"الكنافة والقطائف" .. حلوى الملوك على مائدة رمضان
مؤرخون قالوا لبوابة "العين"، إن الكنافة تعرف بـ"حلوى الملوك" حيث يرجع تاريخها لأكثر من ألف عام
"الكنافة والقطائف" حلويات اشتهرت بها مصر في شهر رمضان المعظم، لا ينفك أصلها عن التاريخ المصري القديم، حيث تعددت الروايات حول أصولها.
والغريب أن هذه الحلويات تظهر في شهر رمضان فقط، وتمتد الطوابير ويشتد الزحام عليها خلال الشهر الفضيل، ثم تختفي معظم شهور السنة.
وأوضح مؤرخون، في أحاديث منفصلة لبوابة "العين" الإخبارية، أن الكنافة تعرف بـ"حلوى الملوك" حيث يرجع تاريخها لأكثر من ألف عام، حينما كانت تتزين بها موائد الملوك والأمراء في العصر الأموي، وكانت أهم الحلويات التي يستلذ بها ويستسيغها الناس في هذا الوقت.
ويقول محمد مندور، عضو المجلس الأعلى للثقافة والمستشار السابق لوزير الثقافة، إن الكنافة والقطائف وفانوس رمضان والمدفع، لا تقف عند حد كونها عادات رمضانية، وإنما تعد جزءا من شخصية مصر في شهر رمضان، حيث يمنحها مذاقا خاصا عن باقي البلدان، وهو ما يفسر تفضيل بعض المسلمين قضاء الشهر المعظم في مصر.
ويضيف لبوابة "العين"، أن تلك الموروثات، وإن تعددت الروايات في أصلها، فإنها تؤرخ لأحداث هامة في التاريخ الفرعوني والإسلامي، ووجودها حتى عصرنا هذا دليل على قوة تأثيرها في المجتمع وتمسك المصريين بها على مدى العصور الفائتة.
ويرجح مندور، عودة أصول الكنافة والقطائف إلى العصور الإسلامية، بينما الثابت تاريخيا أن كعك العيد يعود إلى العصور الفرعونية، بدليل تشبه النقوش الشهيرة به بالنقش الفرعوني.
وتعددت الروايات في أصل "الكنافة" فقيل إن صناع الحلويات بالشام صنعوها خصيصا لمعاوية بن أبي سفيان ليتناولها في السحور، بعدما شكا لطبيبه من الجوع في الصيام فوصفها له لتقيه من شدة الجوع، حتى عُرف في الأثر أن معاوية أول من صنع الكنافة وارتبطت باسمه حتى سميت "كنافة معاوية"، كما كما قيل إن تاريخ الكنافة يرجع إلى المماليك الذين حكموا مصر فى الفترة من 1250- 1517م.
مؤرخون قالوا في رواية أخرى إن تاريخها في مصر يرجع إلى العصر الفاطمي عندما دخل الخليفة المعز لدين الله الفاطمي القاهرة، وكان خلال شهر رمضان، فخرج الأهالي لاستقباله بعد الإفطار بالهدايا والفوانيس وقدموا له الكنافة على أنها مظهر من مظاهر التكريم، ثم انتقلت بعد ذلك إلى بلاد الشام عن طريق التجار.
واعتبر الدكتور عاصم الدسوقي، أستاذ التاريخ الحديث والتراث بجامعة عين شمس، بقاء تلك الموروثات حتى عصرنا هذا نوعا من الإعجاز، قائلا " بقاؤها حتى عصرنا هذا دون أن تتأثر بالمتغيرات الاجتماعية نوع من الإعجاز".
وقال الدسوقي إن أصل هذه الحلويات يعود إلى الفراعنة، لكن استقبال المصريين للفتوح الإسلامية بها في شهر رمضان كان سببا في تعلقها بالشهر الكريم ومنحها صفة الثبوت والاستمرار.
وتتعدد أشكال "الكنافة" في مصر سنويا بإضافات ونكهات جديدة لجذب المواطنين، وتستحدث آلات جديدة لصناعتها، غير أن قطاعا كبيرا من المصريين يفضل "الكنافة اليدوية" تيمنا بأصالة الماضي.
ويقول "رجب - 46 عاما" صانع كنافة بالدقي، إن أسعارها تتساوى مع القطائف ما بين 10 الى 12 جنيها، وقال إنها تنخفض تدريجيا على مدار الشهر الكريم، حيث يقل الإقبال مع تتابع أيام الشهر الفضيل.
ويضيف، أن قطاعاً كبيراً من المصريين وربات البيوت يفضلون شراءها وتسويتها في منازلهم، نظرا لارتفاع أسعار الجاهزة منها بشكل كبير في محال الحلويات.
aXA6IDE4LjExNy4xNDUuNjcg جزيرة ام اند امز