قطر ترتمي في أحضان إيران.. وطهران تستغلها
بعد الحصار الذي فرضته عليها عدة دول عربية، عقابًا على دعم وإيواء وتمويل الجماعات الإرهابية، ألقت قطر بثقلها في أحضان إيران
بعد الحصار الذي فرضته عليها عدة دول عربية، عقابًا على دعم وإيواء وتمويل الجماعات الإرهابية، ألقت قطر بثقلها في أحضان إيران، كمحاولة لتخفيف وطأة عزلتها، لا سيما الاقتصادية، وبالطبع تسعى إيران إلى استغلال الدوحة.
ويبدو أن القيادة القطرية المارقة تصر على المضي قدما في تعنتها وعنادها بالخروج بعيدا عن الصف الخليجي والعربي، وترفض الأخذ بنصائح خبراء رأوا أنه يتعين عليها أن تغير بوضوح موقفها وتحالفاتها في مجال السياسة الخارجية، بدلا من السعي نحو إقامة علاقات أوثق مع إيران وتركيا، ربما تقود لرحيلها عن مجلس التعاون الخليجي.
- المعارضة التركية تنصح أردوغان بقطع علاقته بالإخونجية لتفادي مصير قطر
- فاينانشال تايمز: قطر تدفع ثمن رهانها على الإخوان
وتتعمد القيادة القطرية غض الطرف عن تحذيرات محللين من أن تقارب أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني من الرئيس الإيراني حسن روحاني -كما هو متوقع- سيؤجج التوترات الإقليمية، وأن الروابط الأكثر ودية بين الدوحة وطهران ربما تؤثر على تحالف واشنطن مع الدوحة التي تستضيف قاعدة "العديد" الجوية.
وفي السياق، قالت مصادر مصرية إن عناصر من الحرس الثوري الإيراني شوهدوا داخل القصر الأميري لحمايته، تحت ذريعة وجودهم لتدريب بعض القوات.
وقالت المصادر إن العناصر الإيرانية المتواجدة داخل القصر الأميري، الذي يتواجد به أمير قطر تميم بن حمد، ظهروا وهم يرتدون الزي العسكري القطري، لإخفاء هويتهم عن المترددين على الديوان.
واعتبرت أن هذا التواجد من جانب قوات الحرس الثوري الإيراني يأتي كامتداد طبيعي للعلاقات بين البلدين خاصة عقب فتح الأجواء الإيرانية للطيران القطري عقب قرار دول الخليج غلق الأجواء أمام الطيران القطري.
وكانت وسائل إعلام إيرانية، أشارت إلى أن طهران أعلنت فتح أجوائها أمام الخطوط الجوية القطرية لتتيح لطائراتها استخدام مجالها الجوي، ومرور رحلاتها إلى إفريقيا وأوروبا.
وكانت أغلب الخطوط الجوية القطرية المتجهة نحو شمال إفريقيا وجنوب أوروبا تعبر المجال الجوي السعودي ومن ثم المجال الجوي المصري، إلا أن إغلاق هذين البلدين مجالهما الجوي أمام قطر أدى إلى تغيير مسير طائرات الخطوط الجوية القطرية لتعبر من إيران نحو العراق ثم الأردن ثم شمال إفريقيا.
أما الرحلات القطرية المتجهة إلى وسط أوروبا وشمالها، وشمال الأطلسي فكانت تعبر من البحرين نحو الكويت ثم العراق ثم تركيا ثم إلى شمال أوروبا ومع اشتراك البحرين في فرض الحصار على قطر، أُجبر الطيران القطري على العبور من سماء إيران نحو تركيا.
وبالنظر إلى أن هناك 955 طائرة تعبر الأجواء الإيرانية بشكل يومي، ومع فرض الحصار من قبل الدول المذكورة سالفًا فإنه يتوقع إضافة 200 رحلة لخطوط الجوية القطرية، مما يساعد على رفع الدخل لإيران التي تسعى لاستغلال الأزمة.
وفى السياق اعتبرت وكالة "إيسنا" الإيرانية، أن عبور الطيران القطري من أراضيها، سوف يخلق مصادر دخل جديدة إلى طهران، نظرا لرسوم العبور التي ستدفعها قطر، بالإضافة إلى أن ذلك سيرفع من نفوذ طهران على الصعيد الاقتصادي.
وقالت وسائل إعلام إيرانية، إن طهران هي المستفيد الأكبر لأنها ستكون المنفذ الوحيد لعبور طائرات الخطوط الجوية القطرية، ما سيجلب إليها عائدات تبلغ قيمتها 10 ملايين دولار.
ونشر إعلام إيران، صورة تظهر تكدس المجال الجوي الإيراني، ومنطقة غرب إيران، بطائرات الخطوط الجوية القطرية، بعد أن اتخذت الدول الخليجية والعربية قرارا بالإجماع بمنع هبوط وعبور الناقلات الجوية القطرية فوق أراضيها.
كما عرضت طهران تقديم المساعدات الغذائية إلى المواطنين القطريين، وأعرب رئيس نقابة مصدري المحاصيل الزراعية في إيران، رضا نوراني، استعداد بلاده لتصدير مختلف المحاصيل الزراعية والمواد الغذائية إلى قطر عبر 3 موانئ في جنوب إيران.
وقال المسئول الإيراني: "بعد إغلاق المعابر البرية مع قطر من جيرانها وكذلك المرافئ فإن إيران قادرة على شحن المواد الغذائية إلى قطر في غضون 12 ساعة".
وحدد نوراني موانئ "بوشهر" و"بندر عباس" و"بندر لنكه" لتكون متاحة للتصدير"، مقدّرا بأن الدوحة تستورد منتجات غذائية بما بين 4 إلى 5 مليارات دولار من السعودية والإمارات ومصر.
ومنذ بداية الأزمة حاولت طهران تقديم نفسها إلى الدوحة كحليف بديل للقوى العربية الرافضة لسياساتها، وباستماتة، يدافع العديد من مسئولي إيران عن قطر.
وبينما أجرى وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، مساء الاثنين، محادثات هاتفية مع نظيره القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، تناولت الأزمة الدبلوماسية، اعتبر حميد أبوطالبي، المساعد المتخصص بالشؤون السياسية بمكتب الرئيس الإيراني، أن قطع العلاقات مع الدوحة "ليس حلا".
كما كشف مسؤول حكومي قطري، أن الدوحة "تجري محادثات مع تركيا وإيران ودول أخرى"، مضيفا أن الخطوط الجوية القطرية ستتولى نقل الإمدادات.
وأوضح المسؤول، الذي تحدث لرويترز مشترطا عدم نشر اسمه بسبب حساسية الأمر، أن معروض الحبوب بالسوق القطرية يكفي 4 أسابيع، وأن لدى الحكومة احتياطيات غذائية استراتيجية ضخمة في الدوحة.
كانت الإمارات والسعودية ومصر والبحرين واليمن وليبيا وموريشوس وجزر المالديف قد أعلنت، الاثنين، قطع علاقاتها الدبلوماسية بقطر لدعمها الإرهاب وزعزعة استقرار المنطقة، متخذة قرارات متفرقة بشأن منع سفر مواطنيها إلى الدوحة، وإغلاق المجال البحري والجوي أمام الطائرات والبواخر القطرية.
aXA6IDE4LjExNi4xNS4yMiA= جزيرة ام اند امز