خبراء: مساعدات قطر للصومال مخطط لتحويل جيشها لـ"مرتزقة"
محللون صوماليون يقولون إن قطر تسعى للسيطرة على الأجهزة الأمنية في الصومال وتعيين عملاء لها
حذر خبراء عسكريون وأمنيون صوماليون من التحولات التي تجري داخل الأجهزة الأمنية والعسكرية في البلاد لصالح تمكين قطر من الهيمنة على مفاصل تلك الأجهزة، مؤكدين أن الدوحة لديها مخطط لتحويل الجيش الصومالي لقوات مرتزقة.
وأكد المحللون، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أن قطر تسعى للسيطرة على الأجهزة الأمنية بما فيها الشرطة والجيش، وتعيين عملاء تابعين لها بمراكز قيادية بتلك المؤسسات، تمهيدا لاستخدامهم كأداة لنشر الإرهاب وتهديد منطقة القرن الأفريقي، وتحويلها إلى عصابات تتبع تنظيم الحمدين الإرهابي.
كان وفد من وزارة الدفاع القطرية وصل إلى مقديشو، حيث قام بإجراء محادثات -لم يتم الكشف عنها- مع مسؤولي الوزارة وضباط عسكريين.
وحسب مصادر خاصة لـ"العين الإخبارية" فإن الخطوة القطرية التي تأتي تحت ستار تقديم المساعدات تهدف إلى إحكام السيطرة على وزارة الدفاع الصومالية، وشراء ذمم مسؤولين لتنفيذ أجندة الدوحة الإرهابية.
ووفقا للخبير العسكري الصومالي حسين طاهر داجلي فإن "قطر تسعى لتحويل الجيش الصومالي إلى قوات مرتزقة وجيش غير نظامي للقيام بحرب العصابات في منطقة القرن الأفريقي، والتي تسعى قطر للسيطرة عليها".
وأضاف داجلي أن "الدوحة تسعى - عبر إقامة علاقات تعاون مع وزارة الدفاع الصومالي - إلى شراء ذمم المسؤولين العسكريين، كخطوة لفرض أجندتها الساعية إلى تفتيت وحدة الجيش الصومالي وتغيير عقيدته القتالية من جيش وطني لحماية البلاد إلى مرتزقة لحماية نظام الحمدين والعائلة المالكة، وذراع لهم في المنطقة" .
ونوَّه بأن وزارة الدفاع القطرية مؤسسة إرهابية تتبع جماعات ولاية الفقيه في إيران والجماعات الإخوانية-الأردوغانية، والتي تسعى لتصدير أفكار تنظيم الإخوان الإرهابي إلى عناصر الجيش الصومالي وقياداته، تمهيدا لنقلهم إلى مناطق الصراع في سوريا وإلحاقهم بالجماعات الإرهابية مثل جبهة النصرة وبقايا فلول تنظيم داعش، حسب قوله.
ولفت داجلي إلى أن المخطط القطري يرمي لتحويل جميع أجهزة الأمن والمخابرات الصومالية إلى أجهزة تتبع قطر.
وأشار الخبير العسكري الصومالي إلى أن الدوحة قامت بتعيين عميلها فهد الياسين في الرئاسة الصومالية، لكن معظم الدول الأفريقية ترفض التعامل معه بسبب سجلاته الإرهابية والدموية ودعمه المنظمات الإرهابية بالأموال القطرية، ومنها إلى قيادة جهاز المخابرات تمهيدا لإحكام سيطرة الدوحة على جميع مفاصل الأجهزة الأمنية لتصبح ذراعها في الصومال".
وحسب طاهر فإن تلك المخططات القطرية ستنعكس على الوضع الأمني الداخلي بالنسبة للصومال، ما سيقود البلاد لمأزق أمني خطير، ويُحتمل تحول الصومال إلى ساحة حرب ونزاع بين الفصائل الإرهابية.
واعتبر طاهر أن "قطر تسعى لاستنساخ النموذج الليبي في الصومال، وفرض خطة إيصال الجماعات الإخوانية للحكم بالقوة في البلاد ومدها بالأسلحة".
وقال إن الشواهد تؤكد وصول المخطط القطري-الإيراني إلى مرحلة بعيدة وخطيرة، ستعقد من الأوضاع الأمنية، وستزيد من فرص سيطرة حركة الشباب الإرهابية وتنظيم داعش على البلاد.
وحسب طاهر، فإن "آخر التطورات تكشف عن سعي قطر لإيجاد ملجأ للسلاح الإيراني داخل الصومال، وإغراق مقديشو بتلك الأسلحة".
من جانبه، حذر المحلل السياسي الصومالي سيد نور سيدو من خطورة الأجندة القطرية الإرهابية، وتوريط المسؤولين الأمنيين الصوماليين في عمليات إرهابية خطيرة وعمليات غسيل الأموال وتجارة السلاح العابر للحدود.
وأكد أن عمليات الاختراق الرهيبة التي تقوم بها قطر بواسطة عملائها، وسعيها لتفكيك المؤسسات الصومالية الأمنية، وتغيير مهامها لتصبح تابعة للأجندة القطرية-التركية-الإيرانية، التي تسعى لزعزعة الأمن في دول القرن الأفريقي وإمداد الجماعات الإرهابية بالسلاح والمال، ما سيفاقم من معاناة الصومال الأمنية وسيجعل البلاد رهينة للقيادات القطرية وأجندتها الطامعة في الاستيلاء على الموانئ الصومالية الاستراتيجية.
وقال إن الدوحة تهدف إلى إيجاد موطئ قدم في عمق القرن الأفريقي، وعلى المحيط الهندي خصوصا، واستخدام الممرات البحرية في تهريب الأسلحة لمليشيا الحوثي الإرهابية وتنظيم القاعدة في اليمن.
وأكد سيد نور أن المخططات القطرية تحاول الاستفادة من حال الضعف الأمني وتفكك الأجهزة الأمنية، وسيطرة العشائر والقبائل الصومالية على بعض المناطق الاستراتيجية، وإذكاء الصراعات والنزاعات العرقية لتغيير النسيج الاجتماعي الداخلي الصومالي وأخونته تحت غطاء المساعدات.
بدوره، قال الخبير الأمني محمد معلم عبدالرحمن إن قطر تحاول استغلال قرار أمريكا بوقف المساعدات عن الجيش الصومالي، وإظهار نفسها كبديل لأمريكا لتقديم المساعدات للجيش الصومالي.
وأضاف أن القرار الأمريكي جاء نتيجة تورط قيادات عسكرية صومالية في عمليات فساد واسعة، وسرقة الإمدادات الأمريكية للجيش الصومالي، للمساعدة في تقويته للقضاء على حركة الشباب الإرهابية.
وقال إن هذا الوضع الأمني المعقد وفشل القيادات الصومالية أسهم في إدخال قطر إلى المعادلة الأمنية الداخلية في الصومال، بأجندتها المتعددة، والتي من أهمها تحويل القوات الصومالية إلى قوات مرتزقة في أفريقيا.
وأكد "معلم" أن قطر تقوم بابتزاز القيادات العسكرية الرافضة للتعاون معها وإرهابها وتصفيتها إن اقتضى الأمر، لافتا إلى أن "تنظيم الحمدين الإرهابي يسعى إلى شراء ذمم المسؤولين العسكريين الباقين وإغرائهم بالأموال والأسلحة، وفتح قنوات لإيصالها إلى الحركات الإرهابية".
ونوّه إلى أن المخططات القطرية تبدو متنوعة ومتعددة في منطقة القرن الأفريقي والبحر الأحمر، حيث تحاول من خلالها إمداد الجماعات الانفصالية والإرهابية في أوغادين وحركة الشباب الإرهابية بالسلاح لتوسيع نطاق عملياتها الإرهابية.
وأضاف أن كل تلك الأجندة لن يتم لها النجاح في رأي القطريين دون اختراق الأجهزة الأمنية الصومالية، وأخونة القيادات العسكرية وتحويل الجيش الصومالي إلى قوات مرتزقة تعمل على تنفيذ أي أجندة مقابل الأموال.
وألمح "معلم" إلى أن "قطر تسعى إلى طرد القوات الأفريقية من الصومال، ومنع أي فرصة لبناء الجيش الصومالي تمدد من سيطرتها على التراب الصومالي ليظل الصومال نموذجا للدولة الفاشلة".
وكانت تقارير صحفية صومالية ودولية سابقة أبرزت ضلوع مسؤولين رفيعي المستوى في الجيش الصومالي، في عمليات تجنيد واسعة للشباب الصومالي العاطل عن العمل في مناطق الصومال الفقيرة؛ تمهيدا لإرسالهم إلى الدوحة.
كما كشف تقرير نشرته "العين الإخبارية" عن قيام مسؤولين أمنيين صوماليين بإرسال أكثر من 2000 جندي من قوات الأمن والاستخبارات الصومالية إلى قطر الشهر الماضي بغرض التدريب".
aXA6IDMuMTQ5LjI1MS4yNiA= جزيرة ام اند امز