بومبيو كوزال

كلمة كوزال عن بومبيو حين يزور قطر شر دليل على استفحال الخيانة بجسد القرار القطري المسلوب من قبل طهران وأنقرة الطامعتين في ثروة القطريين

بمجرد وصول وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إلى الدوحة خلال الأيام الخالية تحول إعلام قطر ودكاكين عزمي بشارة إلى جوقة تطبيل تمدح الوزير الأمريكي وتتغزل بواشنطن وبالتحالف معها، وتلك منهجية مفضوحة ومعلومة من هذا الإعلام اللامهني بالضرورة، لكن جديدها يتمثل بحرف خبر الزيارة عن مضمونه، فالمسؤول الأمريكي لطالما استثنى قطر من أغلب جولاته في المنطقة، وقدومه هذه المرة كان مرتبطاً بأمر آخر.

إن كشوفاً مطولة بالتحويلات المالية القطرية للدول والأفراد والجماعات كانت بحوزة الوزير بومبيو، كما اطلع على جديد العلاقات الإيرانية القطرية القائمة على تهديد أمن الخليج والعرب، وراقب عن كثب نشاط أنقرة المشبوه والمتزايد في قطر

فما تسميه وسائل إعلام تنظيم الحمدين بالحوار الاستراتيجي القطري الأمريكي ما هو إلا تسمية مغلفة بحفظ ما بقي من ماء وجه هذا النظام القطري المعزول، فلا حوار استراتيجي ولا من يحزنون -كما يقال-، والقصة من أولها إلى آخرها مرتبطة بمحاسبة سنوية أمريكية لقطر على أنشطتها الداعمة للإرهاب في المنطقة والعالم.

وقد اتفق قبل عام على أربعة أمور، من المتوجب على حاكم قصر الوجبة تقديمها للجانب الأمريكي الذي يريد التعرف على كل شاردة وواردة تقوم بها الدوحة، بُعيدَ تيقن البيت الأبيض بأن المقاطعة العربية هدفها علاج قطر وشفاء شعبها من تصرفات تلك الطغمة الحاكمة بفساد الرأي والارتهان للعدو.

وعليه فإن كشوفاً مطولة بالتحويلات المالية القطرية للدول والأفراد والجماعات كانت بحوزة الوزير بومبيو، كما اطلع على جديد العلاقات الإيرانية القطرية القائمة على تهديد أمن الخليج والعرب، وراقب عن كثب نشاط أنقرة المشبوه والمتزايد في قطر، وقُدمت له تفاصيل كاملة عن أنشطة شخصيات قطرية إرهابية تم حصرها في عقوبات الرباعي العربي منذ بدء المقاطعة.

وبعيداً عن أهازيج الإعلام القطري الذي يأخذ الأخبار والمتابعين نحو شهادات حسن سلوك أمريكية مؤقتة منحت لتميم من خلال تزلف قطري مقرف لإدارة ترامب من قبل تنظيم الحمدين، الذي لم يعرف قاموسه على مدى مفهوم السيادة والاستقلال للدولة، علينا أن نستذكر حالة الانفصام السياسي التي يعيشها هذا التنظيم، ظناً منه بأن حبل الأكاذيب طويل والتبعية لمحور الإيراني والتركي مفيدة.

وإن كان إعلام الحمدين ينطق شكلاً ومضموناً بالتركية والفارسية هذه الأيام بعد افتضاح أمره على الملأ، فإن كلمة "كوزال" عن بومبيو حين يزور قطر هي شر دليل على استفحال مرض الخيانة في جسد القرار القطري المسلوب من قبل طهران وأنقرة الطامعتين في ثروة المواطن القطري الذي لا حول له ولا قوة.