خبراء: قطر ترعى الثورة المضادة في السودان
دويلة قطر تواصل مخططاتها الخبيثة لإجهاض انتفاضة الشعب السوداني وقيادة ثورة مضادة عن طريق دفع جماعات إرهابية وأذناب نظام البشير.
قال خبراء سودانيون إن دويلة قطر تواصل مخططاتها الخبيثة لإجهاض انتفاضة الشعب السوداني وقيادة ثورة مضادة عن طريق دفع جماعات إرهابية وأذناب النظام الإخواني البائد للخروج في مسيرات الفتنة متسترين وراء شعارات "الشريعة الإسلامية" الـمُبرَّأة من أفعالهم.
- قطر وتركيا وإيران.. ثلاثي الشر يتربص بثورة السودان
- نائب رئيس "الانتقالي السوداني": توقيف مطلقي النار على المتظاهرين
وإنفاذاً لهذا الدور، خرج المئات من منسوبي الجماعات المتطرفة وحزب المؤتمر الوطني المعزول، يتقدمهم الإخواني عبدالحي يوسف والداعشي محمد علي الجزولي، يومي الجمعة والسبت في مسيرات قبالة القصر الرئاسي بالخرطوم في محاولة لنفخ الروح في تنظيم الحركة الإسلامية السياسية التي لفظها الشعب السوداني عبر انتفاضة ملهمة.
ونقل شهود عيان أن الإخونجية وعملاء قطر عادوا إلى منازلهم من مسيرة السبت ورؤوسهم على الأرض بعد أن سخطهم الشعب السوداني وسخر من تحركاتهم المفضوحة ووسمهم بـ"تجار الدين"، قبل أن يحبط مخططهم التخريبي.
ويرى خبراء، تحدثوا لـ"العين الإخبارية"، أن الدوحة أصابتها صدمة كبيرة جراء سقوط تنظيم الحركة الإسلامية السياسية، وارتبكت حساباتها وأصبحت متخبطة في تعاطيها مع المشهد السوداني، ولم تجد أي خيارات أمامها إلا تحريك جماعات متطرفة لزرع الفتنة وزعزعة استقرار البلاد حتى لا يحدث تحول حقيقي في السودان يقضي على مصالحها الضيقة.
وبدأت موجة التخبط القطري مع سقوط الرئيس المعزول عمر البشير في 11 أبريل/نيسان الماضي، وتولي مجلس عسكري بقيادة الفريق أول عبدالفتاح البرهان أمر تسيير شؤون البلاد، حيث حاولت الدوحة التواصل مع هذا المجلس لكنها فشلت بعد أن رفضت السلطات في الخرطوم استقبال وزير خارجيتها كأكبر صفعة تتلقاها الإمارة الصغيرة مؤخراً.
وبعد أن فشلت قطر في تحييد المجلس العسكري الانتقالي لصالحها، قادت -وفق مراقبين- مخططاً خبيثاً يقضي بجمع أحزاب ذات خلفيات إخوانية سودانية في الدوحة، قبل أن تعود وتحرك ثورة مضادة عبر جماعات إرهابية لإشعال نار الفتنة الطائفية في البلاد.
الصحفي والمحلل السياسي عبدالواحد إبراهيم يؤكد أن المخططات التي يقودها رعاة التنظيم الدولي للإخوان ستواجه الفشل كمصير حتمي، نسبة لأن الشعب السوداني شكّل رأي عام سلبيا تجاه الإخونجية، وظل منتفضا لخمسة أشهر متتالية وقدم عشرات الشهداء من أجل اقتلاع تنظيم الحركة الإسلامية السياسية، فمن المستحيل أن يسمح بوجودها في المسرح السياسي خلال الفترة المقبلة.
وقال إبراهيم، في حديثه لـ"العين الإخبارية": "الإخوان الذين تحركهم دول معروفة، ليس لهم أي سند جماهيري لكنهم يملكون المال الذي جمعوه خلال فترة حكم السودان، وقد يستخدمونه لإرباك البلاد ولكن تكاتف قوى الانتفاضة بمختلف مكوناتهم سيجهض هذه المخططات وسيهزم بقايا تنظيم الحركة الإسلامية السياسية".
وتلاحظ في مسيرة الإخونجية يوم السبت إن المشاركين كانوا يمتطون سيارات فارهة باهظة الثمن ضاقت بها جنبات المكان، وبدا الكثير منهم كأنه مرغم على الحضور، وبينما كانوا يهتفون بـ"شريعة حتى الموت" كانت الجماهير السودانية تدمغ بـ"الحرامية وتجار الدين".
كما أن مخاطبات الإخونجية لحشدهم خالفت بشكل لافت الشعارات التي يرفعونها، حيث لم تتطرق للشريعة الإسلامية، بينما تركزت، وفق شهود عيان، حول الاتفاق الأخير بين المجلس العسكري وقوى إعلان الحرية والتغيير وإقصائه لهم، وشددوا على ضرورة أن يكون لهم تمثيل في الحكومة المقبلة، وهو ما يفضح زيف هذه الجماعات ومن خلفها قطر.
واعتبر عبدالواحد إبراهيم أن القائمين على أمر مسيرة الفتنة وهي جزء من مخطط الثورة المضادة، ينتمون إلى "الإخوانيين الإرهابيين" عبدالحي يوسف ومحمد علي الجزولي فهما يتبعان لـ"أمن الشعب" الخاص بالحركة الإسلامية وتم زرعهما في التيار السلفي لضربه وتنفيذ أجندة التنظيم الدولي.
أستاذ العلوم السياسية بكلية شرق النيل السودانية عبداللطيف محمد سعيد يتفق مع عبدالواحد في عدم نجاح المخططات القطرية في زرع الفتنة، لكنه شدد على ضرورة قتلها في مهدها حتى لا تربك المشهد السياسي وتعطل مسيرة الانتقال الديمقراطي في البلاد.
وقال سعيد، في حديثه لـ"العين الإخبارية": "الثورة المضادة أيا كان مُحركها لن تنجح لأن مسعاها إعادة الروح للحركة الإسلامية السياسية التي فقدت الأرضية وتواجه سخطا من قِبل جموع الشعب السوداني من واقع التجربة السيئة التي قدمتها في الحكم على مدى 30 عاماً وكانت حافلة بالظلم والقهر والاستبداد".
وأضاف: "من الأفضل لهذه الجماعات ومن خلفها حزب المؤتمر الوطني المعزول وقوى إقليمية، الامتثال إلى إرادة الشعب السوداني وعدم محاولة إجهاضها لأن ذلك سيقودهم إلى نهايات غير محمودة".
aXA6IDE4LjExNi44Ni4xNjAg جزيرة ام اند امز