هي قصة من أغرب القصص، نعيشها في مقاربة تصرفات وسلوك جزيرة قطر، القابعة في خاصرة جزيرتنا العربية، وخليجنا الأبي، العصي على كل معتدٍ أو خائن
هي قصة من أغرب القصص، نعيشها في مقاربة تصرفات وسلوك جزيرة قطر، القابعة في خاصرة جزيرتنا العربية، وخليجنا الأبي، العصي على كل معتدٍ أو خائن، وليست الجزيرة إلا منبراً ضمن إعلام التزوير والتزييف والكذب والنفاق والمحاباة بحسب المصلحة والنفعية، بما يتضمنه من مجموعة كبيرة من منابر الصحافة الصفراء والأقلام المأجورة والمستأجرة، التي لا يمكن لها بأية حالٍ من الأحوال أن "تنطق عن الهوى" بل إنه وحيٌ وقرارٌ وإصرارٌ من أعلى سلطة في هرم القرار والقيادة في قطر العديقة (ما ينتج عن دمج مفردتي العدو بالشقيقة).
المشكلة ليست في تصريحات تميم، أو التهكير المزعوم الذي طالها، بل هي مشكلة عمرها عشرون عاما ويزيد، منذ أن تراءى لحمد حلم أن يصبح إمبراطور دولة إخوانية تمتد من المحيط إلى الخليج
نعم، فالمشكلة ليست في تصريحات تميم، أو التهكير المزعوم الذي طالها، بل هي مشكلة عمرها عشرون عاماً ويزيد، منذ أن تراءى لحمد حلم أن يصبح إمبراطور دولة إخوانية تمتد من المحيط إلى الخليج، ومنذ أن استطاعت دعوة الإخوان أن تخادع الجماهير العربية المقموعة فتركب ظهر ثوراتها في تونس وليبيا ومصر لتكتمل جغرافيا الامتداد من تونس حتى مصر وتكاد تحقق مرادها في المملكة الأردنية الشقيقة لولا حزم قيادتها ووعيها بمخاطر الإخوان المسلمين القابعين بين ظهرانيهم ومن حولهم.
نعم هو حلم الأب الذي أورثه للابن، مورثاً إياه الفشل وأسبابه كلها، ففي عهد الأب كادت قطر تحقق رؤيتها في بناء دولة الإخوان المسلمين على ما يقارب الستين في المئة من الوطن العربي، مع عدم إغفالنا تركيا وثقلها الجيواستراتيجي وامتدادات الإخوان الخفية في الهند وشرق آسيا والمغرب وتشكيليهم لحكومته، وحماس... إلخ.
المسكين تميم وارثُ الشرّ وطابخ السم، وهو آكله، فهو لم يستفق من حلم أبيه، رغم أنه شريك أبيه في حلم الحمدين (حمد بن خليفة آل ثاني وحمد بن جاسم بن جبر آل ثاني)، تخلى عنه وصار تاجر عقار واستثمار في لندن العريقة باحتضانها للإخوان وأذنابهم.
والمشكلة في هذا التميم أنه لم يتعلم من أخطاء أبيه، ولم يتعظ مما أصابه من إحباط وانكسار، حين رأى انهيار مشروع دولته الإخوانية الكبرى يسقط بيد جماهير مصر الأبية، فها هو يعيد ترتيب حساباته، وأولوياته؛ فإيران في حسابات تميم تعود علناً كما كانت، حليفاً لمشروع الإخوان الديني الذي يبرر لها دولتها الدينية، وصديقاً صدوقاً لمشروع المرشد العام الذي يمثّل رديفاً حيوياً للولي الفقيه، وتصبح القاعدة، التي احتضنتها بالتساوي كلٌّ من قطر وإيران في فترات محنتها إثر استهدافها في أفغانستان وثم العراق، مجدداً مع لقيطها الداعشي أداتهما المفضلة للتخريب والترهيب، وربيبهما المدلل الذي يمدانه بشريان الحياة عبر تجارة المخدرات وأموال النفط وسرقة أموال البنوك المركزية وثروات الشعوب التي أضلوها بربيعهم العربي المخادع.
ها هو تميم يطمئنُّ لاستقرار حكم الولي الفقيه، بعد إعادة تعيين روحاني في رئاسة إيران، وهو الذي قدّم لإيران بلبوس الاعتدال والإصلاح، ما لم يقدّمه أعتى عتاة التشدد من أمثال أحمدي نجاد، فيستقوي به ضد أشقائه، وقدوته في ذلك ابن العلقمي الذي باع بغداد لهولاكو، دون أن يدري أن التاريخ حازم وحاسم وعازم، وكلها صفاتُ سلمان والمحمدين، هؤلاء الثلاثة الذين برؤيتهم يبنون صرحاً صامداً في وجه الفتنة التي يشعل نارها الإخواني بالتعاون مع الإيراني روحاني (دمية الظل لخامنئي)، ولا يدري الاثنان أنهما سيكونان أول المكتوين بها.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة