جولات مكوكية قام بها سفراء تميم حول العالم، يستجدونهم بالكذب والتدليس والانبطاح ، ومع كل جولة يزداد يأس تميم
منذ بدء الأزمة الخليجية مع قطر، والجميع يرى ويستمع إلى التخبط الواضح والمخزي للسفينة القطرية التي تتخبطها الأمواج مع تخبط ربانها، الذي لا يملك من القيادة سوى لوحة رُسمت عليها صورته ووضع تحتها اسمه، منسوباً للمجد الذي لا يمت إليه بصلة .
في نظر تميم أن الإسلام يكمن في جماعة تمكنت من دولته وأحكمت قبضتها على أجهزة قطر السيادية، فكل من يخالف الإخونجية ولا يتفق معهم بل ويتصدى لهم، هو صانع ومفتعل للإرهاب والتطرف
جولات مكوكية قام بها سفراء تميم حول العالم، يستجدونهم بالكذب والتدليس والانبطاح ، ومع كل جولة يزداد يأس تميم من جدوى مندوبيه الذين لا يتمتعون بأدنى درجات الحنكة والدهاء السياسي ، فاتخذ قراره بالخروج من قطر وتصدر الموقف، فبدأ أولى جولاته بزيارة حليفه أردوغان الذي لم يعره أي اهتمام، وجعل في طليعة مستقبليه نائب رئيس الوزراء لشؤون الاقتصاد، في إشارة ارتباك واضحة يرسلها أردوغان للخليج قبل تميم حيال هذه الأزمة !
فالكل أصبح مدركاً أن تميم بن حمد يُدار من تنظيم الحمدين تارة ومن عزمي بشارة تارةً أخرى، وتُغتصب أرضه برغبته من أسياده أردوغان وروحاني ، ناهيك عن رأس الفتنة والشر وداعية الإرهاب يوسف القرضاوي، الشريك الرسمي لعضو الكنيست الإسرائيلي عزمي بشارة ، فهو أستاذ تميم ومعلمه الذي تمكن من مفاصل قطر وجعلها راضخةً لتنظيمه العفن ، فتجسّدت حماقة هذا التنظيم في كيان أمير قطر ، الذي وقف وقد نحل جسمه وتلعثم لسانه من شدة وطء المقاطعة، وانعدام المنتجات السعودية والإماراتية التي استنزفت جسده وأمواله، فوقف في مؤتمرٍ صحفي برفقة المستشارة الألمانية أنجلينا ميركل، في إشارة جسدية واضحة بأن الأمير التائه لم تطرق أذنيه سوى كلمات العتاب والتوبيخ من المستشارة الألمانية، فوقف مرتبكاً متلعثماً يكسوه التصنع محاولاً أن يصور نفسه ويوهم شعبه بأنه ند لأربع دول قطعت علاقتها مع بلده ما لم ينفذ 13 شرطاً بالتمام والكمال .
تميم صرح بأن الجميع بما فيهم قطر ، يكافحون الإرهاب من النواحي الأمنية، ولكنه يرى بوجوب التركيز على جذور الإرهاب وأسبابه ، وأنه يختلف مع الدول العربية في تشخيص جذور الإرهاب !!
وهو في هذا تصريح يؤكد منهج المدرسة الإخونجية التي تتلمذ على يدها ودفعته لاعتبار أن جذور الإرهاب ليست نابعة من التطرف والغلو في الدين، وتسخيره وتسييسه في سبيل الوصول إلى السلطة بإفساد البلاد وقتل العباد !!
نعم هناك اختلاف كبير وواضح بين الدول العربية وقطر في فهم جذور الإرهاب، فالدول العربية تؤمن بأن الإرهاب والتطرف بذرة خبيثة لا يمكن لها أن تنمو وتستشري جذورها في جسد العالم، من دون أن يكون لها حاضنة تحوفها وتعتني بها ، وهذا ما يتجسد حقيقةً في تنظيم الإخوان المتأسلم العفن، الذي يحتضن ويتبنى كل فكرٍ وجسدٍ وعقلٍ متطرف ، لينمّي مهاراتهم ويزيد غلهم ويبرر عنفهم ويختلق لهم الفتاوى في سبيل تمزيق الوطن العربي، وتسليمه لأسياده الذين يخططون لنهبه خلف كواليس العالم المظلمة.
وأما قطر وعلى رأسها أميرها الفاقد للأهلية السياسية، والذي لا حول ولا قوة له من أمر دولته شيء ، فهي ترى بأن جذور الإرهاب أساسها الوقوف في وجه التنظيمات المتأسلمة وخصوصاً تنظيم الإخوان، ودحر شرهم ، وأن التصدي لمخططاتهم الخبيثة هو دافعهم الأساسي للتكفير والتفجير هنا وهناك .
تميم ومن يديرونه يختزلون الإسلام في جماعات متطرفة تتخذ من العنف مسلكاً ومنهجاً ، جماعات لا تعترف بالآخر ولا تؤمن بالتسامح كمبدأ للعيش في سلام، ففي نظر تميم أن الإسلام يكمن في جماعة تمكنت من دولته وأحكمت قبضتها على أجهزة قطر السيادية، فكل من يخالف الإخونجبة ولا يتفق معهم بل ويتصدى لهم، هو صانع ومفتعل للإرهاب والتطرف.ولا حل في نظرهم للقضاء على الإرهاب والعنف ومحاربته، سوى بتبني الأنظمة الحاكمة للإخونجية وغيرهم من التنظيمات المتطرفة، وتسليمهم زمام السلطة في الوطن العربي من المحيط الأطلسي غرباً إلى الخليج العربي وبحر العرب غرباً، ليعم السلام والوئام ونعيش تحت رحمة المرشد الأعلى المكلف بتشتيت وتقسيم الوطن العربي بإشراف مباشر من تل أبيب .
أكثر من 100 يوم على المقاطعة، ولا تزال قطر تكابر وتراهن على الإخونجية، الذين يوجهونها نحو الكذب والتضليل وشراء الذمم ودفع المال هنا وهناك، على صورة عقود واتفاقيات ومشاريع، في سبيل كسب تعاطف وتأييد دول العالم؛ ومن خلال تحويرها للمقاطعة بوصفها محاصرة، رغم أنها تدرك بأن علاقتها غير الشرعية مع إيران واسرائيل وانبطاحها لهم وغدرها بأشقائها قد انكشفت أمام جميع العرب والمسلمين وأنها غدت منبوذةً بينهم، حالها في ذلك حال معشوقتها إسرائيل.
لذلك وحتى تعود لرشدها ستبقى قطر محرومةً من أشقائها الأوفياء، وستظل تحاصر نفسها بنفسها، وتضيّق الخناق على شعبها، وتزيد من حنقه وغضبه يوماً بعد يوم، بعنجهيتها وبتخبط السلطة فيها وتداول سيادتها بين يدي عزمي بشارة والحمدين والقرضاوي، وكلٌ منهم في فلكٍ يسبحون !!
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة