حمد بن جاسم تحول إلى متحدث باسم إيران وإلى صوت مذعور خوفاً من أن تقوم أمريكا بتوجيه ضربة موجعة لإيران.
تحول الشيخ حمد بن جاسم إلى متحدث باسم إيران وإلى صوت مذعور خوفاً من أن تقوم أمريكا بتوجيه ضربة موجعة لإيران، بعد أن شاهد القوة الأمريكية الضاربة تتجه إلى البحر الأحمر وإلى القاعدة الأمريكية في قطر، متهماً المملكة والإمارات بأنهما وراء القرار الأمريكي في توجيه ضربة محتملة إلى النظام الإيراني إذا ما فكرت طهران في خرق العقوبات عليها أو التعرض للقوات الأمريكية.
أرى أن نظام الملالي أجبن من أن يتحرش بالقوات الأمريكية أو يرفض الإذعان لقرارات البيت الأبيض، وبالتالي ستكون حرباً كلامية من طرف واحد هو الطرف الإيراني، ومساندوه بالكلام قطر وتركيا
حمد بن جاسم كان وزيراً لخارجية قطر، ورئيساً لوزرائها، وله اليد الطولى في سياساتها آنذاك وحتى الآن، وهو اليوم خارج السلطة شكلاً، كما هو أمير البلاد السابق حمد بن ثاني الذي تنازل لابنه صورياً، فيما لا يزال هو من يدير سياسة قطر في دعم الإرهاب، والتعاون مع إيران وتركيا لإيذاء المملكة والإمارات والبحرين ومصر، ومع ذلك فحمد بن جاسم يخونه الذكاء والفهم فيصرح بما صرح به من أكاذيب.
شخصياً لم أستغرب من اصطفاف حمد بن جاسم مع مَن يقف ضد سياسة الولايات المتحدة الأمريكية في تعاملها مع الإرهاب الإيراني، فيما أن قطر تستقبل قاذفات القنابل الأمريكية من طراز (B52) على أراضيها، وتحديداً في قاعدة العديد الأمريكية، وهي التي ستكون منها الانطلاقة لتوجيه ضربات قاتلة لإيران، فيما لو اعترضت القوات الإيرانية القوات أو المصالح الأمريكية أو الحليفة لها، أو تعرضت إيران للسفن التي تحمل النفط إلى دول العالم عبر مضيق هرمز.
هذا الحمد لا يخجل من هذا التناقض في أقواله، ولا يأبه بأنه يقدم صورة سيئة عن نفسه بمثل هذا الموقف المعادي للوجود الأمريكي، بينما الدعم الحقيقي لهذه القوة الأمريكية الضاربة سيكون من قاعدة العديد في قطر، لا من المملكة أو الإمارات، وإن كان هذا الدعم القطري لم يأتِ بموافقة أو استئذان من هذه الإمارة الصغيرة المغلوبة على أمرها وقرارها وسياساتها.
صحيح أن المملكة والإمارات وكل دول المنطقة لم ولن يزعجها وجود قوة أمريكية بهذا الحجم للحد من النشاط الإيراني المشبوه، ومنعها من التدخل في شؤون دولنا، والحيلولة دون محاولاتها للدخول في النادي النووي، لأن ذلك لو تحقق لها فسوف تكون في وضع أقوى لإيذاء جيرانها، وتبني كل موقف يضر بمصالح وأمن واستقرار شعوبها، فأمريكا لها مصالح كما لدول المنطقة في إيقاف هذا التمدد الإيراني في عدد من الدول، وأي عاقل سوف يرحب بالوجود الأمريكي في ظل التهديد الإيراني المستمر لمصالح دولنا وشعوبنا.
لكن هذا التهريج، والكلام الغريب حين يصدر من حمد بن جاسم، فهو إنما يضيف به إلى معلوماتنا المزيد عن التخبط القطري في الموقف من إيران وسياساتها في المنطقة، وعن اضطرار الدوحة إلى التعاون مع إيران في ظل العزلة التي تعاني منها، وبالتالي فلم تجد ما ينفس عن الحالة التي تمر بها سوى مثل هذا الموقف المتضامن معها ولو بالكلام الرخيص، ما لا يمكن أن يفهم الموقف القطري على حقيقته، إلا حين تخرج تصريحات لحمد بن جاسم في ظل تطورات أكبر من حجمه وحجم الإمارة القطرية.
نحن الآن أمام تحجيم دور طهران، فحاملة الطائرات أبراهام لينكولن عبرت قناة السويس، وهي الآن على مقربة من إيران وعلى مرمى حجر منها، والقاذفات من طراز (B52) وصلت إلى قاعدة العديد في قطر، إلى جانب أسلحة أخرى، فيما لا يزال حمد بن جاسم يتهم المملكة والإمارات بأنهما وراء هذا التحرك الأمريكي السريع، ولا يتحدث عن دور للدوحة لتكون ضمن خيارات أمريكا لتكون انطلاقة الضربة الأولى المتوقعة من الأراضي القطرية.
شخصياً، أرى أن نظام الملالي أجبن من أن يتحرش بالقوات الأمريكية أو يرفض الإذعان لقرارات البيت الأبيض، وبالتالي ستكون حرباً كلامية من طرف واحد هو الطرف الإيراني، ومساندوه بالكلام قطر وتركيا، بمعنى أن القوة الأمريكية سواء التي عبرت قناة السويس باتجاه البحر الأحمر أو تلك التي وصلت إلى المنطقة جواً هي بمنزلة نزهة، وإرسال رسالة إلى نظام إيران مفادها: لا تلعبوا بالنار.
نقلاً عن "الجزيرة السعودية"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة