صحف عالمية: قطر تدفع ثمنا فادحا لدعم "الإخوان" والعلاقات الإيرانية
قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر يتصدر أخبار الصحف العالمية التي أشارت إلى أن الدوحة تدفع ثمنا فادحا لدعم الإخوان والتقارب مع إيران
اهتمت الصحف العالمية، الإثنين، بأنباء قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر، والتي وصفتها بأنها "تصعيد دبلوماسي غير معتاد" ضد حكومة الدوحة، التي تدفع ثمنا فادحا لدعم "الإخوان"، والتقارب مع إيران.
وقالت صحيفة "واشنطن بوست" إن 6 دول عربية، هي الإمارات والسعودية ومصر والبحرين واليمن وليبيا، أعلنت قطع علاقاتها الدبلوماسية مع قطر، حيث تتحرك بسرعة لعزل الدوحة بعد اتهامها بدعم المنظمات الإرهابية وإثارة الصراعات الإقليمية.
وأشارت إلى أن هذه الدول أصدرت بيانات منفصلة ومنسقة على ما يبدو تقول إنها ستقطع الروابط الجوية والبحرية والبرية مع قطر التي تستضيف قاعدة للقوات الجوية للقوات الجوية الأمريكية، وستستضيف كأس العالم لكرة القدم 2022.
واعتبرت أن التصعيد الدبلوماسي المتصاعد وغير المعتاد، يكشف عن التوترات المستمرة مع الدوحة التي تسعى للمنافسة على النفوذ الإقليمي، لافتة إلى أنه يأتي بعد أسابيع قليلة من لقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع القادة العرب والمسلمين في السعودية ودعوته إلى تشكيل جبهة موحدة ضد التطرف.
ولفتت إلى أن الولايات المتحدة تستخدم قواعد في عدة دول لشن عمليات جوية ضد تنظيم "داعش" الإرهابي، ولديها مقر الحرب الجوية في قاعدة العديد في قطر.
وأوضحت أن قطر أثارت منذ سنوات غضب جيرانها العرب لدعمها جماعة "الإخوان" والجماعات التابعة لها، وكذلك رعايتها لقناة "الجزيرة" التلفزيونية، التي تثير مناقشات تتدخل بشكل صريح في الشؤون الداخلية لدول المنطقة، وتضخم وجهات نظر قطر المؤيدة للمتطرفين.
ونوهت إلى أن بيانات الدول العربية تجاوزت الانتقاد المعتاد لدولة قطر، متهمة إياها بالقيام بدور غادر في مجموعة من الصراعات الإقليمية بما فيها الحرب في اليمن، وحرب مصر ضد "داعش" في سيناء، والتوترات في البحرين.
بينما قالت "نيويورك تايمز" إن قطع العلاقات الدبلوماسية يعزى إلى مجموعة من الخلافات التي تضمنت دعم وتمويل قطر لجماعة "الإخوان"، ورعايتها لقناة "الجزيرة" الفضائية، التي غالبا ما تتدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة، وكذلك تحسن علاقاتها مع طهران.
وأشارت إلى أنه يأتي بعد أسبوعين من زيارة ترامب للرياض على أمل ان تساعد السعودية الدول العربية السنية في مكافحة التطرف وتشكيل جبهة موحدة ضد إيران.
وقالت وكالة "بلومبرج" إن الخطوة غير المسبوقة تهدف إلى معاقبة الدوحة لعلاقاتها مع إيران والجماعات الإرهابية في المنطقة، وأدت إلى ارتفاع أسعار النفط، وانخفاض مؤشر بورصة قطر للأسهم بنسبة 7%، وهو الأكثر منذ عام 2009 بعد إعلان الدول العربية أنها ستعلق رحلاتها الجوية والبحرية من وإلى الإمارة الخليجية.
ورجحت أن هذا التصعيد لن يؤثر على صادرات الخليج من الطاقة، غير أنه يهدد بآثار بعيدة المدى على قطر، البلد التي يقل عدد سكانها عن مدينة هيوستن بولاية تكساس الأمريكية، وتستضيف مقر القيادة المركزية للجيش الأمريكي في الشرق الاوسط.
من جانبه، قال طارق فضل الله، الرئيس التنفيذي لشركة "نومورا لإدارة الأصول في الشرق الأوسط"، ومقرها في اليابان: "سيكون هناك آثار بالنسبة للأشخاص، والمسافرين، ورجال الأعمال".
وأضاف في مقابلة مع "بلومبرج": "الأكثر من ذلك، يجعل المخاطر الجيوسياسية منظورة، وبما أن هذه خطوة غير مسبوقة، فمن الصعب جدا ان نرى كيف ستنتهي الأزمة".
وبدوره قال بيتر سلوجليت، مدير معهد الشرق الأوسط بالجامعة الوطنية في سنغافورة: "إن قطر في وسط دول مجلس التعاون الخليجي تمامًا، وقد حاولت انتهاج سياسة خارجية مستقلة، الفكرة تكمن في إخضاعها للنظام الخليجي".
وأشارت إلى أنها لعبت دورًا رئيسيًا في دعم الحركات المناهضة للنظام خلال الربيع العربي، وقامت بتمويل حكومة الإخوان في مصر، كما تستضيف أيضا أعضاء من قادة حماس المنفيين وتحافظ على علاقاتها مع إيران.
من جانبه، قال بول سوليفان، خبير الشرق الأوسط بجامعة جورجتاون: "إن قطر هي الأكثر ضعفا اقتصاديا واجتماعيا بشأن وارداتها من المواد الغذائية وغيرها من غير الطاقة"، مضيفا: "إذا كان هناك حصار حقيقي، قد يكون هذا مشكلة كبيرة بالنسبة لهم، والقواعد التي تمنع المرور عبر قطر يمكن أن تسبب اضطرابات كبيرة".
وذكرت "فايننشال تايمز" أن قطع العلاقات الدبلوماسية وخطوط النقل مع قطر، جاءت بسبب سياسات الدوحة الإقليمية التي تؤجج التطرف والإرهاب.
ووصفت المحاولة المتزامنة لعزل قطر بأنها تصعيد الخلاف المحتدم حول دعم قطر للإسلام السياسي والتصورات بأن الدوحة منفتحة على علاقات أوثق مع إيران، بينما تعترف قطر بدعم بعض الحركات الإسلامية لكنها تنكر دعم الارهاب.
aXA6IDE4LjExOS4xMDUuMTU1IA==
جزيرة ام اند امز