مسلسل مؤامرات قطر.. ما يخفيه "الحمدين" تفضحه المكالمات المسربة
تسريبات جديدة كشفتها صحيفة أمريكية قدمت أدلة على تورط قطر في تنفيذ تفجيرات بالصومال لتعيد التذكير بمؤامراتها ضد السعودية والبحرين.
لا يهدأ لتنظيم الحمدين بال إلا ونيران تآمره تأكل في الخريطة العربية، وكلما حاول الاعتماد على الذاكرة الهشة للبعض فيما يرتبط بمؤامراته، خرج إلى النور تسريب جديد يفضح تورطه في أعمال إرهابية.
ومنذ مطلع الألفية الجديدة، بدأ الدور القطري المتآمر ضد الدول العربية يتزايد، قبل أن تفضحه مكالمات مسربة لعناصر من المحيط إلى الخليج.
التسريب الأول.. استهداف السعودية
في يناير/كانون الثاني، قدم الأمير بندر بن سلطان، رئيس الاستخبارات السعودية السابق وأمين مجلس أمنها الوطني وسفير المملكة لدى واشنطن لقرابة ربع قرن، مجموعة من الحقائق عن تورط قطر في مؤامرات ضد المملكة.
وخلال حوار له مع موقع "إندبندنت" البريطاني بنسخته العربية، تحدث الأمير بندر عن التسجيل المسرّب بين أمير قطر السابق حمد بن خليفة ورئيس وزرائه حينها حمد بن جاسم والرئيس الليبي الراحل معمر القذافي، والخاص بمخططات لاستهداف السعودية.
وفضح تسجيلان صوتيان مُسربان مؤامرة حمد بن خليفة، وحمد بن جاسم، مع القذافي، ضد المملكة والعاهل السعودي الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود.
وفي التسجيلين المذكورين اللذين سربا عام 2014، ويرجح أنهما يعودان لعام 2003، يظهر تخطيط تنظيم "الحمدين" لزعزعة استقرار السعودية، والسعي إلى تقسيمها، وفي أحدهما يقول بن جاسم: "إن السعودية لن تعود موجودة بعد 12 عاماً، بل ستقسم إلى دويلات".
في حين يعترف أمير قطر السابق بأن بلاده من أكثر الدول التي تسبب إزعاجاً للمملكة، جازماً بأن النظام السعودي لن يبقى على حاله، وأنه سينتهي بالتأكيد.
كما يكشف التسجيل عن دعم أمير قطر السابق لعدد من القنوات التي تهاجم السعودية، ودعمه للسعودي سعد الفقيه المؤيد للإخوان، ويؤكد خطته بتشجيع الحركات الداخلية لزعزعة استقرار المملكة.
ثم في 25 أكتوبر/تشرين الأول 2017، خرج حمد بن جاسم على تلفزيون قطر معترفا لأول مرة بصحة التسجيلات، إلا أنه زعم أنهما كانا يسايران القذافي لأنهما كانت لديهما أموال عنده ويريدان الحصول عليها، وأنهما كانا يستدرجانه ليعرفا نواياه، وأنه ذهب للمك عبدالله وأبلغه بنوايا القذافي، وقال له الملك عبدالله إنه يعرف بالمؤامرة.
ويبدو تبرير بن جاسم ساذجا إلى حد بعيد ويستخف بعقول الجميع، والدلائل على كذبه كثيرة ومن داخل التسجيل نفسه.
التسريب الثاني.. إشعال البحرين
لم تخف الدوحة يوماً كراهيتها للبحرين وقادتها، إلا أن المقاطعة التي نفذتها الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب كشفت كثيرا من التآمر القطري ضد المملكة.
ففي العام 2017 أيضاً، بث تلفزيون البحرين تسجيلاً لرئيس وزراء قطر السابق حمد بن جاسم وإرهابيين بحرينيين ينسقون فيه لزعزعة استقرار المملكة.
وكشفت المكالمة التي بثها التلفزيون البحريني عن تنسيق وتخطيط قطري تولاه حمد بن جاسم، مع علي سلمان زعيم حركة الوفاق الإرهابية عن مشروع قطري لقلب نظام الحكم في المنامة.
حينها، أظهرت المكالمة تبرؤ رئيس وزراء قطر السابق، من مشاركة بلاده في قوات "درع الجزيرة" التي دفعت بها دول مجلس التعاون الخليجي للحفاظ على أمن البحرين بناء على طلب المنامة، وأبدى استعداده التام لتقديم المساعدة لإرهابيي المملكة.
وأشار بن جاسم، إلى أنهم مستعدون لفتح أبواب قناة الجزيرة القطرية لجماعة الوفاق المنحلة في البحرين، والترويج لأنشطتها.
وبث التلفزيون البحريني الاتصالات الهاتفية في إطار وثائقي يثبت تورط قطر في زعزعة أمن البحرين، والتنسيق مع الجماعات المحظورة وحثها على الاستمرار في الاحتجاجات عام 2011.
التسريب الثالث.. تدمير الصومال
وقبل ساعات، كشفت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، بالأدلة الدور الإرهابي والتخريبي لقطر في الصومال والوقوف وراء تدبير تفجيرات بمقديشو.
وبحسب تقرير تحليلي للصحيفة الأمريكية لفضح دور الدوحة التخريبي في الصومال، أكدت أن رجل أمن مقربا من أمير قطر قال: "إن العنف في الصومال كان بهدف تحويل عقود عمل لصالح الدوحة".
وأكدت الصحيفة أنه على مدار العامين الماضيين برز الصومال الذي مزقته الحرب كساحة قتال رئيسية، حيث توفر قطر أسلحة وتدريبا عسكريا للفصائل الإرهابية.
وفي تسجيل صوتي مسرب حصلت عليه "نيويورك تايمز" لرجل الأمن خليفة كايد المهندي، المقرب من أمير قطر تميم بن حمد، فإن الدوحة ترتبط بعلاقات وثيقة مع الإرهابيين وتدعم المتطرفين الذين يشنون عمليات إرهابية في هذا البلد الأفريقي الممزق بهدف تحويل عقود عمل لصالح قطر.
وقال المهندي لسفير الدوحة حسن بن حمزة بن هاشم بعد أسبوع من تفجير بوصاصو في ١٨ من مايو/أيار الماضي: "التفجيرات والقتل نعرف من يقف وراءها.. لقد كان أصدقاؤنا وراء التفجيرات الأخيرة".
وردا على سؤال الصحيفة عن سبب وصفه للمهاجمين في بوصاصو بأنهم "أصدقاء"، قال المهندي، "جميع الصوماليين أصدقائي".
وأشارت الصحيفة إلى أنه لدى سؤاله عن محادثة الهاتف الخلوي لم يشكك المهندي ولا حكومة قطر في صحة التسجيل، لكنه قال إنه كان يتحدث بصفته مواطنا عاديا وليس مسؤولا حكوميا.
وذكرت نيويورك تايمز الأمريكية أن التسجيل الصوتي يكشف إقرار المهندي، المقرب من أمير قطر، خلال حديث مع سفير الدوحة في مقديشو، أن المتطرفين قاموا بتفجير بوصاصو لتعزيز مصالح قطر.
كما نوّهت "نيويورك تايمز" الأمريكية بأن السفير القطري لم يُظهر أي رفض أو استنكار حول أن القطريين لعبوا دورا في التفجيرات بالصومال، وقال المسؤول القطري في المكالمة: "إن هذه الهجمات تتم حتى يجبروا دولة تناهضها قطر على ترك الصومال".
ونشط الدور القطري التخريبي في الصومال خلال مراحل عدة، أبرزها التفجيرات الإرهابية والتغلغل من خلال رجالها في المناصب الأمنية لتسهيل تنفيذ الأجندة التخريبية.
ودأب تنظيم الحمدين عبر عملائه في مقديشو على تنفيذ مخططاته التخريبية والقضاء على حكام الأقاليم المعارضين لهيمنته، ومن ثم تفتيت النظام الفيدرالي من أجل تقوية نفوذ الدوحة في البلد الواقع شرق قارة أفريقيا.
ويخوض الصومال حربا منذ سنوات ضد حركة "الشباب" التي تأسست مطلع 2004، وهي حركة مسلحة تتبع فكريا تنظيم "القاعدة" وتبنت العديد من العمليات الإرهابية التي أودت بحياة المئات.
aXA6IDMuMTQ3LjI4LjExMSA= جزيرة ام اند امز