مؤلف "أوراق قطر": الدوحة تدعم إخوان أوروبا بملايين اليوروهات
قطر لا تشتري الأندية والفنادق وتخترق الاقتصاديات الأوروبية فحسب بل تدعم الجمعيات الإسلامية المتطرفة بشكل واسع النطاق.
قال كريستيان شينو، مؤلف كتاب "أوراق قطر" الذي أحدث ضجة كبيرة في القارة الأوروبية مؤخرا، إن الدوحة تمول الإخوان في كل أوروبا، ليس فقط في فرنسا وألمانيا، لكن في الدول الصغيرة مثل النرويج.
وفي مقابلة مع مجلة "تيبوليس" السياسية الألمانية "خاصة"، قال شينو: "لا تشتري قطر الأندية والفنادق وتخترق الاقتصاديات الأوروبية فحسب، بل تدعم الجمعيات الإسلامية المتطرفة بشكل واسع النطاق".
وتابع: "لقد علمنا مدى الإنفاق القطري بعد نشر كتابنا "أمراءنا الكرام.. هل هم أصدقاؤنا حقا" في ٢٠١٦، حيث تلقينا بعدها الكثير من المواد عن التمويل القطري للتنظيمات الإسلامية".
وأضاف: "حصلنا على وثائق من وسطاء ومبلغين عن مخالفات، شملت وثائق تؤكد التحويلات المصرفية، ورسائل البريد الإلكتروني، والجداول التي توضح أموال المساعدات المحولة إلى الجمعيات الإسلامية، والمدفوعات لبناء المدارس والمساجد أو شراء الأراضي والعقارات في أوروبا".
ومضى قائلا: "اندهشنا من مدى الدعم للجمعيات الإسلامية الموثقة في البيانات، واتضح أن قطر تمول المراكز والجمعيات الإسلامية في جميع أنحاء أوروبا، وبالتحديد في فرنسا وألمانيا وسويسرا والنمسا وإيطاليا وإسبانيا، وحتى في دول صغيرة في النرويج".
واستطرد قائلا: "وسرعان ما أصبح واضحًا لنا أن قطر تمول هياكل الإخوان المسلمين في أوروبا"، مضيفا "من الواضح أن قطر ليست مهتمة فقط بالاستثمارات الاقتصادية، ولكن بتصدير علامتها التجارية: الإسلام السياسي".
ولفت إلى أن "قطر من الممولين الرئيسيين لجماعة الإخوان حتى في خارج أوروبا، ويقيم فيها رمز الجماعة ومنظرها يوسف القرضاوي".
وتابع :"الدوحة تدفع ملايين سنويا لمؤسسات الإخوان في أوروبا، ويبدو أن مواردها المخصصة لدعم الجماعة لا تنضب".
شينو قال "غالبية المسلمين في ألمانيا من أصول تركية، لذلك فإن المنظمات الإسلامية التركية هي المهيمنة. لكن هذا لا يعني أن قطر ليس لها يد في هذه المنظمات".
وواصل حديثه بالتأكيد على أن "هناك علاقات وثيقة للغاية بين تركيا وقطر. ويجب على أي شخص في ألمانيا يرغب في معرفة المنظمات التي تمولها قطر أن يتابع مسار الأموال التي تنتقل من الدوحة إلى تركيا ومنها إلى دول أخرى".
وحول سبل مواجهة الإخوان والتمويل القطري، قال شينو "أولا وقبل كل شيء، يجب على السياسيين الاستماع إلى تحذيرات أجهزة المخابرات".
وتابع "ثم من المهم للغاية تحقيق المزيد من الشفافية وتتبع التمويل الخارجي. ومنع الدول الأجنبية من ارسال الأئمة إلينا".
وبصفة عامة، فضح كتاب "أوراق قطر"، التمويل القطري للإرهاب في أوروبا، عبر مؤسسة "قطر الخيرية"، التي تبث سمومها تحت ستار المساعدات الإنسانية وتمول بناء مساجد ومراكز ومؤسسات تابعة لتنظيم الإخوان الإرهابي.
ووصف الصحفيان الاستقصائيان، كريستيان شينو، وجورج مالبرنو، في الكتاب "قطر الخيرية" بـ"المؤسسة الأقوى في تلك الإمارة الصغيرة"، مؤكدين أنها تمكنت من "التوغل في 6 دول أوروبية أبرزها فرنسا، وإيطاليا، وسويسرا"، كما حذرا من خطورة هذا التمويل.