اتبعت قطر سياسة خارجية كبيرة ليست على مقاس حجمها، فهي دولة صغيرة المساحة قليلة السكان، تريد أن تستحوذ على النفوذ الذي لا يليق بها
اتبعت قطر سياسة خارجية كبيرة ليست على مقاس حجمها، فهي دولة صغيرة المساحة قليلة السكان، تريد أن تستحوذ على النفوذ الذي لا يليق بها، والمتابع للأحداث التي ألمّت بمنطقتنا في العقد الأخير، يلحظ كيف أن قطر فشلت في السياستين الخارجية والداخلية في الوقت ذاته، ولهذا سعت إلى كسب النفوذ الإيراني، فأقامت علاقات وطيدة معهم واعترفت قطر بأن حماس هي السلطة الشرعية في فلسطين مع أنها جماعة إرهابية تستمد الدعم والتأييد من المرشد الأعلى في طهران، علاوة على ذلك اشتهرت قطر بمساندتها للإخوان المسلمين في مصر وتمويل وتدريب الجماعات الإرهابية العسكرية في سوريا واليمن وليبيا ولبنان والعراق.
ليس من العجيب أن نرى ونسمع اليوم في كل وسائل الإعلام بمختلف مسمياتها عن الأدلة القاطعة على دعم قطر للإرهاب في مختلف البلاد العربية، فقد كانت وما زالت قطر تحتضن الكثير من الرموز البارزة من جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية
وليس من العجيب أن نرى ونسمع اليوم في كل وسائل الإعلام العربية والعالمية بمختلف مسمياتها عن الأدلة القاطعة على دعم قطر للإرهاب في مختلف البلاد العربية، فقد كانت وما زالت قطر تحتضن الكثير من الرموز البارزة من جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية وعلى رأسهم شيخ الفتنة المسمى يوسف القرضاوي المصري النشأة الذي احتضنته قطر ومنحته الجنسية القطرية، ودائما ما نجد هذا الشخص يقوم بإصدار فتاوى تناهض الدولة المصرية بجميع مؤسساتها وذلك لدعم الإخوان المسلمين في مصر، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى يقوم بمهاجمة الإمارات في سياسة تعاملها مع تنظيم الإخوان المسلمين الإرهابي.
وقد كانت أجهزة المخابرات العربية بالمرصاد لتحركات قطر ودعمها للإرهاب وعلى رأس هذه الأجهزة المخابراتية الأجهزة المصرية، التي نادت في كثير من المؤتمرات بالتنديد والإشارة إلى تلك الدولة بدعمها للإرهاب ولكن كانت بقية الدول العربية تحاول المصالحة بين الأشقاء، وقد كشفت كذلك تلك الأجهزة المخابراتية حجم العلاقة الكبيرة والاتصال الدائم بين إسرائيل وقطر من ناحية، وبين قطر وإيران من ناحية أخرى.
وبتحليل الموقف السياسي على أرض الواقع، نجد أن قطر لها اليد الأطول في الخراب والتدمير الذي حل بالعالم العربي أجمع، فقد كان لها اليد الكبرى في الدعم المادي بالمبالغ الطائلة التي يتم شراء الأسلحة بها لتدمير أرض ليبيا تلك الأرض الطيبة التي بها الخيرات المعدنية الكثيرة والموقع المهم على البحر المتوسط، فقد دخلت الجماعات الإرهابية تحت مسميات متعددة بمساعدة قطر التي خانت العرب ودمرت ليبيا.
وكذلك كان لقطر الدور البارز في إشعال الفتنة في اليمن السعيد وتقديمها الدعم للحوثيين وجماعة الإصلاح الإخونجية، وغيرهم من الجماعات التي فرقت البلاد وقسمتها إلى العديد من الطوائف المتنازعة المتقاتلة، كل تلك الأحداث التي تقوم بها قطر محملة بالضغينة والحقد للعالم العربي.
وقد حذّر مجلس التعاون الخليجي والجامعة العربية قطر من الاستمرار في تلك الأفعال المهينة في حق العالم العربي، إلا أن قطر ترد بتقديم الوعود بعدم تكرار مثل ذلك وسرعان ما تنقض عهدها، وفي "قمة الرياض" شاهد الجميع كيف تم تجاهل الأمير القطري بشكل متعمد من كبار زعماء العالم العربي والأمريكي.
ومن الناحية الإعلامية، فقد خصصت قطر المال الوفير لنشر الأخبار المغلوطة عن العالم العربي بشكل عام وعن جمهورية مصر العربية بشكل خاص، ليس هذا فحسب بل قامت بتخصيص قناة تحت مسمى الجزيرة مباشر ليس لها عمل إلا نقل الأحداث المغلوطة وتضخيم الصغير ومناصرة الإخوان المسلمين في مصر واستضافتهم في تلك القناة وعمل حوارات سياسية معهم، يصفون فيها مصر بأنها في طريقها للدمار، وأن الرئيس المصري المنتخب عبدالفتاح السيسي الذي جاء بانتخاب شرعي من جميع أطياف الشعب، ما هو إلا صاحب الانقلاب العسكري على العميل محمد مرسي ذلك الشخص الذي كان مندوب جماعة الإخوان الإرهابية في قصر الاتحادية.
وبعد التصريحات الأخيرة على لسان الأمير القطري، توقع الكثير من المحللين السياسيين والإعلاميين فرض عقوبات مشددة على قطر تماثل تلك الخطوات التي قام بها مجلس التعاون الخليجي لعقابها في عام 2014 بعد هجومها على مصر ومحاولاتها العديدة لزعزعة استقرار مصر وأمنها بعد عزل العميل الإخواني مرسي، وبالفعل قد بدأت بشائر تلك العقوبات وخاصة من السعودية والإمارات العربية المتحدة ومصر والبحرين حيث تم حجب الإعلام القطري الفضائي والإلكتروني، وهو ما يعني تكبيل إمبراطورية قطر الإعلامية، وخسارتها مليارات الدولارات.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة