حلم قطر بالمونديال يتحول إلى كابوس.. وبدأ البحث عن بديل
أحلام قطر باستضافة مسابقة كأس العالم لكرة القدم 2022 تتبدد على صخرة تجاوزاتها ودعمها للإرهاب، مما يفسح الطريق أمام البدلاء.
تحول حلم قطر باستضافة كأس العالم لكرة القدم 2022، إلى كابوس، بعد تواتر الأنباء بشأن سحب ملف التنظيم منها، والبحث الجدي عن دولة بديلة.
وتسعى قطر جاهدة لتحقيق حلم استضافة المونديال، في ظل استياء دولي بشأن جرائمها في تمويل الإرهاب وملفها المشين في مجال حقوق الإنسان والعمالة الوافدة.
وتم كشف العديد من المخالفات التي تقع نحو سحب ملف تنظيم المونديال من قطر كان أبرزها، فساد التصويت لصالح الدوحة، وتأكيد دفعها رشاوى ضخمة لشراء أصوات تدعم ملفها.
ولن يغيب عن المجتمع الدولي موقف قطر المعادي لمكافحة الإرهاب، ودعمها بالتمويل والتستر على عناصر قيادية لتنظيمات إرهابية وجماعات مسلحة، مما أدى إلى مواجهتها لمقاطعة عربية.
وتبرز قضية قيام قطر باتفاقيات مشبوهة لإتمام بناء الملاعب المستضيفة للبطولة، واستعباد العاملين في بناء ملاعب المونديال على رأس الأمور التي تبعد استضافة مسابقة المونديال عن الدوحة، إذ تم كشف وفاة 520 عاملا أثناء بناء الملاعب، ورفعت تقارير أخرى عدد الوفيات إلى 1200 عامل.
الأمر الذي دفع مسؤولون مثل جوزيف بلاتر، رئيس الفيفا السابق، إلى القول بأن "الجميع يعلم أن قطر مشكلة حقيقية، وإسناد المونديال لها مسألة لا تزال قيد التحقيق".
كذلك قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل: "مؤخرا فقد الناس الثقة في الفيفا واليويفا، هناك معايير يجب الاهتمام بها، وهذا لم يحدث في ملف قطر".
الكابوس
تحول الحلم القطري إلى كابوس أكده تقرير أصدرته شركة (كورنرستون جلوبال) البريطانية للاستشارات حول المخاطر المحيطة بإقامة كأس العالم 2022 فى قطر.
وتضمن التقرير نصيحة للشركات التي تعمل في الدوحة أو لها علاقة بمشروعات المونديال محذرة من احتمالات الخسائر.
وأورد التقرير أنه في حال أقيم كأس العالم في قطر فإنه سيكون الأعلى تكلفة في تاريخ المسابقة، مؤكدا أن الخسارة الحتمية ستكون مصير تنظيم المسابقات، وهو ما يطال الشركات الراعية والمساهمة.
وذكر التقرير أن التقديرات الأولية تبين أن قطر سوف تنفق ما يزيد عن 200 مليار دولار على استضافة كأس العالم، وهو ما يعني أن نصيب الفرد من مواطني قطر سيكون 6.4 ميلون دولار.
وحسب التقرير فإن أزمة قطر أدت إلى زيادة كلفة المونديال بما بين 20 و25% للشركات التي تستورد المواد المستخدمة في مشروعات كأس العالم، وتسببت بتأخير المشروعات شهرا عن جدولها المحدد.
ولم يفلح المقاولون والشركات في إقناع السلطات القطرية بتحمل فارق الزيادة في التكاليف، في حين بلغ عدد قضايا الخلافات المرفوعة على قطر في غرفة التجارة العالمية بحلول 2015 ما يصل لـ30 قضية، فيما وصل عدد القضايا على الدوحة في الغرفة في السنوات العشر السابقة إلى 5 قضايا.
ويعتقد أن هناك عددا أكبر من قضايا تتخلف فيها قطر عن دفع مستحقات المقاولين والمتعاقدين، خاصة المرتبطين بعقود لبناء مشاريع خاصة في المونديال، لكن هؤلاء يخشون نقل النزاع لغرفة التجارة العالمية، خشية من إنهاء أعمالهم في الدوحة.
البحث عن بديل
وقد شرعت دول أخرى في الاستعداد لإمكانية استضافة المونديال منها إنجلترا وأستراليا، إذ نشرت صحيفة "ميرور" الإنجليزية تقريرا أكدت فيه أن بريطانيا مرشحة لاستضافة كأس العالم 2022 بدلا من قطر المتهمة بدعم الإرهاب، والتي تحيط شبهات فساد بملف ترشحها لتنظيم البطولة.
وذكر الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم إلى أن قطر باتت مهددة في الفترة الأخيرة بسحب تنظيم المونديال بسبب شبهات الفساد، فضلا عن دعم الإرهاب، مما يفتح الباب أمام عدد من الدول لاستضافة البطولة بعد 5 سنوات من الآن.
وذكرت الصحيفة أن إنجلترا هي الأوفر حظا في استضافة مونديال 2022 حال سحبه من قطر، نظرا لنجاحها في وقت سابق في استضافة العديد من الأحداث الرياضية الكبيرة آخرها أولمبياد 2012.
وشدد التقرير الذي نشرته الصحيفة على أن إصرار الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" على إقامة كأس العالم في قطر قد يتسبب في عواقب سلبية، مما تسبب في وجود اتجاه لسحب تنظيم المونديال من قطر ومنحه لدولة أخرى.
في السياق نفسه، كشفت صحيفة "ديلى ميل" البريطانية احتمال استضافة أستراليا لنهائيات كأس العالم لكرة القدم 2022، على خلفية الأزمة التي تعانيها قطر.
وعزت الصحيفة عودة الآمال لأستراليا لاستضافة كأس العالم، إلى تقرير جديد يشكك بقدرة قطر على احتضان هذه المناسبة الكروية الضخمة بسبب الأزمة الناجمة عن إصرار الدوحة على دعم وتمويل الإرهاب والتعامل مع إيران على ضرب استقرار المنطقة.
وكانت أستراليا من أبرز المرشحين لاستضافة مونديال 2022، قبل أن يعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم في 2010 فوز قطر، ما أثار شكوكا حول دفع الدوحة رشاوى لمسؤولين في الفيفا، بينهم الرئيس جوزيف بلاتر الذي استقال بعدها بسنوات إثر فضائح فساد.