قطر وعام المقاطعة.. إرهاب الحمدين في قبضة الرباعي العربي
عام 2017 حمل قرار الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب بمقاطعة قطر التي رفضت الوساطة الكويتية واحتمت بالقوات الإيرانية والتركية
حمل 2017 أكبر ضربة لقطر تكشف دعمها للإرهاب العالمي في 5 يونيو/حزيران حين قطعت السعودية والإمارات ومصر والبحرين علاقتها الدبلوماسية معها؛ ليتوالى إدراج المنظمات والشخصيات التابعة لها على لوائح الإرهاب، ولتتوالى التصريحات والمؤتمرات في أنحاء العالم المنددة بالدوحة.
- شكري: مقاطعة قطر لا تستهدف شعبها بل وقف دعم الإرهاب
- السفير قطان: الاستخبارات الإيرانية اعترفت صراحة بدعم قطر للإرهاب
قطر والمظلومية الكاذبة
وبدا إصرار قطر على دعمها لحركات التخريب والتدمير في المنطقة تحت اسم "ثورات الربيع العربي" في اللعب على العالم بوتر الاستعطاف والخداع.
ومن هنا بدأت مرحلة أبواق الدوحة المسمومة في نشر الأكاذيب وبث الفتن والتغني بالمظلومية الكاذبة، وسرعان ما تحولت هذه المظلومية إلى هجوم حاد على الدول المقاطعة وصلت إلى حد الفبركات الإعلامية.
الوساطة الكويتية والتجاوز القطري
25 يونيو/حزيران سلمت الكويت، التي تقوم بمهمة الوساطة بين الدول الداعية لمكافحة الإرهاب وقطر، قائمة تتضمن 13 بنداً كشرط لعودة العلاقات الدبلوماسية، وأعطت مهلة مدتها 10 أيام من تاريخ تقديمها وإلا تعتبر لاغية.
بعد تسليم المطالب وقبل انتهاء المهلة أعلن الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير الكويت خلال زيارته إلى واشنطن، عن موافقة قطر على الشروط الـ13 لحل أزمتها مع الدول الأربع.
سرعان ما ظهر التلون القطري ليعلن وزير خارجية قطر نفي تلك التصريحات بشدة، بل زاد عليها أن الشروط "أصبحت من الماضي".
نفي وزير خارجية قطر لم يكن المسمار الأول في نعش الوساطة، بل قامت الدوحة بتسريب تلك المطالب.
شهر كامل من التعنت القطري أمام المطالب المشروعة للدول المقاطعة، وسط محاولات عرقلة الوساطة الكويتية والاستخفاف بها، وهو ما ظهر جلياً منذ بدء الأزمة وحتى انتهاء مهلة الأيام العشرة التي تم تمديدها 48 ساعة استجابة للوسيط الكويتي.
قوائم الإرهاب
أدرجت الدول الداعية لمكافحة الإرهاب منذ بداية مقاطعة قطر وكشف إرهابها نحو 80 فردا وكيانا على قوائم الإرهاب المحظورة التي قسمت إلى 3 قوائم ضمت 23 كيانا و57 فردا، منهم شخصيات مطلوبة دوليا.
ومن الأسماء البارزة في تلك القوائم مفتي الإرهاب يوسف القرضاوي، صاحب التاريخ الطويل من التحريض على العنف، والإرهابي طارق الزمر، والليبي إسماعيل الصلابي وعبدالحكيم بلحاج، والإرهابي القطري عبدالله بن خالد آل ثاني نجل ابن عم أمير قطر الحالي، وهو متورط بتمويل ورعاية قيادات كبيرة في تنظيم القاعدة.
كما تم إدراج الإرهابي حمد المري، قائد القوات الخاصة بدولة قطر، الذي شارك في تدريب إرهابيين في ليبيا، وله صلة بمقتل الرئيس الليبي السابق معمر القذافي.
ومن أبرز الكيانات التي تم إدراجها على لائحة الإرهاب المجلس الإسلامي العالمي (مساع)، والاتحاد العالمي للعلماء المسلمين وقطر الخيرية.
خطابات تميم.. إفلاس وخداع
3 خطابات لأمير قطر منذ المقاطعة، وصفت بالمتلونة والمتناقضة، فالأول جاء بعد مرور 40 يوما من الأزمة، ليظهر متلعثما في سرده لمتناقضاته اللانهائية.
وكانت أفضل خلاصة لمحتوى الخطاب ما غرّد به المستشار في الديوان الملكي السعودي سعود القحطاني قائلا: "كلمة إنشائية أعدّها عزمي بشارة لتميم، لو كتبها طالب بالمرحلة المتوسطة في حصة التعبير لرسب".
- خبراء لغة الجسد: تميم في خطابه الأخير "نرجسي ومهزوم"
- خطاب تميم أمام الأمم المتحدة.. سيل من المتناقضات
وبعد الخطاب المهزوز تحدث تميم بعد شهرين أمام اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة مستعطفا إياها بمظلومية ما أسماه "الحصار" الذي تتعرض له بلاده، دون أن يوضح كيف وصل إلى نيويورك وقطر محاصرة.
خطاب وصفه المراقبون بغير اللائق بزعيم حريص على كرامة شعبه.
ووصف وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش الخطاب بأنه لم يحمل جديدا، وتاهت فرصة أخرى بين المظلومية والمكابرة.
وبعده اختفى الأمير أيضا لنحو شهرين قبل أن يظهر مخاطبا اجتماع مجلس الشورى في بلاده، مكررا خطابيه الأول والثاني، لكنه زاد هذه المرة أن علاقة الدوحة مع الدول الكبرى باتت أفضل مما كانت عليه قبل قرار المقاطعة.
سياسة خارجية فاشلة
لم تدرك الدوحة أن حل أزمتها في الرياض، رغم الزيارات المكوكية لوزير خارجية قطر لاستجداء دول العالم حتى وصل الأمر إلى زيارات خارجية مستمرة لتميم، لمحاولة مواجهه مقاطعة الرباعي العربي.
فشل دبلوماسي نتيجة مسارات خاطئة وقرارات مغلوطة ورؤية استشرافية ضبابية أدخلت السياسة الخارجية القطرية في فشل ذريع على مستوى إدارة أزمتها مع الدول المقاطعة لها، حتى وصلت إلى حد اعتراف وزير خارجيتها في أحد اللقاءات بدعم بلاده الإرهاب.
- ديناميكية الرباعي تفتك بدبلوماسية قطر في نصف عام
- 6 أشهر من المقاطعة.. الدبلوماسية القطرية تسقط في اختبار التدارك
وفي ظل فشل مكتب الاتصال الحكومي القطري الذي أنشأته الدوحة في تلميع صورتها لدى العالم، وإقناعه بأنها لا تدعم الإرهاب أعلنت الخارجية القطرية، مطلع نوفمبر/تشرين الثاني تعيين لولوه راشد الخاطر متحدثة رسمية باسم الوزارة.
ومن ضمن أساليب الدوحة الملتوية بعد فشل سياساتها الخارجية، أساليب المال والاستثمار عقب مقاطعتها، حيث قامت بشراء 10% من أسهم ناطحة السحاب "أمباير ستيت" الأمريكية، المكونة من 102 طابق، بقيمة 622 مليون دولار.
كما أعلنت أن شركة طيرانها تعتزم شراء 10% من رأس مال الخطوط الجوية الأمريكية، أكبر شركة طيران بالعالم، ووقّعت صفقة بقيمة 12 مليار دولار لشراء 36 طائرة مقاتلة من طراز "إف-15" من الولايات المتحدة الأمريكية.