كيف تستغل تركيا وإيران "مشاعر النقص" في قطر؟
كاتب صحفي هندي يرى أن فشل قطر في حساب قدراتها أمام دول الخليج ومصر حشرها بين الثعلبين الماكرين (تركيا وإيران).
بعد أكثر من شهرين على فرض الدول الداعية لمكافحة الإرهاب بقيادة السعودية حظرا دبلوماسيا وتجاريا على قطر، ما زالت الدوحة تخفق في إدراك أن النفوذ المالي وحده غير كافٍ في مواجهة دول الخليج ومصر التي تتمتع بأرض واسعة وأساس اقتصادي.
- تنازلات قطر لإيران وتركيا لن تسقط جريمة دعم الإرهاب
- قطر تمول الإرهاب تحت مسمى الأعمال الخيرية في الهند
وقال الكاتب الصحفي الهندي بريج شارما، المقيم في البحرين، إنه مع عناد الحكومة القطرية المستمر في تلبية مطالب الدول الأربع -السعودية والإمارات والبحرين ومصر- لإنهاء الأزمة الدبلوماسية؛ فإن الدوحة حوّلت القضية إلى مسألة كبرياء ونفوذ، مغفلة حقيقة الحجم الشامل لقدراتها ظنا أنها تتمكن من تحريك الجبال.
وأشار شارما، في مقال نشره موقع "ديلي أو" الإخباري، إلى أنه بالعودة إلى التاريخ وتقييم قطر كدولة ذات رؤى غير منحازة، فإنه يجب الشعور بالأسف تجاهها، لأنه باستثناء حقولها النفطية وبناياتها الزجاجية الجديدة المتجانسة معماريا، لا تملك الدوحة أي شيء تقدمه للعالم.
وأضاف أن قطر ليس لديها ماضٍ أو أطلال أو بقايا تربطها بأي حضارة، كما أنها لا تمتلك زراعة أو سياحة أو صناعة أو إنتاجا لأي شيء باستثناء الغاز، وشعبها القليل الذي يتحدر من مجموعة من الصيادين لم يكن لديهم، على النقيض من جيرانه، مال كافٍ للانخراط في الأعمال التجارية.
وتابع شارما أن كل ما يمكن أن تستحقه قطر عصفت به الانقلابات والانقلابات المضادة، لكن الذي يمكن تذكره لها هو تقدمها أمام محكمة العدل الدولية بوثائق مزيّفة لادعاء حقها في جزر حورس البحرينية، أو لإرسال ضباط من الجيش القطري كانوا في الحقيقة جواسيس كجزء من قوة إقليمية موحدة، أو لانضمامها إلى مجلس التعاون الخليجي في جهود حرب الانقلاببين في اليمن، لكنها في الوقت نفسه تمول هؤلاء المتمردين، أو ربما لتقديمها رشاوى مثيرة للجدل للحصول على حق استضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022.
لكن، كما قد يقول محدث الثراء، ما الفائدة من كميات الأموال الضخمة إذا كان يلعب دورا ثانيا بين جيرانه؟ وهي فكرة دفعت الأمير القطري الجديد تميم بن حمد آل ثاني لكسر روابطه واتباع سياسة خارجية مستقلة حتى إذا كانت تسير في اتجاه معاكس تماما لسياسات دول مجلس التعاون الخليجي.
وبحسب شارما فإنه في أعقاب الحظر الدبلوماسي سرعان ما أقنعت تركيا الحكومة القطرية لتحظى بقاعدة عسكرية خاصة بها على أراضيها مثل القاعدة الجوية الأمريكية الموجودة هناك، بل تعاونت أنقرة مع طهران لإقناع قطر بتوقيع اتفاقات جديدة وفتح طرق تجارية برية وبحرية، والابتعاد عن الدول الأربع التي تحاول معاقبتها.
إلا أن قطر فشلت في إدراك أن النفوذ المالي وحده غير كافٍ في المنطقة التي تقع فيها، خاصة أن النفوذ المالي لدول الخليج الخمس الأخرى ومصر متجمعا أكبر بكثير من قطر، وكذلك أراضيهم الشاسعة وقواعدهم الصناعية الكبيرة.
ولفت شارما إلى أن إيران هدفها هو إيجاد موطئ قدم في دولة عربية قريبة من الدول التي هي على خلاف معهم بشكل دائم، أما تركيا فتسعى لتوسيع حضورها العسكري في منطقة حاسمة، بجانب تدفئة علاقاتها مع طهران لبيع سلعها في السوق الإيرانية.
وقال شارما إن قطر التي تسعى وراء طموحها المثير للسخرية بتغيير المعادلات الجيوسياسية في منطقة الخليج، تحولت بدون وعي منها إلى دور متقلص كطفل يلعب في ثنايا ثعلبين ماكرين عتيقين.
لا يبدو أن قطر تراجع أو تحسب قدرتها الشاملة، أو عدم وجودها أصلا، لتحريك جبال الجيوسياسية في المنطقة، لكن بحلول الوقت الذي تأخذ فيه ذلك في اعتبارها قد يكون فات الأوان.
aXA6IDE4LjE4OS4xNzAuMjI3IA== جزيرة ام اند امز