محمد العرابي لـ"بوابة العين": جرائم قطر لا تسقط بالتقادم
وزير خارجية مصر الأسبق قال إن موقف القاهرة من الدوحة لن يتغير
وزير خارجية مصر الأسبق، طالب العالم بإلزام قطر بإعادة بناء المدن التي تسببت في تدميرها في سوريا والعراق وليبيا والسودان
طالب رئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان المصري، السفير محمد العرابي، المجتمع الدولي باتخاذ إجراءات أكثر حزمًا تجاه التجاوزات القطرية لوقف تمويل الإهاب وتجفيف منابعه.
وفي حوار خاص لـ"بوابة العين" الإخبارية، برر ذلك بأن جرائم قطر لن تسقط بالتقادم وهي مسؤولة أمام العالم عن إعادة إعمار المدن العربية التي دمرها الإرهاب في سوريا والعراق وليبيا والسودان وغيرها.
وحذر العرابي، الذي كان وزيرا للخارجية، قطر من أن الدول التي تستقوي بها، مثل تركيا وإيران، ستتخلى عنها فور انتهاء مصالحها معها، خاصة أن الحليف الحقيقي للدوحة هو الولايات المتحدة.
كما لفت النظر إلى وجود مكتب بتل أبيب للتنسيق بين الدوحة وإسرائيل في مهام خاصة.
وإلى مزيد من المعلومات في الحوار.
كيف تري مستقبل أزمة قطر؟
الأزمة مع قطر ستستمر لفترة طويلة، ولن تنتهي خلال أيام، لأن هناك مصلحة لأطراف كثيرة في أن يستمر الوضع على ما هو عليه، قطر لديها شعور أنها استطاعت أن تحصن نفسها ضد الأزمة منذ فترة طويلة، وحرصت على فتح أراضيها لوجود قوات أجنبية عليها ظنًا منها أنها ستحميها، والشيء الآخر هو نفوذها الاقتصادي في عدة دول خلقت منه أداة للضغط على الدول الغربية لمساندتها.
وما دافع قطر للاستقواء بكل هؤلاء؟
قطر تحاول إبعاد نظر العالم عن الموضوع الأساسي وهو دعمها للإرهاب وحاولت تصدير الأزمة على أنها خلاف صغير داخل الخليج العربي ويمكن حله من خلال الدول العربية.
كما أن أزمة قطر أنها تشعر جيدًا أنها دولة صغيرة ولديها تخوفات دائمة، وهذا هو سبب وجود القاعدة الأمريكية والتركية والوجود الإيراني، وليس لديها مشكلة في استدعاء إسرائيل إذا تطلب الأمر ذلك، وهناك مكتب تمثيل قطري في تل أبيب غير معلن عنه يقوم بالتنسيق مع الجانب الإسرائيلي وحركة حماس وهناك تعاون مشترك على درجة عالية.
ولكن يوميًا تنشر الصحف الغربية ما يؤكد دعم قطر للإرهاب؛ أي أن العالم يعلم دورها فلماذا يغض الطرف؟
هناك تجاهل متعمد من العالم اتجاه تصرفات قطر بسبب نفوذها الاقتصادي في عدة دول؛ فهي تمتلك عقارات واستثمارات بالمليارات في عواصم مثل برلين وباريس ولندن، ولا ننسى أن قطر كانت في وقت ما أداة لأجهزة المخابرات الغربية وتعمل لصالح مشروعهم الخاص بتقسيم الشرق الأوسط.
وما أكثر الدول دعما لقطر؟
الولايات المتحدة هي الحليف الوحيد في العالم لقطر، حتى تركيا تعاونها معها وقتي وسينتهي بانتهاء المصلحة بين الطرفين وكذلك إيران.
قطر هي النقطة الأخيرة في تيار الإسلام السياسي الذي يخدم مصالح الدول التي تسعي لتقسيم الشرق الأوسط.
ولكن هناك جرائم واضحة كالشمس كيف سيتعامل المجتمع الدولي معها؟
جرائم قطر لن تسقط بالتقادم، وحتى لو عدلت مسارها وتوقفت في المستقبل عن دعم الإرهاب فهي تتحمل مسؤولية قتل الأبرياء وتدمير جزء كبير من المنطقة العربية، وهي تتحمل إعادة إعمار مدن كاملة في سوريا وليبيا والعراق والسودان وغيرهم التي تدمرت أجزاء منها بسبب سياسة قطر.
لو خصصت قطر نصف ما أنفقته على تمويل الإرهاب لتعليم أبناء الوطن العربي كانت ستحقق إنجازا تاريخيا، ولكن ليس لديها رشد في إنفاق تلك الأموال.
إذًا مهمة مكافحة الإرهاب في الشرق الأوسط لا بد أن يتحملها العرب أولًا؟
كنت أتوقع أن جميع الدول العربية تقف في الخندق نفسه مع الدول الـ4 المقاطعة لقطر، ولكن بعضها يريد أن تكون له سياسة مختلفة بحيث لا تقع قطر في ركن محظور وحدها وتترك لها الباب مفتوح قليلًا للخروج بما يحفظ ماء وجهها أمام شعبها وأمام العالم.
هل يمكن أن يتغير الموقف المصري تجاه قطر مستقبلًا؟
مستحيل، لأننا دولة عانت كثيرًا من التدخل القطري في الشأن الداخلي ودعمها للإرهاب الذي نعاني منه حتى اليوم، مقاطعة مصر لقطر مستمرة ولا رجوع عنها.
وفي حال استمرار قطر في التعنت، ماذا ستفعل الدول المقاطعة؟
رأيي أن دويلة قطر لا تستحق أن يكون هناك إجراءات تصعيدية ضدها لأنها أقل من ذلك، يجب أن تترك كما هي وتستمر مقاطعته ويبتعد العرب عن التعامل معه ونحن لا نحتاج أية إجراءات تصعيدية.
وهل إيران ستستغل أزمة قطر في التوغل أكثر بالمنطقة؟
إيران وجدت ثغرة ومنفذا لها في الخليج سوف تستغله، ولا أعتقد أن إيران لديها القدرة على التمدد أكثر من ذلك لأنها تعاني من أزمات وصراعات كثيرة خارج حدودها، أهمها الأزمة في اليمن وسوريا ولبنان والعراق، لذلك فهي ليست حليف قوي أو مؤثر لقطر.
وبما تفسر محاولات الدوحة تدويل الحج؟
تدويل الحج كان جزءا من المكايدة والمراهقة السياسية، ومحاولة فاشلة من قطر لاستعطاف العرب، ولكنها لم تحظ باهتمام ولا تأثير لدينا، رغم أن لديهم شركة أجنبية لمنحهم الاستشارات السياسية ولكن اقتراحها هذا فاشل.
ما الدور الذي يمكن أن تقوم به المعارضة القطرية في هذا التوقيت؟
قطر دولة بوليسية تدعي الديمقراطية والشفافية، والمعارضة صعب أن تقوم بدور في ظل هذه القيود، فليس هناك معارضة شعب ولا إعلام ولا أي نوع من أنواع الحرية.
فيما يخص مصر بالذات، إلى أين وصلت في مكافحة الإرهاب؟
مصر وضعت استراتجية جديدة في التعامل مع ملف الإرهاب وتبذل جهدا كبيرا في ذلك، ولكن لا بد أن يكون لنا وللعالم كله خطة وهدف موحد لتجفيف منابع الإرهاب في العالم، ومخاطبة الدول المصدرة للأسلحة وسيارات الدفع الرباعي إلى الإرهابيين وكشف من يقف خلفها، وسنجد أن قطر هي الممول الرئيسي والدولة الأكثر تصديرًا للسلاح إلى الإرهاب في العالم.
وما حجم تأثير جماعة الإخوان الإرهابية في مصر الآن؟
فكرة الإخوان المسلمين انتهت تمامًا في مصر، هم قالوا إما أن نحكم المصريين أو نقتلهم، ومحاولاتهم مستمرة خاصة في الخارج، لكن لا أتوقع عودتهم للعمل في مصر نهائيًا.
تعتقد يمكن أن تعود جماعة الإخوان الإرهابية من باب دعم مرشح رئاسي معين؟
الشعب المصري أصبح قادرا على الفرز، وكما ذكرت لن تنجح أية محاولات لعودة تنظيم الإخوان للسياسة أو الحكم في مصر.
إذًا من المرشح القادر على منافسة الرئيس عبدالفتاح السيسي في الانتخابات المقبلة؟
الرئيس السيسي استطاع خلال فترة حكمه أن يصل إلى المصريين بشكل عميق جدًا وحقق إنجازات كبرى وسيفوز بفترة رئاسية جديدة.
في ملف ترشيح مصر السفيرة مشيرة خطاب لمنصب الأمين العام لليونسكو، كم نسبة توقع نجاحها؟
"اليونسكو" لها عيب خطير في الانتخابات؛ هي السرية والمفاجأت، مهما كان التنسيق والوعود لا يمكن التنبؤ بالنتائج، ولكن حملة مشيرة خطاب تحقق إنجازات يومية.
وفي هذا الصدد، نود أن نتوجه بالشكر لدولة الإمارات الشقيقة على دورها القوي جدا في دعم مصر، وهناك تنسيق بشكل كبير جدًا بين السفراء المصريين والإماراتين على مستوي العالم لدعم خطاب.