ظهور الشيخ عبدالله بن علي بن عبدالله بن جاسم آل ثاني في هذا الوقت العصيب الذي تمر به قطر بقيادتها الانقلابية قد هزّ قصر الحكم في الدوحة
حينما تتعقّد العلاقات وتتشابك إلى درجة يستحيل حلها؛ يسهل الله تعالى لك من حيث لا تعلم الحلول الكثيرة، ونحن نعلم وكما قال الشاعر: العلم يرفع بيوتا لا عماد لها والجهل يهدم بيت العز والشرف، وهذا هو الحال في العلاقات الحالية بين قطر وباقي دول العرب وعلى رأسها الدول الخليجية؛ فبعد أن أفسد تميم العلاقات الوطيدة بين قطر وباقي الدول العربية -كما سعى والده من قبل-؛ وجدنا قبل أيام قلائل الشيخ عبدالله بن علي بن عبدالله بن جاسم آل ثاني يظهر على الساحة ويخطو خطوة كان لها عظيم الأثر؛ حيث توسط لدى الملك سلمان -بعد لقائه ولي العهد محمد بن سلمان في جدة نهايات الأسبوع الماضي- مستهلا "وساطة خير"، فما كان من الملك سلمان إلا أن أصدر أوامره بسرعة فتح معبر سلوى الحدودي مع قطر خصيصا لاستقبال الحجاج القطريين، علاوة على أنه أمر بإرسال العديد من الطائرات السعودية لنقل الحجاج القطريين على نفقته، وهذه الخطوة قد فاجأت القيادة القطرية التي غيّبت الخبر عن وسائل إعلامها في البداية، فمن يكون هذا الشيخ؟
إنه أحد كبار الأسرة الحاكمة في قطر، وحفيد ثالث حكام قطر، ووالده الشيخ علي بن عبدالله آل ثاني، رابع حكام قطر، وشقيقه هو خامس حكام قطر الشيخ أحمد بن علي آل ثاني، الذي تعرض لانقلاب من طرف ابن عمه الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني، والد الشيخ حمد وجد الشيخ تميم؛ الأمر الذي يعني لدى القطريين وغيرهم أنه أحد أقوى المنافسين لتولّي السلطة في الدوحة.
وبالنظر إلى سلسلة انتقال الحكم في قطر؛ نجد أن جد الشيخ عبدالله بن علي بن عبدالله بن جاسم آل ثاني هو ثالث حاكم في قطر، والحكم يجب أن يكون لأبنائه من بعده، وبالفعل انتقل الحكم من الشيخ عبدالله بن جاسم آل ثاني لابنه علي في عام 1949، وظل حاكما لقطر حتى عام 1960، وقد تقدمت البلاد في عهده خطوات كبيرة نحو التطور في شتى المجالات، وقد أمر سموه بتقديم التعليم والصحة والكهرباء والماء مجانا للشعب القطري، ثم تنازل عن الحكم لابنه الشيخ أحمد في عام 1960 وظل يحكمها متصفا بحسن الخلق والسمعة الطيبة، وتقدمت البلاد في عهده بشكل كبير، وقد كان من الطبيعي أن يكون الحكم ينتقل بين أبناء الشيخ عبدالله بن جاسم، ولكن بدأ عصر الانقلابات؛ فقد انقلب الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني والد حمد وجد تميم على ابن عمه الشيخ أحمد في عام 1972، وقد شرب من الكأس نفسه حينما انقلب عليه ابنه حمد في عام 1996 ثم تنازل حمد لابنه تميم في عام 2013.
ظهور الشيخ عبدالله بن علي بن عبدالله بن جاسم آل ثاني في هذا الوقت العصيب الذي تمر به قطر بقيادتها الانقلابية قد هزّ قصر الحكم في الدوحة، وبث روح التفاؤل من جديد في نفوس أبناء البيت الخليجي الواحد
ومما لا شك فيه أن ظهور الشيخ عبدالله بن علي بن عبدالله بن جاسم آل ثاني في هذا الوقت العصيب الذي تمر به قطر بقيادتها الانقلابية قد هزّ قصر الحكم في الدوحة، وبث روح التفاؤل من جديد في البيت الخليجي الموحّد، ونعلم جميعا أن سنوات الانقلاب في قطر قد شهدت إقصاءً كاملا للفرع المؤسس لدولة قطر الذي ينتمي إليه الشيخ عبدالله بن علي، ومن الطبيعي وبعد نجاح الشيخ عبدالله آل ثاني في الوساطة أن تهتز الأسرة الحاكمة كلها، ويصيبها القلق، خاصة أن أسرة الشيخ عبدالله التي تتمثل في جده ووالده وأخيه لهم رصيد كبير من حب وتقدير الشعب القطري؛ ما قد يؤدي إلى انقلاب الشعب نفسه على القيادة الحالية في قطر التي تتمثل في مثلث الفشل بين حمد بن خليفة وحمد بن جاسم وتميم، وجميعهم يفتقدون لحسن الخلق والسمعة الطيبة والعلم، أما الشيخ عبدالله بن علي فهو صاحب علم وعلى خلق وسمعة طيبة يشهد لها الجميع.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة