لا يمكن أن يمحو حمد بن جاسم تاريخ النظام القطري الذي انطلق فقط قبل عقدين من الزمن من خلال الحديث عن قضية حاسمة في علاقات الدول.
لا يبدو أن حمد بن جاسم قد غادر موقعه، فما قاله في لقائه التلفزيوني الشهير قبل أيام لا يوحي أبدا بأنه قد غادر منصبه، فهو يتحدث وكأنه يمثل النظام القطري وهذا سؤال منطقي، في مستهل اللقاء كان الحديث منصبا عن علاقة قطر بدول مجلس التعاون والأزمة التي يقول عنها المتحدث إنها مفتعلة، ولعل التاريخ هنا يتحدث عن وقائع وليس تكهنات، وتحديدا في قضية التسجيلات المنشورة قبل أعوام، وهنا يجب ألا نضع المقارنات حتى لا تتحول العملية إلى مساجلة، ولكن لنتحدث بوضوح عن الحقائق وليس التوقعات، وهذا ما يطرح السؤال المهم عن حقيقة ما فعله النظام القطري خلال العقدين الماضيين.
ألم يتحلَّ الخليج بقادته الكبار بالصبر على هذا النهج منذ وجد؟ ألم يصمت الأخ الأكبر عن حديث الأشرطة المسجلة؟ ألم تؤخذ التعهدات وتكتب الأوراق بخط اليد من أجل تجاوز المواقف وطي صفحات الماضي؟ ليته غيرك من تحدث بهذا الحديث لنجد له بعضا من الأعذار كالجهل بالقضية أو نسيان تفاصيلها
لا يمكن أن يمحو حمد بن جاسم تاريخ النظام القطري الذي انطلق فقط قبل عقدين من الزمن من خلال الحديث عن قضية حاسمة في علاقات الدول، فقطر دولة خليجية وشعب قطر شعب خليجي، ولكن السؤال من جلب لقطر تلك الأبواق الإعلامية من الأفراد غير الخليجيين وسمح لهم ببناء منظومة إعلامية هدفها تفكيك النسيج الاجتماعي الخليجي والإساءة إليه؟ ألم يتحلَّ الخليج بقادته الكبار بالصبر على هذا النهج منذ وجد؟ ألم يصمت الأخ الأكبر عن حديث الأشرطة المسجلة؟ ألم تؤخذ التعهدات وتكتب الأوراق بخط اليد من أجل تجاوز المواقف وطي صفحات الماضي؟
ليته غيرك من تحدث بهذا الحديث لنجد له بعضا من الأعذار كالجهل بالقضية أو نسيان تفاصيلها، لكن أنت تقول هذا! أين أنت من تاريخ طويل من الخطط والمنهجيات التي لا بد لها أن تتكسر على ضفاف الحقائق المؤلمة، خاصة عندما تكون دولة قطر الأرض الخليجية والشعب الخليجي مسرحا لمرتزقة السياسة ومرتزقة المال؟ هل تعلم من الذي يدافع عن موقف قطر اليوم من داخل قطر؟ مع كل أسف إنهم مرتزقة المال وليس من بينهم من أبناء قطر، فمن تمثل أنت؟ فهل هذا جزء من الوفاء للخليج ودوله أم ماذا يمكن أن نطلق عليه؟
الدول الخليجية فتحت الأبواب وأطلقت العنان لكل الحلول الممكنة وتوسطت بين بعضها، ولكن المشكلة أن هناك عضوا صغيرا يرغب دائما أن يكون هو سبب المشكلات، لأنه يعاني من عقد سياسية وتاريخية ليست في حسبات الأخوة الكبار، ولكن هذا العضو يحاول جاهدا أن يقيم نفسه من خلال رؤية ضيقة، كل دول الخليج لمن يريد أن يفهم دول كبيرة بمكانتها ودورها العربي والإسلامي والدولي، ولكن من يريد أن يرفض هذه النظرية هو من سيدفع ثمن انفصاله عن موطن قوته؛ حيث الوحدة الخليجية هي عنوان قوته.
هل من العقل أن يقال إن مطالب دول الخليج مطالب مزيفة؟ بينما يتداول الإعلام صفحات كتبت باليد وموقعة من الشيخ تميم نفسه، وهذا ما يطرح سؤالا مهما.. أين التزييف في القضية ما دام تم التوقيع عليها وتم العلم بها؟ كل ما يؤلم الخليج في هذه القضية أن قطر تذهب إلى حيث لا رجعة بهذا الفكر، وهذا التعامل الذي لا يمكن تفسيره بأي شكل من الأشكال إلا كونه إيذاء للنفس قبل إيذاء الآخرين، فرحم الله امرئ عرف وفهم قيمة نفسه وقدرها، وتعامل مع محيطه من خلال فهم دقيق لإمكاناته وقدراته.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة