خطاب تميم أمام الأمم المتحدة.. سيل من المتناقضات
أمير قطر وقف على منصة الجمعية العامة رقم 72 للأمم المتحدة ليطلق خطابه، الذي حمل سيلا من المتناقضات على مختلف الأصعدة والقضايا
وقف أمير قطر على منصة الجمعية العامة رقم 72 للأمم المتحدة ليطلق خطابه، الذي حمل سيلا من المتناقضات على مختلف الأصعدة والقضايا.
أمير قطر تميم بن حمد استهل كلمته بالحديث عن مقاطعة الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب للدوحة نتيجة دعمها للإرهاب، مروجا لافتراءات وتصريحات لم يكن لها أي أساس من الصحة.
تحدث أمير قطر -في خطاب شابه الكثير من التلعثم والتخبط بحيث بدا وكأنه قد أملي عليه في اللحظات الأخيرة- تحدث عن دول ترعى حسن الجوار في إشارة إلى إيران، والتي تعبث ليل نهار في سوريا والعراق واليمن، فهل بذلك ترعى إيران حسن الجوار من وجهة نظر تميم؟
كما تحدث أمير قطر عن أن أزمة بلاده مع الدول الداعية لمكافحة الإرهاب زاعما أنها قطعت أواصر الصلة بين العائلات، ونسي أنه ونظامه من دعيا إلى تسيس شعيرة حج بيت الله الحرام مطالبا القطريين بعدم أداء فريضة الحج ومعاقبة كل من يذهب إلى بيت الله الحرام، كما نسي أنه أسقط الجنسية القطرية عن كل من قال "لا لسياسات قطر الداعمة للإرهاب" وأبرز دليل على ذلك ما فعله تميم مع "آل مرة".
الخطاب الذي ألقاه تميم تحدث عبثا عن دول المقاطعة بأنها تحاول إخضاع بلاده من خلال تصريحات يقول تميم إنه تم تحريفها ونشرت على وكالة الأنباء القطرية التي تم قرصنتها - على حد زعمه -.. ولكن جاءت الوقائع والحقائق لتثبت صحة هذه التصريحات، وليس أدل على ذلك من مطالبته المستمرة بإقامة علاقات مع إيران.
أمير قطر انتقل للحديث عن دور بلاده في محاربة الإرهاب، وأسقط من حساباته أن كل رؤوس شياطين الإرهاب لم يجدوا أدفأ من حضن الدوحة يحتضنهم، ليواصلوا بث سمومهم وتخطيطهم لتدمير دول الجوار التي يطالب بحسن جوارها.
- مظاهرات ضد إرهاب قطر تزامنا مع خطاب تميم في الأمم المتحدة
- المتظاهرون وصفوا خطاب أمير قطر بالمخادع والمرتبك
خطاب تميم أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة تطرق كذلك للشأن الليبي، قائلا إن بلاده تدعم جهود المصالحة بين أبناء الشعب الليبي، ولكن الحقائق تقول إن النظام القطري يعبث بقدرات الشعب الليبي منذ 2011، فتارة بالسلاح الذي يُقدم إلى المليشيات الإرهابية ويتباهى بذلك في العلن، وتارة بالمال الذي ينقل عبر وسطاء حتى لا يتم رصده.
وانتقل أمير قطر للحديث عن الأوضاع في اليمن، مطالبا كافة أطياف الشعب اليمني بالوحدة، متجاهلا تماما الانقلاب الحوثي على الشرعية، لأن الحوثيين يدعمهم النظام الإيراني بشكل كامل، الذي أصبح أقرب للدوحة من إخوانها في الخليج والمحيط العربي، رافضا تحميل هذه المليشيات الإرهابية (الحوثي وصالح) مسؤولية تدهور الأوضاع في اليمن.
تميم تحدث عن القضية الفلسطينية، متهما إسرائيل بأنها تقف عقبة في طريق السلام، ونسي أمير قطر وثائق ويكيليكس التي خرجت مؤخرا لتكشف عن مدى دفء العلاقات بين الدوحة وتل أبيب في أوقات كانت تقتل فيها إسرائيل أبناء الشعب الفلسطيني.
خطاب تميم أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة المليء بالمتناقضات لم يقدم أي جديد على كافة الأصعدة، بل جاء متخبطا مهزوزا لا يحمل الحجة أو البرهان على ما به من مهاترات.. فهو خطاب مكدس بالأكاذيب والادعاءات، وليس أدل على ذلك من التظاهرات التي وقفت أمام مبنى الأمم المتحدة رافضة لسياسات قطر الداعمة بشكل واضح وجلى للقضايا التي تثير القلق وتعمل إحداث الفرقة بين أبناء الأمة العربية، والاستقواء على أشقائها الخليجيين والعرب بإيران الطامعة إلى مزيد من التوغل داخل النسيج العربي.
aXA6IDE4LjE5MS4yMDAuNDcg جزيرة ام اند امز