إقحام السعودية في أحداث سبتمبر هو محاولة للتغطية على دور النظام القطري وعلاقته بها والتنظيمات الإرهابية
احتفل وهلل الإعلام المعادي لمحور الشر في المنطقة بالخبر الذي أوردته صحيفة "وول ستريت جورنال" أن العقل المدبر لأحداث الحادي عشر من سبتمبر، خالد شيخ محمد، مستعد لصفقة قضائية مع الولايات المتحدة تلغي فيها عقوبة الإعدام عنه مقابل أن يشهد ضد السعودية في الدعاوى المرفوعة من عائلات ضحايا الهجمات الإرهابية التي وقعت في 2001 وخلفت نحو 3 آلاف قتيل.
قطر عمليا عزلت عن محيطها مند أن غردت خارج السرب وأضحت معول هدم، وهي في معزل عن الأخلاق والقيم التي ترعى الأخوة وحق الجوار، عزلت منذ أن استباحت الدم العربي وحللت تفكيك النسيج، معزولة منذ سحبت جنسية مواطنيها ومنحتها لمن استوطنها بحثا عن الجنسية
لا شك أن هناك من حرّك خالد شيخ محمد، ليكون شاهدا ضد السعودية في هذه الحادثة، ليجعل منه وسيلة ضغط جديدة من أجل التنازل في ملفات مهمة، أهمها إلغاء المقاطعة القطرية، وهي استمرار للحملة المسعورة لتوريطها وإلصاق التهم بها جزافا عبر نبش ملفات قديمة في الوقت الحالي، للقبول بها كأمر واقع على علاتها ومساوئها وإرهابها وتحريضها ودون تنفيذ الشروط التي طلبت منها ووقّعت على أغلبها سابقا، لكنها نكثت بعهودها.
هذا السعار والشبق الذي يمارسه النظام القطري والحقد والكراهية المبالغ فيها ضد السعودية، جعله يتعامى عن واقع وحقيقة خالد شيخ وعن تقارير المخابرات الأمريكية والدولية التي تؤكد تورط الدوحة في إيوائه، وأنه كان صديقا مقربا لوزير الداخلية الأسبق والإرهابي عبدالله بن خالد آل ثاني، وموظفا وبشكل رسمي في الدولة، بالإضافة إلى أن إعلامه هو الإعلام الوحيد الذي كان يسوق لـ"القاعدة" ويبث تسجيلاته الحصرية التي تهدد أمريكا والسعودية، وهو بذلك يفتح ملف بالغ الحساسية (بيدي لا بيد عمرو)، وكالذي يفتح النار على قدمية، لا سيما في عام 1996 عندما طلبت الولايات المتحدة الأمريكية من السلطات القطرية تسليمه، إلا أن قطر رفضت الطلب وساعدته في الهروب إلى أفغانستان، ليدبر بعد سنوات أحداث سبتمبر، وهي فرصه تاريخية ابتزازية لن يفوتها ترامب لحلب المال أكثر، فإثارة القضية هدفها التشويش وضرب العدوين معا "ترامب والسعودية"، بخطة تطبخ على نار هادئة في الإعلام الأمريكي قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية.
إقحام السعودية في أحداث سبتمبر هو محاولة للتغطية على دور النظام القطري وعلاقته بها والتنظيمات الإرهابية وفضائح قطر مؤخرا في ليبيا واليمن والصومال وإيطاليا، وهو ما يحاول من خلاله الإرهابي ومندوبها وعميلها خالد شيخ محمد القيام به.
هو بذلك كما قال المثل العربي "على نفسها جنت براقش"، فالكل أصبح يعي أن قطر إرهابية، نعم كنّا نعلم خيانتها، ولكن للأسف لم نكن نتوقع حجم هذه الخيانة، وأنها ستكشف كل أوراقها الاستخباراتية ومؤامراتها الخبيثة وأذرعها الإرهابية كافة في كل أنحاء العالم، فعلى الرغم من كل هذا الخبث القطري والنوايا الشريرة فإن لديها نقصا حادا بالذكاء الطبيعي، لا سيما الشخص الذي قرر فتح هذا الملف المسكوت عنه. كما أنها دلالة على حالة الارتباك التي تعيشها الحكومة القطرية بالهروب إلى الأمام وبالهجوم وتلفيق التهم للغير، لا سيما بعد انتشار فضائحها التي تبذل جهودا على أعلى المستويات من أجل لملمة الفضيحة والتقليل من آثارها.
أعتقد أنه بدأ اللعب على الثقيل، فملف دعم الإرهاب هو الذي من أجله أعلنت الدول الرباعية المقاطعة لقطر، وها هي تأتيها الفرصة لضرب من يدعم ويمول الإرهاب، لا سيما أن قطر وبكل حماقة هي من فتحت على نفسها النار، وهي من ذهبت إلى فتح هذا الملف، في ظل تكشف قضايا وإثباتات جديدة متزايدة منذ بداية المقاطعة، وعلى قطر أن تجني نتائجه مهما كانت النتائج من باب "من حفر حفرة لأخيه وقع فيها".
قطر عمليا عزلت عن محيطها مند أن غردت خارج السرب وأضحت معول هدم، وهي في معزل عن الأخلاق والقيم التي ترعى الأخوة وحق الجوار، عزلت منذ أن استباحت الدم العربي وحللت تفكيك النسيج، معزولة منذ سحبت جنسية مواطنيها ومنحتها لمن استوطنها بحثا عن الجنسية، وهي باغية وداعمة للإرهاب والفوضى وعلى الباغي تدور الدوائر، وستعزل هذه المرة دوليا، لكن عبر النيران الصديقة التي أيقظتها.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة