قيادي فلسطيني يكشف لبوابة "العين" مشروع قطر وإسرائيل للتخريب
لافتًا إلى أن الدوحة تلعب دورًا عبثيًا في الشأن الفلسطيني
محمد أبوسمرة، القيادي الفلسطيني، يتحدث لـ"بوابة العين" عن تفاصيل المشروع القطري الإسرائيلي.
قال القيادي الفلسطيني، محمد أبوسمرة، إن مشروعاً قطرياً إسرائيلياً لتخريب منطقة الشرق الأوسط، يجرى تنفيذه في الوقت الحالي، لافتاً إلى أن الدوحة تلعب دوراً عبثياً في الشأن الفلسطيني على وجه الخصوص، وأنه لا صحة لمزاعمها حول المساهمة في عمليات تنمية داخل قطاع غزة.
جاء ذلك في حوار أجرته معه "بوابة العين" الإخبارية، وتطرق فيه أبو سمرة الذي يشغل منصب رئيس تيار الاستقلال وعضو المجلس الوطني الفلسطيني، إلى السياسات القطرية في الإقليم العربي، ووقوفها وراء الأزمات التي تشهدها المنطقة حالياً، بدءاً من الانقسام الفلسطيني، ووصولاً إلى تمويل تنظيم "داعش" الإرهابي.
وفي حواره، كشف أبو سمرة عن أن المساعدات القطرية لا تُقدم إلى مستحقيها من الشعب الفلسطيني، دون أن يسمي الجهة التي تذهب إليها المساعدات، مكتفياً بالقول إنها ذهبت "باتجاه طرف معين"، في إشارة إلى الدعم القطري المشبوه إلى حركة حماس.
وفيما يلي نص الحوار:-
* بدايةً.. حدثنا عن محاولات النظام القطري استغلال الانقسام الفلسطيني؟
دور قطر العبثي في الإقليم العربي وفي الشأن الفلسطيني دور معروف ومكشوف؛ فلم يعد سراً أن قطر هي التي مولت الانقسام الفلسطيني بالرغم من الادّعاء أنها كانت تقوم بعمليات تنمية داخل قطاع غزة من خلال إنشاء مساكن ومبان وغير ذلك، لكن مشاريع التنمية هذه هي الواجهة لدورها التخريبي في الساحة الفلسطينية.
قطر لم يكن في يوم من الأيام دورها إيجابي في الساحة الفلسطينية، هي في النهاية أداة للمشروع الأمريكي والمشروع الصهيوني، فكان لها دور في تقزيم القضية الفلسطينية وإضعاف الحضور الفلسطيني، وتشيت الجهود الفلسطينية، وكذلك الانحياز لطرف على حساب الثابت في الساحة الفلسطينية وهو المشروع الوطني الفلسطيني.
* ذكرت في حديثك أن مشارع التنمية هي مجرد واجهة لقطر في دورها التخريبي، كيف ذلك؟
باختصار، لا ننكر أي مساعدات ولسنا ضد أي مساعدات يقدمها أي طرف عربي أو إقليمي للشعب الفلسطيني لكن عندما تذهب هذه المساعدات في اتجاه طرف معين لا يكون الأمر جيداً.
* في رأيك، ما هي الأدوات التي استخدمتها قطر في مسعاها التخريبي؟
بكل وضوح، لعبت قناة الجزيرة القطرية أكبر دور لتأجيج الفتنة ليس في الساحة الفلسطينية فحسب، ولكن في الساحة العربية ككل.
فها نحن نراها تستضيف أحد كبار المستوطنين الصهاينة وأحد مسؤولي الإدارة المدنية الصهيونية في برنامجها المؤدلج "الاتجاه المعاكس"، الذي يقدمه فيصل القاسم. والأمر ليس مستغرباً، فجميع هذه الحلقات تحض على إثارة الفتن والنعرات في المنطقة العربية بشكل عام؛ وفي الساحة الفلسطينية بشكل خاص.
ودوماً ما كانت الجزيرة القطرية تستضيف أولئك الذين يثيرون البلبلة في الساحة الفلسطينية ويشوهون الرموز الفلسطينية.
فعلى سبيل المثال، سمعت بنفسي في هذا البرنامج بالذات (الاتجاه المعاكس)، السب والشتم للزعيم الفلسطيني الخالد ياسر عرفات مرات عديدة من بعض الضيوف الذين صُنعوا خصيصاً ليكونوا أبواق فتنة.
* هل تعني أن ثمة علاقة قطرية إسرائيلية مشبوهة لتخريب المنطقة ولاسيما فلسطين؟
العلاقات القطرية الإسرائيلية أكثر وضوحاً مما يمكن أن يتم إخفاؤها، أولا يوجد مكتب تمثيلي إسرائيلي في الدوحة بزعم أنه مكتب تجاري، وبالتالي كيف يمكن أن نفهم أن من يقوم بدعم القضية الفلسطينية يستضيف على أراضيه مكتبا تمثيليا للكيان الإسرائيلي، ويقيم علاقات تجارية وأمنية مع العدو الإسرائيلي.
ثانياً زيارات متكررة للمسؤولين القطريين للكيان الإسرائيلي، وثالثاً دخول السفير القطري قطاع غزة عن طريق البوابة الإسرائيلية (عبر مطار اللد المحتل ومعبر بيت حنون شمال القطاع)، وهنا يبقى السؤال كيف لمواطن قطري أن يتحرك من الضفة إلى غزة إلى المناطق المحتلة بكل هذه الأريحية، بينما أنا ابن مدينة المجد المحتلة، منذ ولادتي لم أستطع الوصول إلى مدينتي، وبالتالي لم أستطع زيارة المسجد الأقصى المبارك، ولا أستطيع الذهاب للضفة العربية المحتلة بسبب الاحتلال الإسرائيلي.
رابعًا، حسب ما نسمع هناك قصور للأمراء القطريين في تل أبيب والمنتجعات السياحية داخل فلسطين المحتلة 48 والبعض تحدث عن مساهمات قطرية في تنمية بعض المستشفيات الكبرى في تل أبيب، بل وهناك من شاهد على لوحات المتبرعين أسماء أمراء ومسؤولين قطريين.
خامسا، قناة الجزيرة القطرية، أداة الدوحة الإعلامية التي تستضيف الإسرائيليين على شاشاتها، كما أنها القناة الوحيدة التي أدخلت عنوة المحللين الصهاينة والمسؤولين الصهاينة إلى بيت العرب لمشاهدتهم والاستماع لروايتهم المكذوبة حول الصراع العربي الإسرائيلي.
* إذا كانت قطر أداة في يد المشروع الأمريكي والإسرائيلي، فأي دور تلعبه الدوحة لصالحهم؟
لم يعد خافياً أن قطر هي التي تموّل تنظيم داعش، وليس خافياً على أحد أن داعش صناعة إسرائيلية أمريكية. في رأيي قطر تقوم بالدور الذي لا تستطيع أن تقوم به إسرائيل أو الولايات المتحدة في تمويل الكيانات الإرهابية. داعش صُنِع لتخريب الكيانات العربية الكبرى ولتفكيك الدولة الوطنية العربية، لتفكيك سوريا وتفكيك العراق وليبيا واليمن ومصر وغيرها من الدول ومحاولة استنزاف الجيوش العربية.
* هل تعتبر قرار ترامب الأخير بكل ما أحدثه من تبعات منحة لكم كفلسطينيين أم محنة؟
أولًا قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل طعنة في قلب الحق الفلسطيني، فهو انحياز أمريكي واضح للمزاعم الإسرائيلية، كما أنه كان بمثابة طعنة للشرعية الدولية ونسف لكل مواثيق ومقررات الشرعية الدولية منذ قرار التقسيم عام 1947، لكن بقدر ما كانت قرارات ترامب محنة كبرى للقضية الفلسطينية، فكانت منحة لنا لأنه أعاد الأولوية للقضية الفلسطينية التي تراجعت في الذهن العربي خلال السنوات الأخيرة، سواء بسبب الانقسام أو الفتن التي تعرضت لها المنطقة.
وبالتالي قرارات ترامب، أعادت القضية الفلسطينية كقضية أساسية وعادلة، وهو ما تفسره تبعات القرار سواء على المستوى الشعبي من مظاهرات في عواصم العالم بما فيها واشنطن، أو الموقف الموحد للدول العربية ضده. في رأيي أن قرار ترامب سيدفع الفلسطينيين للتوحد لمواجهة التحدي الأكبر في 2018.
aXA6IDMuMTQ1LjM0LjUxIA== جزيرة ام اند امز