قطر تسعى لتمويل بناء قاعدة عسكرية تركية في جزيرة سواكن السودانية في البحر الأحمر لتطويق السعودية شرقاً وغرباً.
يا أهل قطر الأعزاء يا أخواننا (لحقوا) على سفهائكم إذ يريدون أن يشتروا جزيرة سواكن في البحر الأحمر، ويتكفلون ببناء قاعدة عسكرية لتركيا هناك، لأنهما يريدان أن يمنحا أردوغان فرصة لتطويق السعودية شرقاً وغرباً بقاعدتين عسكريتين يظنان أنهما جاؤوا بذيل الذيب!!
ليس ذلك فقط، بل يريد سفهاؤكم أن يمنحوا إيران فرصة الاقتراب من السعودية ومستعدون أن يدفعوا ثمن هذا الاقتراب، وذلك فكر عدا كونه من أغبى ما سمعت، فإنه من (أوسخ) ما رأيت من أساليب النذالة والخسة.
يظن الحمدان أن السعودية ومصر بهذه الهشاشة، وأن تلك المناكفات الغبية ممكن أن تغير من موقف السعودية، بل ظنا أن الدول تُغزا في هذا العصر عبر القواعد العسكرية وممكن أن تطلق تركيا صواريخها على السعودية ومصر عبر القواعد العسكرية في الصومال والسودان ألا ما أتعس التفكير؟!
لله ما أصغر هذه العقول التي تعتقد أن كل شيء قابل للعب، كالطفل الصغير المشاغب حين يستعين بأخيه البلطجي لإخافة الآخرين وتهديدهم، قطر تأتي بالإيرانيين والأتراك للمنطقة من أجل أن يضربوا السعودية، و يضعوها تحت التهديد، لأن قطر تعرف أنها غير كفء للقيام بهذا الدور!
تبددت أحلام الحمدين بسبب موقف السعودية الحازم، فأصبح تحطيم السعودية حلماً في رأس الحمدين، وفَعَلا من أجله المستحيل حتى وصلوا بغيهم وغبائهم لتأجير قتلة وإيوائهم، وحين انكشف لعبهم ومات حلمهم وانقطع مشروعهم، وحين استحكمت المقاطعة من الدول الأربعة التي تصدت لهما، وأصرت الدول الأربعة على استمرارها، وحين فشلت كل محاولات الضغط والتهديد والوساطات، وحين بدأت الدائرة تضيق والاقتصاد يتأثر والريال القطري يتأثر، والابتزاز يستنزف المال القطري وكل يلعب بهم، و يأخذ ما يريد منهم ولا يعطيهم شيئاً، وحين بدأت القبائل القطرية تخرج عن الطوق واحدة تلو الأخرى، وحين لم تفلح وساطات القريبين والبعيدين، جنَّ جنونهم فعلاً وخرجوا عن السيطرة فقررا بيع العالم العربي بالقطعة بعد أن عجزوا عن تدميره، فلم يبقَ بلد فقير لم يذهبا إليه من أجل شراء قطع من أراضيه وبناء قواعد عسكرية لمن يريد أو يعدهم بتحطيم السعودية، لم تبق شركة علاقات عامة لم تضحك عليهما من أجل تبييض وجهها، ملياران رموهما في الأرض من أجل شراء لاعب، مليارات تهدر كل يوم على شراء الولاءات، وضعهما يستحق الرثاء فعلاً، فالجنون كله في رأس الحمدين، شخصان فردان فقط مستعدان لحرق العالم العربي كله بعد أن تحطم حلمهما ومات.
حرقا جميع مراكبهما، لا يعنيهما الآن لو دمرا العالم، لتأتي تركيا للمنطقة لتحتلها لا يهم، لتأتي إيران للمنطقة وتحتلها لا بأس، لتأتي إسرائيل للمنطقة وتتغلغل لا يعنيهم، كل ذلك لا يهم، سنبيع العالم العربي قطعة تلو الأخرى، ولنبدأ من أفريقيا وسنموّل الحوثيين ونساعد كل من له مطمع في الدول العربية، المهم أن تسقط مصر والسعودية، الدولتان اللتان حطمتا أحلامهما.
يظن الحمدان أن السعودية ومصر بهذه الهشاشة، وأن تلك المناكفات الغبية ممكن أن تغير من موقف السعودية، بل ظنا أن الدول تُغزا في هذا العصر عبر القواعد العسكرية، وممكن أن تطلق تركيا صواريخها على السعودية ومصر عبر القواعد العسكرية في الصومال والسودان، ألا ما أتعس التفكير؟!
لو كان ذلك ممكناً لأطلقت طهران صواريخها من قواعدها، لكن الاثنين، تركيا وإيران، يعرفان أن ذلك زمن ولى وانتهى، فقواعد اللعبة والتوازنات الدولية ما عادت تسمح بالحروب التقليدية، الحروب كلها الآن تُدار بالوكالة، عن طريق الخيانات والعملاء، لكن ما ضير تركيا أو إيران، فهما وجدا مجنونين قطريين لديهما أموال ومستعدان لتبذيرها ورميها وحرقها في الهواء، فلمَ لا يستغلان هذا الوضع؟.
قواعد تُبنى لهما مجاناً وأرض تمنح لهما مجاناً لمّ لا يأخذها هم (في الفايدة) دون خسارة!!
يا أهل قطر هي أموالكم و أنتم أحرار بتصرفكم فيها لكن الله تعالى في محكم كتابه في سورة النساء قال
«ولا تؤتوا السفهاء أموالكم التِي جعل الله لكم قياماً».
نقلاً عن " الوطن " البحرينية
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة