قطر.. العميل المزدوج في الحرب العالمية ضد الإرهاب
خبير الشؤون الخارجية الأمريكية إيان بيرمان يصف قطر بـ"عميل مزدوج" في الحرب ضد الإرهاب، ويرى الضغط الحالي عليها منفعة عامة للعالم.
قال خبير الشؤون الخارجية الأمريكي إيان بيرمان إن قطر "عميل مزدوج" في الحرب العالمية ضد الإرهاب، حيث تزعم أنها حليفة وتمول الأعداء، مؤكدا أن الضغط الذي تفرضه الدول العربية عليها حاليا هو منفعة عامة في مواجهة التطرف سواء رضخت الدوحة أم انتهى بها الأمر إلى العزلة.
وأضاف بيرمان في مقال نشره موقع "يو إس إيه توداي" الأمريكي، الثلاثاء، أنه بعد أسابيع من زيارة الرئيس دونالد ترامب للسعودية في أولى جولاته الخارجية لتأسيس بنية أمنية إقليمية لمحاربة تنظيم "داعش" الإرهابي ومواجهة إيران، أعلنت 5 دول عربية قطع العلاقات الدبوماسية مع قطر بسبب دعم الأخيرة للتطرف بأشكال عدة.
وأكد بيرمان نائب رئيس مجلس الشؤون الخارجية الأمريكية -مركز دراسات غير ربحي- أن مثل هذا الدعم ليس جديدا، فقطر مارست دورا مزدوجا في "الحرب العالمية على الإرهاب"، حيث خدمت لسنوات كمنطقة لوجيستية هامة للأمم المتحدة وقوات التحالف الدولي بداية من الحرب ضد "القاعدة" في أفغانستان بعد أحداث 11 سبتمبر ثم لاحقا في الحرب ضد صدام حسين بالعراق، وأخيرا في الحرب ضد "داعش" في العراق وسوريا.
لكن في الوقت نفسه، تبين أن المملكة القطرية داعمة كبيرة لحفنة من الجماعات المتطرفة، وتتضمن القائمة جماعة الإخوان الإرهابية وفرعها الفلسطيني حركة حماس، وكذلك حركة طالبان الأفغانية، وتنظيم جبهة النصرة التابع للقاعدة، والمعروفة جميعها بتلقي دعما من الدوحة.
ولم تتوقف قطر عند ذلك، حيث قال بيرمان إنه على نقيض دول مجلس التعاون الخليجي الأخرى، أقامت قطر علاقات سياسية وتجارية مريحة مع إيران، مشيرا إلى أن ما عجل بشكل كبير من حدوث الأزمة التي شهدتها قطر هذا الأسبوع، هي تصريحات الأمير تميم بن حمد آل ثاني الأخيرة التي قدم فيها المشورة لدول المنطقة بالتوقف عن المعارضة وتبني فكرة الانفراج مع المرشد الإيراني علي خامنئي.
وقال بيرمان إنه حتى الآن تحملت دول المنطقة مرارا ازدواجية قطر بهدوء، لكن ليس بعد الآن على ما يبدو، حيث تعتبر الخطوات الدبلوماسية الأخيرة من 5 دول عربية ضد قطر محاولة منسقة لتحميل الدوحة تكلفة سلوكها المارق.
وأضاف بيرمان أن هناك علامات على بدء حدوث ذلك، حيث أصبحت الدوحة في موقف دفاعي وبدأت في تغيير موقفها التاريخي المتعجرف تجاه حماس، فقامت في الأيام الأخيرة بطرد عدد من قيادات الحركة الفلسطينية من أراضيها، بعد سنوات من العمل هناك دون عقاب، مرجحا المزيد من الخطوات المماثلة في المستقبل القريب مع اندفاع المسؤولين القطريين لإصلاح العلاقات المتوترة بشدة مع جيرانها الإقليميين.
وعن تأثير العزل الدبلوماسي لقطر على الولايات المتحدة، قال بيرمان إنه للوهلة الأولى قد يبدو ذلك خبرا سيئا لآمال إدارة ترامب في تشكيل تحالف إقليمي للحرب ضد "داعش" ومواجهة إيران.
لكن الضغط الحالي على قطر يمكن أن ينتهي في الواقع كـ"منفعة متنكرة"، حيث أوضح بيرمان أن التحالفات تكون بقوة أضعف جزء فيها، وفي هذه الحالة هي شراكة إقليمية يقوم أحد أعضائها بدعم وتمويل التنظيمات نفسها التي يحاربها التحالف، ما يجعله آيل للسقوط بالطبع.
وبطبيعة الحال، يعكف مسؤولو إدارة ترامب حاليا للتوسط في التوترات العربية-القطرية في جهود لاستعادة سياسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط إلى مسارها، إلا أنه حسب بيرمان، فإن البيت الأبيض قد لا يكون حريصا جدا على نزع فتيل الأزمة الحالية، لأن الضغط الذي تمارسه السعودية وشركاؤها قد يدفع الدوحة إلى أداء دور أكثر اتساقا وبناء في الحرب على الإرهاب.
وأوضح بيرمان أنه في حالة حدوث ذلك، ستصبح قطر شريك استراتيجي يمكن الاعتماد عليه بشكل أكبر بالنسبة للولايات المتحدة وحلفائها الإقليميين، لكن في حالة عدم استجابة الدوحة، فإن عزلها سيساعد في تقييد التهديد الذي يعرض استقرار المنطقة للخطر.