طوائف إريتريا ترفع شعار "التسامح" في وجه "فتنة الدوحة"
قيادات دينية إريترية قالت إن قناة الجزيرة القطرية عمدت إلى إيقاع البلاد في فتنة طائفية لتنفيذ مخطط جماعة الإخوان الإرهابية.
رفعت طوائف في إريتريا شعار "التسامح الديني والتعايش السلمي" في وجه محاولات قطر ومنابرها التحريضية لإيقاع البلاد فيما عدته تلك الطوائف "فتنة كبرى"، لتنفيذ أجندة إخوانية تهدف للاستيلاء على الحكم.
وكانت حالة الاحتقان قد شهدتها إريتريا على خلفية ترويج قناة الجزيرة القطرية لـ"أكاذيب بشعة" بشأن قضية إغلاق السلطات مدرسة أهلية بداعي رفضها توفيق أوضاعها وفق الضوابط الرسمية للبلاد.
وقالت الطوائف الإريترية إن قناة الجزيرة عمدت إلى تصوير احتجاجات طلابية محدودة باعتبارها "ربيعا إريتريّا"، وسعت إلى تنفيذ مخطط قطر الساعي إلى إسقاط نظام الرئيس أسياسي أفورقي لصالح جماعة الإخوان الإرهابية؛ الأمر الذي أشعل الفتنة الطائفية في البلاد.
وفي وجه التدخل القطري، أطلقت طوائف دينية مختلفة نداءات للوحدة والتعايش السلمي و"تفويت الفرصة على الذين يسعون إلى تدويل قضية الوطن"، وذلك في إشارة ضمنية للتدخلات القطرية.
ووجّه الأنبا مقاريوس رسالة مفتوحة بثها بالفيديو على وسائل التواصل الاجتماعي إلى الشعب الإريتري وحكومته بضرورة التآخي والتعايش السلمي والتوحد تجاه قضية الوطن، مع رسالة مماثلة لرعايا بلاده في الخارج بأن يتعاطوا بحذر مع الأخبار التي تروجها جهات خارجية.
ووجدت رسالة الأنبا مقاريوس الذي يتمتع بسمعة جيدة في أوساط أتباع مذهبه الأرثودوكسي وسائر المذاهب المسيحية الأخرى، تقديرا كبيرا من قبل مسلمي إريتريا، خاصة بعد أن تحفظ على إجراءات السلطات فعلته السلطات الرسمية؛ الأمر الذي يعضد حقيقة عدم وجود دوافع طائفية في الأزمة خلافا لما روجت له الجزيرة القطرية.
من جانبه، شدد الناشط الإريتري سعيد لوايا على أن المسلمين والمسيحيين ببلاده يعيشون في تسامح طيلة الفترة التي أعقبت الاستقلال باستثناء بعض الهنات التي اعترت علاقة الجانبين، لافتا إلى أن إريتريا لجميع مواطنيها، وينبغي التوحد لنيل الحقوق الأساسية بدلا من الانزلاق لحرب طائفية لا تؤدي إلى شيء.
واعتبر أن قضية مدرسة الضياء التي تناولتها قناة الجزيرة القطرية بكثافة شهدت تضامنا مسيحيا كبيرا؛ ما يؤكد الأواصر التي تجمع الطائفتين.
ولم تغضب فبركات الجزيرة القطرية الأوساط الشعبية فحسب، فنظام الرئيس أسياسي أفورقي المستهدف الرئيسي، عبّر صراحة عن رفضه لهذه التدخلات السافرة، قبل أن يقر رسميا بتدهور علاقته مع الدوحة نتيجة لما تبنته منصاتها الإعلامية من مزاعم كادت أن توقع البلاد في فتنة طائفية غير مسبوقة.
وفي منتصف الأسبوع الماضي، وصف سكرتير الجبهة الشعبية الإريترية الأمين محمد سعيد، علاقة بلاده بدولة قطر بأنها ليست "على ما يُرام" على خلفية دعم الدوحة لجماعة الإخوان الساعية لتغيير النظام، لافتا إلى أن الشيء الوحيد الذي يقف أمام تدهور العلاقات بين الجانبين هو الحفاظ على مصالح 15 ألف إريتريّا يعملون بها.