حكومة قطر في حقيقتها قزم يريد أن يقفز للأعلى ويلعب مع الكبار مستخدما الحيلة وأبواق الدعاية وإثارة الفتن والمال غير النظيف.
ليس عيباً أن يكون المرء قصيراً أو طويلاً ولكن العيب يكمن في عدم إدراك المرء أن حجمه وقدراته لا تمكنه من الوصول إلى المطلوب، فمثلا لو ظل القزم يقفز في الهواء للإمساك بأعلى خزانة الثياب (الدولاب) سوف يتسبب ذلك في إلحاق الأذى بنفسه أو سقوط الخزانة على رأسه أو على الأرض، والاستعانة بالسلم أو رافعة إجراء مؤقت لا يغير من طبيعة الأشياء وإنما يسهل القيام بعمل محدد.
لقد دفعت حكومة قطر القزم المتعملق ثمناً باهظاً لهذه الرغبة الجامحة في الظهور فقد أصبحت تابعا للعثمانيين الجدد يحضرون حاكم قطر إليهم متى شاؤوا، وعندما يصل الحاكم القطري لمقر استدعائه لا يجد رئيساً في استقباله ولا يحظى أو يتلقى أقل درجة المجاملات البروتوكولية
وحكومة قطر في حقيقتها قزم يريد أن يقفز للأعلى وأن يلعب مع الكبار مستخدماً الحيلة وأبواق الدعاية وإثارة الفتن والمال غير النظيف ليصبح عملاقاً مؤثراً في المنطقة والعالم ولكن هيهات لها ذلك، فإمكانياتها البشرية محدودة وليست كافية لتكوين مدينة واحدة عملاقة، وحدودها متناهية الصغر تستطيع أن تقطعها شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً في يوم واحد وأنت تقود سيارتك وبسرعة نظامية، وكل ما لديها من إمكانيات هو الخام الأسود والغاز، هذه القدرات المالية المحدودة جعلت حكومة قطر تفقد صوابها وتريد أن تصبح عملاقاً مؤثراً وملاكماً من الوزن الثقيل أو ما فوق الثقيل في حين أن وزنها أقل من وزن ملاكم وزن الريشة.
لقد استطاعت حكومة قطر من خلال وجودها كعضو في مجلس دول التعاون أن يكون لها تواجد إقليمي ودولي، كما استطاعت من خلال إنفاقها على القطاع الإعلامي وتوظيفه لصالح أجندتها تضخيم حجمها، حتى ظنت واعتقدت أنها عملاق ناسية أو متناسية أنها استخدمت أدوات مكنتها للوصول لأعلى خزنة الثياب لوقت محدد فقط، وهي ما زالت قزما لا يستطيع أن يلعب في حلبة الملاكمة من الوزن الثقيل.
ومن قبيل المناكفة والمعاندة والمنازعة استعانت بأداة أخرى ظناً منها أن ذلك قد يجعلها عملاقاً، فاستأجرت ملاكما من الوزن الثقيل ليقيم عندها، غير أن الملاكم التركي الذي أحضرته بدأ بتناول الطعام المخصص لها، حيث لا يكفيه الأكل الذي تقدمه له، واكتشفت أخيرا أن السيادة التي تنادي بها أصبحت منقوصة لوجود هذا الملاكم في غرفتها الخاصة.
نتيجة عدم إدراك حكومة قطر حقيقة قدراتها وسيطرة عقدة النقص والصغر عليها أحضرت الجيوش لحمايتها من خطر خارجي وهمي، واستضافت القواعد العسكرية حتى أصبحت شبه محتلة لا تملك قرارها ولا سيادتها، والأدهى من ذلك أن الأتراك العثمانيين الذين حاربهم أجداد القطريين أعادتهم في حلة جديدية وأسكنتهم في قصور حكام قطر، حيث أصبح القزم القطري لا يأتمن أهل بيته على نفسه وسلطته.
لقد دفعت حكومة قطر القزم المتعملق ثمناً باهظاً لهذه الرغبة الجامحة في الظهور، فقد أصبحت تابعا للعثمانيين الجدد يحضرون حاكم قطر إليهم متى شاؤوا، وعندما يصل الحاكم القطري لمقر استدعائه لا يجد رئيساً في استقباله ولا يحظى أو يتلقى أقل درجة المجاملات البروتوكولية لأن سيده الجديد يعلم أنه قزم لا يعول عليه.
ولَم تنتهِ الحكاية إلى هذا الحد، حيث في الأمر بقية وفصول قادمة تكشفها الأحداث، وكما قيل «لكل داء دواء يستطب به إلا الحماقة أعيت من يداويها».
نقلا عن "عكاظ"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة