رفض انضمام قطر للناتو.. جنرال الدوحة في متاهة الجهل بالأبجديات
بقراءة بسيطة كان بإمكان الوزير القطري أن يتوصل إلى أن عضوية الناتو تقتصر على الأوروبيين والأمريكان فقط، لكنها أوهام التعملق.
تعدت تصريحات وزير الدفاع القطري خالد بن محمد العطية، باعتزام بلاده نيل العضوية الكاملة في حلف شمال الأطلسي "الناتو" مرحلة السخرية على تخبط تنظيم الحمدين الحاكم لقطر، لتكشف عن جهل المسؤول الأول عن الدفاع فيه.
وعلى الرغم من أن السيرة الذاتية لوزير الدفاع القطري تشير إلى أنه محامٍ وضابط في سلاح الجو القطري، شغل منصب رئيس اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان، لكن يبدو أن محطات الرجل العملية السابقة كانت إرتجالية، تدرج فيها عبر الولاء لقيادة تنظيم الحمدين الحاكم في قطر على حساب الكفاءة، للدرجة التي جعلته جاهلاً بأبجديات وطبيعة الأجسام العسكرية الدولية.
فبقراءة بسيطة كان بإمكان الوزير القطري أن يتوصل إلى طبيعة تكوين "الناتو" وأن عضويته تقتصر على الأوروبيين والأمريكان فقط، لكنها أوهام التعملق التي تمنح صاحبها ثقة عمياء وتجعله سعيداً بجهله مباهياً به، لا يتوانى عن جلب الحرج والعار لبلاده.
والحرج الذي تسبب به وزير الدفاع القطري لتنظيم الحمدين الحاكم في الدوحة، لا يتمثل في رفض مسؤول من حلف الناتو الطلب القطري، قاطعاً باستحالته، بل في كشفه للعالم أن وزير دفاع دولة في القرن الحادي والعشرين، لا علم له بطبيعة التحالفات العسكرية الدولية.
وتداول مراقبون على نطاق واسع تصريحات العطية بوصفها دليلاً على فقر النظام القطري من الكفاءات وتخبطه الذي انتهى به للانغلاق على ذاته بعيداً عن محيطه العربي والإسلامي.
فالعطية والذي تستضيف بلاده قاعدة للجيش التركي، وترتمي في أحضان النظام الإيراني، لم يطلع على النظام الأساسي لحلف "الناتو"، ليصرح بثقة من لا يلوي على شيء، أنه يطمح لعضوية الكيان العسكري الذي تقتصر عضويته على منطقة جغرافية بعينها.
وهو ما دفع أليكسي مالاشينكو، مدير الأبحاث بمعهد حوار الحضارات، والخبير بمركز كارنيغي ليقول ساخراً : "قطر لن تنضم إلى أي مكان، ولا أحد ينتظرها".
أما حلف الناتو الذي استقبل مسؤولوه التصريح القطري والدهشة تعلو وجوههم، فلم يملك سوى تذكير العطية وتنظيم الحمدين بالأبجديات.
ليطالبهم مسؤول في حلف شمال الأطلسي، بالعودة لقراءة النظام الأساسي محيلاً إياهم للمادة رقم "10" في وثيقة واشنطن، التي تقصر عضوية الحلف على الدول الأوروبية.