وزير التناقض القطري.. سُبات أسبوعين يوقظ خيبة أمل
الوزير الذي اشتهر بطلاته شبه اليومية مفتقدا الحُجة في تصريحاته المتناقضة، اختفى عن المشهد منذ أواخر الشهر الماضي
على مدار نحو شهرين من الأزمة التي افتعلتها بلاده، لم ينقطع الحبل السري بين وزير الخارجية القطري محمد بن عبدالرحمن آل ثاني ووسائل الإعلام، سيما بطلاته شبه اليومية وهو يتسول أمام أبواب الدبلوماسية والمنظمات الدولية، أملاً في موقف يروي به ظمأ دوحته المتعطشة لأي موقف داعم.
بيد أن الوزير الذي عُرف طيلة تلك الفترة بافتقاده الحُجة، وضعفه وتخبطه في التصريحات التي يدلي بها، اختفى عن المشهد منذ أواخر الشهر الماضي، في غياب يشير إلى أن وعاء أعذاره وتبريراته قد نضب.، وأن بكاء المظلومية قد جفّ.
أسبوعان من السبات دخل فيهما الوزير آل ثاني، الذي لم يتوقف عن النفي والتناقض منذ أن قطعت السعودية والإمارات ومصر والبحرين علاقاتها مع قطر في الخامس من يونيو الماضي، حتى بات الأمر سمة يتحلى بها.
رحلته مع النفي، دشنها في مايو الماضي، عندما خرج لينفي تصريحات مثبتة على التلفزيون الرسمي لأمير بلاده تميم بن حمد آل ثاني، فضحت دور الدوحة في دعم الإرهاب.
ولعل المنافسة بين تناقضه ونفيه لم تتوقف عند ذلك اليوم، فبعد قول الوزير إن قطر لم تدعم الإرهاب خرج ليؤكد أن بلاده أقل دول المنطقة تمويلاً للإرهاب.
وزاد في غيه المتناقض، عنما نفى دعم قطر لجماعة الإخوان المسلمين ليصرح لاحقاً بأنها جماعة سياسية وليست إرهابية، وكذلك الأمر مع حركة حماس التي أكد أن بلاده لا تدعمها ثم يصفها بالممثل الشرعي للفلسطينيين بعد أن ساندتها الدوحة في الانقلاب على السلطة واختطاف قطاع غزة، واحتضنت قياداتها ومنحتهم ما لذّ وطاب من ترف الحياة على حساب الشعب الفلسطيني الذي يئن تحت الحصار والاحتلال.
مسلسل النفي لآل ثاني لم يتوقف عند هذا الحد، فهو القائل إن قطر لن تفاوض على سياستها الخارجية وأنه لا مفاوضات مع الدول الداعية لمكافحة الإرهاب، وهو المؤكد على استعداد بلاده للحوار ومعالجة مخاوف الخليج.
وهو الذي أبدى استعداد بلاده للاستماع لما أسماها هواجس الدول الخليجية ثم الرد عليها، بينما تلك الهواجس ما هي إلا واقع على أرض قطر التي توشحت بدعم الإرهاب وإيواء كياناته وعناصره.
وفي الغوص بمعرفات البحث على الإنترنت، لا يجد الباحث صعوبة في التنقيب عن تصريحات المسؤول القطري المتناقضة.. فهنا يأتي حديثه عما يسميه "الحصار" الذي تؤكد الدول الأربعة على أنه مقاطعة وليس حصارا، ليقول إن هدفه هو التخلص من بلاده قبل أن يصرح بأن قطر ستعتمد على تركيا والكويت وعمان في حركاتها التجارية، ويزيد في القول ليكشف عن توفير إيران ممرات طيران للدوحة.
تصريحات آل ثاني ناقضت نفسها بنفسها، وكأن الأحداث التي تهز قطر منذ ذلك التاريخ، أثقل من عباءته الدبلوماسية التي بدأ يرتديها قبل منصب الخارجية بسنوات قليلة عندما شغل منصب مساعد الوزير لشؤون التعاون الدولي بوزارة الخارجية عام 2013.