الهاجس الأمني القطري "ينحر" الاستثمارات الأجنبية
المخاوف الأمنية القطرية تسفر عن فشل فودافون قطر في بناء قاعدة عملاء تسمح بتغطية النفقات، ومن ثم الرحيل.. واستثمارات أخرى في الطريق.
بدد تفاقم الهاجس الأمني للسلطات القطرية آمال إنعاش الاستثمارات الأجنبية في الدولة الخليجية الصغيرة، والتي تسببت بصورة مباشرة في تكبد فودافون قطر خسائر متراكمة ضخمة تقدر بـ 1.173 مليار دولار (4.27 مليار ريال).
وأسفر الهاجس الأمني عن عدم وصول شركة فودافون العالمية لحلول عملية إجراء هيكلة جذرية لأنشطة فودافون قطر، ما اضطرها لبيع الشركة للحكومة القطرية، بعد رفض الأخيرة توسيع نطاق عمليات الشركة ليشمل دولا خليجية أخرى تسمح بتعظيم قاعدة عملاء الشركة بدلاً من قاعدة العملاء المحدودة التي لا تغطي نفقات التشغيل.
وتكشف بيانات فودافون قطر عن تآكل قاعدة عملائها من 1.470 مليون مشترك في 2016 إلى 1.39 مليون مشترك في 2017، نتيجة انخفاض القدرة على ضخ نفقات رأسمالية لتطوير البنية التحتية من شبكات وخدمات العملاء.
وقد باعت فودافون حصتها البالغة 51% من مؤسسة قطرية خاصة.
وتمتلك فودافون ومؤسسة قطر، منظمة تعليمية شبه خاصة أسسها والد أمير البلاد، حصة قدرها 45% في فودافون قطر من خلال مشروع مشترك، والباقي مملوك لحكومة قطر ومستثمرين آخرين، واتفقت فودافون الأسبوع الماضي على بيع حصتها إلى مؤسسة قطر مقابل 301 مليون دولار.
من جانبه، قال أيمن أبوهند، الشريك المؤسس والمدير الاستثماري بشركة Advisable Wealth الأمريكية، إن أي شركة اتصالات محمول خاصة لن تستطيع العمل في السوق القطرية طويلاً وستلاحقها الخسائر باستمرار، نتيجة ضآلة حجم السوق التي تعتمد على الكتلة السكانية، والتي لا تتجاوز 2.6 مليون نسمة في قطر شاملة الأطفال.
وأوضح أنه في المقابل يتطلب قطاع الاتصالات استثمارات ضخمة مما دفع فودافون قطر إلى اقتراض مبالغ ضخمة حتى تستطيع الإنفاق على تطوير شبكاتها، ولكن أدى ضعف عدد المشتركين إلى توليد إيرادات ضعيفة لم تغطِ نفقات التمويل والتشغيل.
ومن المقرر أن تسدد فودافون قطر قرضاً بقيمة 181 مليون يورو إلى فودافون العالمية في نوفمبر/تشرين الثاني 2019.
وأشار أبوهند إلى أن فودافون قطر أبدت أكثر من مرة رغبتها أن توسع نطاق تغطية شبكتها لتشمل دولاً خليجية أخرى بجانب قطر حتى تتمكن من بناء قاعدة عملاء تكفي تغطية النفقات، ولكن طلبها قوبل بالرفض من جانب السلطات القطرية، بسبب الهواجس الأمنية الخاصة بقطاع الاتصالات، والحفاظ على سرية وخصوصية المعلومات داخل الدوحة.
وحسب بيانات فودافون قطر فإن الشركة تكبدت خلال 2017 خسائر تقدر بـ259.1 مليون ريال، وتعود الخسائر المتراكمة منذ بدء التشغيل إلى 3 أسباب رئيسية، هي ارتفاع قيمة رخصة التشغيل، وخسائر مكالمات الإنترنت، والمنافسة القوية مع شركة أوريدو الحكومية.
ومن جانبه، قال محلل قطاع الاتصالات أحمد عادل إن استثمارات الهاتف الجوال تتطلب توافر سيولة ضخمة باستمرار، حتى تتمكن الشركات من مواكبة التطور التكنولوجي وتحديث الشبكات، مثل إدخال خدمات الجيل الرابع، وتحسين خدمات الداتا المعروفة بإنترنت البروباند.
وأشار إلى أن المعيار الرئيسي في نجاح الشركات هو مدى اتساع قاعدة العملاء وتنوع خدماتها، ولذلك نجد أن البلدان كثيفة السكان مثل مصر وبنجلاديش وباكستان تعد أسواقاً جذابة لشركات المحمول على الرغم من انخفاض متوسط دخولها مقارنة بالدول الغنية.
وتحاول فودافون قطر السيطرة على خسائرها بعد تخارج فودفوان العالمية، إذ توصلت لاتفاق مع الحكومة لتمديد ترخيص الاتصالات السلكية واللاسلكية لمدة 40 عاما إضافيا إلى 2068، مما يقلل من تكاليف الاستهلاك السنوية من 403 ملايين ريال، فضلاً عن قيام الشركة بخفض رأس مالها بمقدار النصف إلى 4.3 مليار ريال لتقليص الخسائر المتراكمة.
aXA6IDMuMTQuMTM1LjgyIA== جزيرة ام اند امز