قناة الجزيرة مبتغاها تكريس الانقسام العربي وتعميق الخلافات، وشن الحملات المضادة ضد كل ما يمت للعروبة بصلة.
حقق الإعلام مكسباً كبيراً من خلال تكنولوجيا المعلومات وتطورت أجهزة الاتصالات، فغادر بذلك قوقعته المحلية ومواقعه الخاصة لينطلق إلى رحاب العالم الأوسع.
وتخلت بعض الوسائل الإعلامية عن دورها الأساسي في المجتمع وأساءت لمهامها الأخلاقية مستغلة تصاعد حدة الصراعات التي انتابت الأنظمة العالمية.
لكن هل انتهى عصر غسيل الدماغ؟ بمعنى هل انتهت أساليب التغطيات الإعلامية للعمليات الإرهابية البعيدة عن المصداقية؟ وكأن هذه القنوات الفضائية اللسان الناطق لهذه الجماعات المتطرفة، وهل لا زالت عمليات الإرهاب الفكري تتحكم ببعض الفضائيات وبعقوله الناشئة وتهيمن على بعض الأنظمة الداعمة لها آخذةً أشكالاً أكثر اتساعاً وتطرفاً وإرهاباً؟.
وأكثر ما يسيء في برامج هذه الوسائل الإعلامية أنها تندرج تحت بند بث السموم، وما يثير حفيظة المستمعين أيضاً برامجها الحوارية كالتي تقدمها بعض القنوات المستعربة، وفي منظورها أنها امتلكت ناصية القول في تعليم أبناء يعرب كيف يكون الحوار، وإذا بها تعيدنا إلى القرون الوسطى بل إلى عهد الجاهلية، رغم ادعائها أنها تسلك السبل الصحيحة وتكون نتائج ما طرحته عبر حواراتها زيادة في حدة الصراعات المخلة بالموقف القومي.
وهذه قناة الجزيرة تسعى بخطى حثيثة ليس لسلوك الحوار الموضوعي والقائم على أسس مهنية، وإنما مبتغاها تكريس الانقسام العربي وتعميق الخلافات أكثر مما هو واضح للعيان، وكعادتها دائماً تمارس دورها المشبوه في شن الحملات المضادة ضد كل ما يمت للعروبة بصلة، بدءاً باستضافة وجوه لبث التفرقة في الوضع العربي الراهن.
وفوق كل ذلك استمرأت الدوحة التلاعب بعقول الآخرين، وأدمنت الدعاية المغرضة من خلال العمل على تمويل المراكز البحثية الأجنبية التي تحقق أهدافها الخبيثة ودعم العديد من مراكز الدراسات والأبحاث الأجنبية لترويج أكاذيبها في الداخل والخارج عبر شاشة قناة الجزيرة لطرح خطابات معادية للدول العربية، وتضخ أموالاً هائلة لتطوير قناة الجزيرة ومنصتها الإعلامية في الترويج لسياستها، إضافة لمحاولة خلق كيانات إعلامية في العديد من دول العالم بهدف تحسين صورتها أمام الرأي العالم العالمي.
ويتحايل القائمون على قناة الجزيرة بشعار الرأي والرأي الآخر الذي يبدو في ظاهره الحرية المزعومة، ولكن في باطنه تسكن الأكاذيب والأباطيل، وتقوم الجزيرة باستضافة العديد من الشخصيات الداعمة للتطرف، كما استضافت إسرائيليين كانوا لتوهم قد أفرغوا حقدهم ورصاصهم في صدور الأبرياء وغسلوا أياديهم الملطخة بدماء الأطفال في الأراضي العربية الفلسطينية.
ويتحايل القائمون على قناة الجزيرة بشعار الرأي والرأي الآخر الذي يبدو في ظاهره الحرية المزعومة ولكن في باطنه تسكن الأكاذيب والأباطيل.
ومن ضمن المراكز البحثية والمؤسسات الإعلامية التي يمولها النظام القطري صحيفة الغارديان البريطانية التي اشتراها النظام القطري لظروف وحوادث هزيلة ولتغطية ألاعيبه.
وسقطت مصداقية الغارديان حين تعاميها عن العمليات الإرهابية التي وقعت في جمهورية مصر ومنها عملية التفجير والهجوم على المصلين في جامع الروضة في سيناء، فكان موقفها مدعاةً للمغالاة وخروجاً عن جوهر ودور الإعلام، عدا عن المراكز والدراسات الإعلامية منها مركز بروكينغز ومقره واشنطن، ويعمل فيه العديد من كتاب الرأي في الصحف العالمية، وتلقى تمويلاً مالياً طائلاً من الدوحة على مدى سنوات، مقابل دعم مواقفها وسياستها الرعناء على المستوى الدولي.
إن الباحثين الذين يعملون فيه كشفوا عن وجود اتفاقات ضمنية تقضي بألا يكون هناك أية انتقادات للحكومة القطرية المانحة في التقارير التي يصدرها.
ويمكن استبار ما هو مستتر في دواخل هذه المؤسسات الإعلامية التي اتضحت مراميها وتبث سمومها المفضوحة وكل ما تطرحه يأتي ضمن سياقات العمالة المكشوفة والخيانة الواضحة، وذلك للعبث بأمن الدول العربية، لاسيما التي تشهد صراعاً مسلحاً لخدمة أجندتها الإقليمية في المنطقة وتوجيه الرأي العام ضد قضايا محورية بغية مصالحها المشبوهة، ولم يعد يصدقها أي إنسان شريف ومتابع.
وبذلك شذّت قناة الجزيرة عن القواعد الإعلامية العربية الملتزمة بأمن الوطن في أكثر أخبارها وبرامجها الاستعراضية، وإذا كانت تزعم أن برامجها ومواضيعها مستوحاة من الواقع العربي فإن مضامينها تحمل ضجيجاً مملاً وصخباً عالياً ما يجعلها سقيمةً ولا طائل منها وخاوية الوفاض منفلتة من عقالها وخارجة عن أدبيات الحوار وطرائق التفكير وما عادت رسالتها تعكس مصالح العروبة وأمنها القومي.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة