يخشى الأتراك بشكل عميق من حملة قد يتم الإعداد لها في الكونغرس الأمريكي للدفع باتجاه فرض عقوبات على تركيا
يخشى الأتراك بشكل عميق من حملة قد يتم الإعداد لها في الكونغرس الأمريكي للدفع باتجاه فرض عقوبات على تركيا، في أعقاب تسرب تقارير عن الدور التركي في مساعدة النظام الإيراني على التملص من العقوبات المفروضة عليه، هذا ما تقوله الصحافة التركية نفسها، إن الأتراك يتعاملون مع النظام الإيراني بمنتهى البراغماتية ولا يهمهم إطلاقاً ما إذا كان ما يفعلونه يهدد الأمن القومي لدول المنطقة؛ أو ينتهك قرارات الأمم المتحدة، وكذلك الأمر بالنسبة إلى ما يربط الأتراك بإسرائيل، حيث العلاقات الدبلوماسية الواضحة، وما ينجم عنها من تبادل تجاري ومناورات عسكرية مشتركة، بما يدل على أن هَمّ القضية الفلسطينية ليس أولوية بالنسبة للأتراك بقدر ما هو وسيلة لدغدغة العواطف وركوب الموجات.
لم تعد قناة "الجزيرة" التابعة لنظام "الحمدين" هي الوسيلة الإعلامية التي تتحكم في صناعة وتشكيل الرأي العام العربي، كما لم تعد عناصر تنظيم "الإخوان المسلمين" هي الفئة المهيمنة على فضاء التواصل الاجتماعي، فهناك اليوم مشاركة مستمرة، منظمة أحياناً وعفوية في أحيان أخرى، لفضح محور تركيا-قطر-الإخوان-إيران
عناصر تنظيم "الإخوان المسلمين" في دول الخليج يعملون جاهدين على تلميع الأتراك في مقابل طعن وضرب حكومات دول الخليج العربي، ويؤدون بشكل فعلي دور العمالة ضد حكومات دولهم، فيكيلون الاتهامات المُلفقة ضد دول التحالف التي لا تربطها بإسرائيل أي علاقات دبلوماسية، بينما يبررون للأتراك رغم علاقة الحب والغرام التي تجمعهم بالإسرائيليين. والأمر سيان بالنسبة إلى النظام القطري الذي يسير على خطى الأتراك في علاقاته بإسرائيل وعمله على تعليق فضائحه على شماعة دول التحالف.
ومع ذلك، فإن مشكلة الأتراك ونظام "الحمدين" وعناصر تنظيم "الإخوان المسلمين" والنظام الإيراني تكمن في أن المنطقة العربية والخليجية تشهد وعياً غير مسبوق تجاه ما يقوم به هذا المحور من دجل وتدليس، وهناك لغة إعلامية اجتماعية معلنة وحديث واضح عن كذب هذا المحور، ولعبه بالبيضة والحجر يقوم به رواد التواصل الاجتماعي، وخصوصاً فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، ولم يعد الوضع كما كان عليه في التسعينيات أو بداية الألفية الثالثة من حيث سيطرة دول معينة على الفضاء الإعلامي وترهيب باقي الدول باستهدافها إعلامياً، بمعنى لم تعد قناة "الجزيرة" التابعة لنظام "الحمدين" هي الوسيلة الإعلامية التي تتحكم في صناعة وتشكيل الرأي العام العربي، كما لم تعد عناصر تنظيم "الإخوان المسلمين" هي الفئة المهيمنة على فضاء التواصل الاجتماعي، فهناك اليوم مشاركة مستمرة، منظمة أحياناً وعفوية في أحيان أخرى، لفضح محور تركيا-قطر-الإخوان-إيران، ويمكن القول بثقة إن ثمة توازناً يجري حالياًّ في مشهد استخدام الفضاء الاجتماعي، وفي حجم الوعي الذي بات ماثلاً حول أفاعيل هذا المحور وأهدافه.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة