«سونيون» آخر ضحايا الحوثي.. البحر الأحمر رهينة «عبث متواصل»
مع نجاح عملية بدء قطر الناقلة اليونانية، يبرز الدور العالمي مجددا لمواجهة كوارث الحوثي البيئية ابتداء من "صافر" ثم "روبيمار" و"توتور" وحتى "سونيون".
وهذه المرة الثانية التي يُجنب فيه العالم البحر الأحمر واحدة من أكبر كوراث التسرب النفطي العالمي، إذ سبقتها ناقلة صافر المهجورة التي عرقل الحوثيون الوصول لإفراغ حمولتها لسنوات، قبل تدخل الأمم المتحدة العام الماضي وحشد ملايين الدولارات ونقل النفط لناقلة بديلة.
وفي حالة سونيون، التي هاجمها الحوثيون الشهر الماضي وفجروا سطحها بالعبوات الناسفة، ظلت السفينة مشتعلة منذ أكثر من 22 يوما في البحر الأحمر، وفشلت مهمة "أسبيدس" الأوروبية في قطرها سابقا قبل أن تعلن نجاح العملية أمس الأحد بربطها بقوارب لسحبها.
وحملت العملية المحفوفة بالمخاطر دروسا عدة للعالم تجاه الهجمات الحوثية المتهورة على الناقلات التجارية والنفطية.
إنقاذ على مرحلتين
تتكون عملية إنقاذ السفينة النفطية اليونانية سونيون من مرحلتين، الأولى نقلها إلى مكان آمن بعيدا عن مكان استهدافها، والثانية، تفريغ حمولتها البالغة نحو مليون برميل من النفط الخام، وإزالة خطر الكارثة البيئية.
وأكدت مهمة الاتحاد الأوروبي"أسبيدس"، أنه "تم البدء في عملية إنقاذ سونيون، واصفة أن عملية الإنقاذ بالضرورية لتجنب وقوع كارثة بيئية محتملة بالمنطقة، وأنه لتحقيق ذلك، تعمل العديد من الجهات العامة والخاصة معا".
وأضافت أسبيدس في تغريدة لها على منصة "إكس"، أنه تم ربط قوارب القطر بنجاح بالسفينة وأنه يجري حاليا سحبها إلى مكان آمن، مؤكدة أن عملية الإنقاذ "معقدة"، وعبر مراحل.
وأشارت مهمة الاتحاد الأوربي إلى أن أصولها العسكرية البحرية موجودة بالمنطقة لحماية السفن المشاركة في العملية، موضحة أنه "من خلال توفير الحماية لعملية قطر سونيون، تساهم أسبيدس في الأمن البحري والبيئي".
والسفينة اليونانية "سونيون" البالغ حمولتها 163.759 طن، تم بناؤها في عام 2006، وكانت تنقل نحو مليون برميل من النفط الخام، عندما ضربتها 5 هجمات حوثية في 21 و23 أغسطس/آب انتهت بزرع عناصر حوثية عبوات ناسفة على سطحها وتفجيرها عن بعد.
تجنب خامس أكبر تسرب نفطي في التاريخ
يُجنب قطر سونيون البحر الأحمر، حدوث خامس أكبر تسرب نفطي في التاريخ، ووفق الخبير البيئي اليمني منير قائد، فإن البدء في تنفيذ أعمال إنقاذ ناقلة النفط سونيون، له أهمية كبيرة، حتى وإن تأخرت لـ22 يوما.
وأضاف قائد لـ"العين الإخبارية"، أن "عملية الإنقاذ سوف تساهم في منع وقوع كارثة بيئية من خلال التسرب النفطي لحمولة سونيون، لا تقل عن حجم كارثة روبيمار التي أغرقها الحوثيون في البحر الأحمر".
وأكد أن "أي تسرب للنفط الخام في البحر الأحمر ، ينذر بكارثة بيئية محققة لا يقتصر تأثيرها على السواحل اليمنية والأفريقية فقط وأنما جميع سواحل البلدان في البحر الأحمر، إضافة إلى الإضرار في الممر الملاحي، والتأثير على التنوع الحيوي البحري والأحياء البحرية".
وأشار قائد إلى أنه "يجب على الأمم المتحدة والمنظمات الدولية التعامل مع هجمات مليشيات الحوثي ضد السفن التجارية والنفطية في البحر الأحمر وباب المندب بمحمل الجد، وذلك لما لها من تأثيرات بيئية واقتصادية وصحية كبيرة على الإنسان والبيئة في المنطقة".
ووفقاً للخبير اليمني فإن المليشيات سوف تحاول مهاجمة أكثر من سفينة تجارية أو نفطية، وخلق كوارث بيئية جديدة خلال الفترة المقبلة وهو ما يستدعي من العالم ردع هذه الجماعة ودعم الحكومة اليمنية لتأمين السواحل الغربية للبلاد وتحجيم سيطرة وقدرات الحوثي.
aXA6IDMuMjM3LjE1LjE0NSA=
جزيرة ام اند امز