أمير قطر غير مُرحب به في السنغال.. سر زيارة الـ15 ساعة
ما سر مغادرة أمير قطر داكار سريعا قبل الميعاد المحدد لإنهاء زيارته للسنغال؟ وما علاقة الأمر بقضية كريم واد؟
كشفت صحيفة سنغالية عن أن أمير قطر تميم بن حمد يبدو أنه كان غير مرحب به خلال زيارته للبلاد التي غادرها سرًا قبل الميعاد المحدد لإنهائها، مرجحة عدة أسباب أبرزها أزمة "كريم واد" نجل الرئيس السابق.
- تميم في أفريقيا.. ألغام سياسية تنسف جولة كسر العزلة
- دعم قطر للمعارضة.. "عار" يلاحق زيارة رئيس وزراء إثيوبيا للدوحة
وتحت عنوان "أوميرتا أمير قطر.. الغموض حول الزيارة السريعة لتميم" (أوميرتا مصطلح يشير إلى المافيا)، أشارت صحيفة "سان ليميت.سن" الناطقة بالفرنسية إلى أن أمير قطر غادر داكار بعد زيارة أقصر مما كان متوقعا لها، وذلك بعد لقائه ماكي سال، رئيس البلاد.
"ماذا يمكن أن يكون السبب للمغادرة السريعة سراً لأمير قطر للبلاد؟ وماذا دار خلال لقائهما؟ هل قضية كريم واد هي المشكلة؟ ما الجحيم الذي اقترفه تميم ليعامله سال هكذا؟".. عدة تساؤلات طرحتها الصحيفة، مرجحة أمراً واحداً وهو أن زرع الدوحة الفتنة في السنغال هو السبب الرئيسي المعكر صفو العلاقات الثنائية بين البلدين، وهو الذي بدا واضحا بين داكار والدوحة خلال الزيارة التي لم تشهد المؤتمر الثنائي التقليدي للرئيس والأمير.
"قطر، رابع أكبر منتج للغاز في العالم، ولديها خبرات أكبر في مجال الموارد المعدنية، أكثر من غانا التي لها اكتشافات مهمة في السنغال، ومع ذلك ترفض داكار الاستثمارات القطرية في ذلك المجال"، بحسب ذات الصحيفة.
وأضافت الصحيفة أنه "بمجرد وصول الأمير القطري في ساعات متأخرة من المساء أعلن في خطاب مقتضب مزيدا من التعاون بين البلدين دون إبداء تفاصيل، وغادر في الصباح الباكر على الرغم من أن الزيارة كان مقررا لها 48 ساعة، قائلة: "غادر الأمير القطري بمرور البرق".
وعادت الصحيفة السنغالية قائلة إن"هذه الواقعة جاءت بعد 6 أشهر من اتهام عدة دول عربية وإفريقية الدوحة بزعزعة استقرارها، وقطع العلاقات الدبلوماسية معها، وبحسب المراقبين، فزيارة تميم كانت إحدى محاولات كسر العزلة، إلا أنه يبدو أنها باءت بالفشل، وعلى الدوحة أن توقف دعمها للإرهاب لإرجاع تلك العلاقات".
وحاولت الصحيفة فك هذا الغموض، مذكّرة بالأزمة السابقة بين البلدين، المسماة بأزمة كريم واد، قائلة إن "الدوحة تدخلت لإطلاق سراح نجل الرئيس السنغالي السابق عبدالله واد الذي حكم البلاد (2000-2012)، حيث اتهمته السلطات السنغالية في قضايا فساد عدة، وكسب غير المشروع، وحُكِم عليه في مارس/آذار 2015 بالسجن 6 سنوات، وغرامة قيمتها 210 ملايين للثراء غير المشروع".
وتابعت أن "محكمة الاستئناف السنغالية أقرت في أغسطس/آب عام 2015 الحكم، إلا أن الدوحة تدخلت لإطلاق سراحه واستضافته عندها، كما أعلن العام الماضي ترشحه للانتخابات المقبلة من الدوحة، ما أثار احتقان ماكي سال".
ورغم أن تدخل قطر في هذه القضية كان سريا، إلا أن وزير الخارجية القطري، عبد الرحمن آل ثاني، اعترف خلال مقابلة مع صحيفة "جون أفريك" الفرنسية، أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بدور بلاده، مبررا لها ذلك بأنها تدخلت من "باب الإنسانية، وبالموافقة من حكومة السنغال".
وذكرت الصحيفة أيضاً بأن النيجر وتشاد وموريتانيا قامت باستدعاء سفرائها من الدوحة، فيما عاد السفير السنغالي إلى قطر في أغسطس/آب الماضي، إلا أن العلاقات لا تزال يشوبها بعض التوتر، فيما لا تزال سفاراتا موريتانيا وتشاد مغلقتين حتى الآن.
واختتمت الصحيفة بأن هذه الزيارة تفتح مرحلة جديدة من الصراع الدائر بين الدوحة وداكار.
aXA6IDMuMTQuMjQ5LjEwNCA=
جزيرة ام اند امز