءت لهم يدافعون عن كرامة شعوبهم ووطنيتهم؛ فلكل فعل ردّ فعل يا قطر، لا تنسي هذه القاعدة.
مع كشف الحساب وكل المؤامرات تقترب قطر من الهاوية بفضل اتباعها لسياسة الإرهاب واقتراب كل قراراتها بتركيا وإيران، لكن السؤال الذي قد يُطرح: أين تميم الآن؟!
أين الحاكم الذي أثار في بلاده كل هذه الزوبعة؛ لِمَ لا يخرج ويُعلن ويُصرّح ويُندّد ويُدافع وما إلى ذلك، أم أنه لا يملك أي قرار؟!
وهذا المنحى من التفكير يقودنا إلى أن قطر لا تمارس السياسة بيدٍ من حديد، بل هي تابعة لقوى خارجية تُسيّرها حيث المصالح، ولعل أول فشل وإخفاق ستتخلّى عن كل ذلك؛ لأن الهدف الرئيسي هو التآمر على القضاء على الخليج والسيطرة عليه بمساندة الأطراف الإرهابية المختلفة، وبعد أن تمّ الكشف عن كل الدسائس لا تستغرب تخلّي تلك الأطراف عن قطر وتركها وحدها تنزف وتندب حظها وربما تعود على استحياء لأحضان الخليج، وهذا كله يتوقف على النهاية التي ستؤول إليها الأحداث.
إن ما آلت إليه سياسة قطر خاصة بعد فضح تلك المؤامرات لاغتيال الملك عبد الله تدلّ على عقم في أيديولوجية سياستها الخرقاء؛ فارتباطها بالأفكار الإرهابية أثرّ على علاقاتها الدولية وهدم كل معاني الإنسانية وخرق النظام الإسلامي والشرعي بموالاتها لأعداء السلام والحرية، وما يجب على قطر معرفته أنها أمام العالم مُدانة وحاكمها مُدان وكل من وضعت يدها في يده أيضا مُدان، والحقيقة التي لا تقبل التجزئة أنها عميلة مُخلصة للإرهاب وربيبته؛ فليس أدنى شك بعد كل هذه الأدلة والحقائق التي بثّها العالم أن يأتي عاقل ويُدافع عنها أو يدّعي عكس ما نُشر!
أصبحت أحداث قطر نقطة تحوّل في الخليج لإعادة النظر في أمور كثيرة وعلى الجميع تجديد الخطاب وتغيير الكثير من استراتيجية المنطقة للتعامل على المصالح العامة بعيدا عن وجودها بيننا.
والأشد غرابة في حيثيات الأحداث تصريح وزير الخارجية القطري الأخير عن استيائه من الحديث عن إغلاق قناة الجزيرة على أساس أنها شأن داخلي! كيف للشأن الداخلي أن يُهين دولة مجاورة له ويسخر من رموزها ولا يلقى لها بالا أو تكفّ أذاها للآخرين؟! أي شأن داخلي يا وزير وهي تُشوّه وتقذف وتُسيء للمملكة والإمارات؟! هل هذه السياسة ترضونها على بلدكم إن اتبعها إعلامنا؟ وهل ستوافقون في حال تذمّركم أن نقول إنها شأن داخلي؟! هذه تناقضات واضحة شديدة اللهجة لا تدلّ على دبلوماسية في السياسة الخارجية، ولابد أن تعي ما تقول؛ فأنت أمام حقائق وإثباتات حقيقية لا جدال فيها للتنصّل والمراوغة، وحريّ بك أن تُنقذ بلادك من الغرق، وتلملم ما تبقى من شتاتها؛ فلن تكون هناك خيارات أفضل من الرجوع للصف الخليجي مهما حاصرك أعوان الإرهاب من قوى فهي زائفة.
هذا النزيف الذي تُخفيه لن يُجدي؛ لأن الإصرار على ما أنت عليه ضياع واقترابك للهاوية بمثابة انهزام وخذلان للذات، فلتكن شجاعتك أقوى من اتباعك لسياسة الإرهاب وتمويله.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة