باحث أمريكي: حل أزمة قطر بالتقارب مع الخليج وليس تملق تركيا وإيران
الباحث الأمريكي مجيد رفيع زاده، حذر قطر من أن انتهاج سياسة التحدي والعناد سوف يفاقم الضرر الذي أصاب علاقاتها الدبلوماسية والاقتصادية
حذر الباحث الأمريكي مجيد رفيع زاده، القيادة القطرية من أن انتهاج سياسة التحدي والعناد سوف يجرها إلى مستنقع خطير يُعرّض مصالحها الوطنية للخطر، ويفاقم الضرر الذي أصاب علاقاتها الدبلوماسية والاقتصادية مع جيرانها، مشيراً إلى أن الدوحة لن تنجو من ذلك بالتملق إلى تركيا وإيران ولكن بالتقارب مع جيرانها وحلفائها القدامى.
وقال زاده وهو من أصل إيراني، ويرأس المجلس الأمريكي الدولي حول الشرق الأوسط، وعضو المجلس الاستشاري لجامعة "هارفارد" إن "قطر تظهر تحدياً كبيراً في مواجهة المقاطعة التي فرضتها السعودية والإمارات ومصر والبحرين".
- باحث أمريكي: انتهازية قطر تجر تركيا إلى مستنقع خطير
- قطر تضخ مليارات الدولارات في البنوك لتعويض خسائرها
وفي مقال نشره موقع بيزنس إنسايدر" الأمريكي، أشار زاده إلى أن "الدوحة أعلنت عن إقامة روابط أوثق مع تركيا وإيران، وفتحت ميناءً جديداً، واستوردت طائرة ممتلئة بالأبقار لإطلاق صناعة الألبان الخاصة بها".
واعتبر أن هناك سببين رئيسيين لموقف قطر؛ الأول هو الحصول على الدعم المحلي لموقفها وقيادتها، والثاني هو إثناء الرباعي عن مواصلة المقاطعة، بأن تجعل الأمر يبدو وكأن الدوحة ليست بحاجة إلى أو لديها رغبة في الاستسلام".
واستدرك بالقول: "لكن الواقع هو أن تأثير مقاطعة مجلس التعاون الخليجي على اقتصاد قطر كان كبيراً. والآن بعد أن وردت أولى دفعات البيانات الاقتصادية ذات المغزى، من الواضح أن الوضع في الدوحة آخذ في التدهور، ومن المحتمل أن يزداد الوضع سوءاً".
وأشار إلى أن "الدولة الغنية بالغاز حرقت 38.5 مليار دولار من احتياطياتها المالية الضخمة في شهري يونيو/حزيران، ويوليو/تموز الماضيين، كما قدرت وكالة موديز للتصنيف الأسبوع الفائت، أي ما يعادل 23٪ من الناتج المحلي الإجمالي، الذي من المتوقع أن ينمو أقل بنسبة الثلث العام المقبل".
الموقع اعتبر أن "هذا الإنفاق الحكومي الطارئ سوف يتصاعد، مع تغيير مؤسسات فيتش، وموديز، وستاندرد أند بورز، نظراتها إلى قطر من مستقر إلى سلبي"، مشيراً إلى أن صندوق النقد الدولي أصدر تحذيرات إلى الدوحة حول توقعاته طويلة الأجل.
وأضاف: "سوق الأوراق المالية القطري كان يتراجع دائماً في بداية هذه الأزمة، ولكن ينبغي أن يكون الأمر مقلقاً بالنسبة للدوحة أنه فشل في التعافي، حيث فقدت البورصة 15٪ من قيمتها السوقية خلال المائة يوم الأخيرة، لتصل إلى أدنى مستوى لها في 52 شهراً هذا الأسبوع، وتخسر عشرات المليارات من قيمتها".
ونوه المقال بأن "الشركات القطرية ومؤسسات الدولة تحركت بسرعة لبيع الأصول غير الضرورية، وشملت عمليات البيع الضخمة الغريبة بيع حصة أسهم بقيمة 417 مليون دولار في شركة تيفاني للمجوهرات، وأسهم في مورجان ستانلي بقيمة 417 مليون دولار. وقد فاجأت عملية الاستغناء، القطريين الذين يخبرهم قادتهم بأنه لن تكون هناك عواقب مالية أو اقتصادية من المقاطعة. لكنهم لاحظوا تضخم أسعار المواد الغذائية والمشروبات اقترب من 5٪ منذ يونيو/حزيران".
ورأى أن "المشكلة التي تواجه قطر ليست الاضطرار إلى إعادة معايرة شبكة استيرادها، ولكن المشكلة أن حلفاءها الجدد (تركيا وإيران) لا يقدمون شيئاً مثل ما كان يقدمه حلفاؤها القدامى (الخليج) من حيث الاستثمار والفرص التجارية".
ورجح أنه "من خلال التملق إلى تركيا وإيران في هذه الأزمة، ستؤدي الدوحة حتماً إلى زيادة المسافة بينها وبين الولايات المتحدة وأوروبا وبقية دول مجلس التعاون الخليجي، وهؤلاء هم أعظم حلفائها وشركائها التجاريين الذين تصدهم، وفي الوقت نفسه تعاني قطر بشدة".
وتوقع أن "تعزل قطر نفسها أكثر فأكثر"، ليزيد تأثر القطاع المصرفي، حيث أظهر النصف الأول من عام 2017 انخفاضاً في أرباح قطاع الخدمات المالية في قطر بنسبة 14.2٪ مقارنة بالنصف الأول من عام 2016، ولا يمثل ذلك سوى شهر واحد من الأزمة.
ووفقاً للباحث، من المرجح أيضاً أن تصبح قطاعات السياحة وصناعة النقل من أكبر ضحايا الأزمة؛ حيث فقدت الخطوط الجوية القطرية 10٪ من حجم رحلاتها منذ يونيو/حزيران، وفي الفترة من يناير /كانون الثاني إلى سبتمبر/أيلول 2016، شكَّل السياح الخليجيون ما يقرب من 50٪ من إجمالي الزوار إلى قطر، حيث أنفقوا ما يزيد على 4.5 مليار دولار.
ومضى قائلاً: "الخسارة النسبية للتجارة القطرية في اقتصاداتها لا تكاد تُذكر مقارنة بفقدان النفوذ والاستثمار والثقة، التي ستعاني منها قطر بخسارة جميع أقرب شركائها التجاريين بدرجات متفاوتة".
وخلص إلى أنه "من الصعب أن نتصور كيف تستطيع قطر معالجة هذا الوضع بالسياسة الاقتصادية وحدها، حيث أيد مواطنو قطر إلى حد كبير قادتهم إلى هذه المرحلة لأنهم يعتقدون أنها لن تؤثر على مستوى معيشتهم، ولكن إذا بدأوا يشعرون بأنهم أسوأ حالاً، والقيادة تشعر أن هذا قد يحدث، فإنه يمكن أن يؤدي بسرعة إلى تقارب كبير مع دول مجلس التعاون الخليجي".
aXA6IDEzLjU4LjQwLjE3MSA= جزيرة ام اند امز