ألا يستحي هؤلاء الحزبيون السعوديون من أنفسهم، وهم يدافعون عن حكومة بلدٍ آخر، تحيك المكائد لبلادهم، وتتحالف مع أعدائها
بعدما تم نشر تصريحات أمير قطر، التي تم نفيها لاحقا بشكل خجول وغير مهني، هبّ الوطنيون السعوديون، من صحفيين وكتاب ومغرّدين، للتعبير عن شعورهم تجاه تلك التصريحات العدوانية، والجدير بالذكر أن عدم اقتناع الجميع بحكاية اختراق وكالة الأنباء القطرية، كان سببه أن تلك التصريحات المنفية تتماشى تماما مع السياسات القطرية العدوانية والمتناقضة، خلال العشرين عاما الماضية، أي منذ أن انقلب حمد بن خليفة على والده، وتحوّل إلى لاعب مشاغب، تخصص في شق الصف الخليجي والعربي، ويصح القول بأنه شبيه لمعمر القذافي، ولم يتأكد هذا الدور المشبوه لقطر إلا مع بداية التثوير الأوبا-إخواني، وهو الربيع المزعوم، الذي توّلت قطر دعمه ماليا وإعلاميا، ثم تطور الأمر إلى دعمها لكل حركات التطرف، علاوة على إيوائها لرموز تنظيمات الإسلام السياسي، وعلى رأسهم مفتي التفجير، والزعيم الروحي لتنظيم الإخوان المتأسلمين، يوسف القرضاوي.
ما يهمنا هنا هو الموقف المخزي، أو الخياني لإخوان السعودية، والذين تعتبر قطر هي الراعي الرسمي لهم، والممول السخي لنشاطاتهم، ومن المعلوم أن قطر استقطبت عدداً كبيراً من ضعاف النفوس السعوديين، ومنهم أساتذة جامعات، وموظفين، وإعلاميين، ومغردين، بل وحتى مبتعثين نعرفهم في لحن القول، فقد بذل هؤلاء الخونة كل جهدهم للدفاع عن قطر، ومحاولة تبرئتها من التصريحات المنسوبة لأميرها، والتي تتطابق مع سياساتها على أي حال، ووصل هؤلاء السعوديون الحزبيون دركا من العمالة لم يصله غيرهم من قبل، واستماتوا في تخطئة الوطنيين السعوديين، وتجريمهم، وأخذوا يتباكون على اللُّحمة الخليجية، التي كانوا أول من شقّها، وذلك بإساءاتهم التي لا تتوقف لدولة الإمارات، رغم أنها حليف المملكة الكبير في عاصفة الحزم، وفقدت عددًا من أبنائها في حربنا المشتركة لإعادة الشرعية في اليمن!.
ألا يستحي هؤلاء الحزبيون السعوديون من أنفسهم، وهم يدافعون عن حكومة بلد آخر، تحيك المكائد لبلادهم، وتتحالف مع أعدائهاألا يستحي هؤلاء الحزبيون السعوديون من أنفسهم، وهم يدافعون عن حكومة بلد آخر، تحيك المكائد لبلادهم، وتتحالف مع أعدائها، وتؤسس وتدعم عددا لا يستهان به من وسائل الإعلام التي تتخصص في خلق الشائعات ضد المملكة، أولا يشعر هؤلاء الحزبيون السعوديون بالعار، وهم يعيشون من خيرات بلادهم، ويتعاطفون مع أحد خصومها، والغريب أننا لم نسمع يوما أن هؤلاء الحزبيين السعوديين انتقدوا وسائل الإعلام المدعومة قطريا، والمخصصة للنيل من المملكة، بل بالعكس، فهم يشيدون بها، ويتعاون بعضهم مع القائمين عليها، حتى ولو كان القائم عليها من شاكلة عزمي بشارة، الإسرائيلي المسيحي المشبوه، والذي يقوم بأدوار كبرى في قطر منذ سنوات، ولعل هذه الأزمة كشفت الأقنعة، التي تقنّع بها الحزبيون السعوديون طويلا، ومن خلال هذه الأقنعة تغلغلوا في مفاصل بلدنا، ولوّثوا أفكار شبابنا، وتظل هناك فئة أخرى من الحزبيين السعوديين، وهي الأخطر.
نقلا عن "الجزيرة السعودية"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة