ريجان المفضل بين 13 رئيسا التقتهم.. الملكة إليزبيث أيقونة أمريكية
كان الرئيس الأمريكي الأسبق رونالد ريجان المفضل بين 13 رئيسا أمريكيا التقتهم الملكة الراحلة إليزابيث الثانية، لكنها ظلت طوال سنوات حكمها أيقونة في عينهم جميعا.
وأجرت الملكة إليزابيث الثانية – التي وافتها المنية بعمر 96 بعد سبعين عاما من الحكم – 6 زيارات رسمية إلى الولايات المتحدة، بينها 3 زيارات رسمية اتسمت بالأبهة والاحتفالات، بحسب صحيفة "الإندبندنت" البريطانية. كما أجرت عددا من الزيارات الخاصة، كثير منها كانت بسبب حبها لسباق الخيل ورؤية الخيل الأصيلة في كنتاكي.
كانت إليزابيث بعمر 25 عاما فقط ولاتزال أميرة عندما أجرت زيارتها الأولى، بصحبة الأمير فيليب، إلى الولايات المتحدة عام 1951، حيث أقامت عند الرئيس ترومان في بلير هاوي، حيث كان البيت الأبيض يخضع لتجديدات. وكان أول رئيس في الخدمة تلتقيه خلال ولايتها، التي بدأت في 1952.
وفي عام 2021، التقت الملكة مع جو بايدن – التي تحدثت إليه سابقا عندما كان سيناتور – مما يجعل إجمالي عدد الرؤساء الذين التقتهم وكانوا لايزالوا بمنصبهم 13رئيسا. وكان الرئيس الوحيد الذي لم تتحدث معه وجها لوجه هو ليندون جونسون.
واعتبرت "الإندبندنت" أن عدد الرؤساء الأمريكيين الذين التقتهم تذكرة مذهلة بطول فترة حكمها. (عندما كان دوايت أيزنهاور بالمنصب، كان نظيره السياسي في لندن ونستون تشرشل.)
وقال مؤيدو الملكة ومحبوها إن الروابط التي تمكنت من إقامتها ساعدت في التوطيد الشخصي للعلاقة بين البلدين. ورأى الدبلوماسيون من الولايات المتحدة وبريطانيا أن لندن تمكنت من استخدام القوة الناعمة للملكة، واحتمال فرصة التقاط صورة في قصر باكنجهام، مع العلم بالجاذبية التي يحملها بالنسبة للبعض، حتى لو التقوا مع رؤساء دول أخرى حول العالم.
وقال المؤرخ روبرت هاردمان، الذي ألف عدة كتب عن الملكة، إن نشأتها خلال وقت الصراعات –وخدمت في جيش الأرض – أسفرت عن رؤيتها للولايات المتحدة باعتبارها منقذا من نوع ما لبريطانيا وأوروبا. وهذا في المقابل ساعد في تشكيل الطريقة التي ينظر بها إليها كثير من الأمريكيين، لا سيما معجبوها.
وأوضح دبلوماسيون من الولايات المتحدة وبريطانيا أن الملكة استخدمت كثيرا لصالح الجانبين، حتى وإذا احتوى سجل أي زيارات لها إلى الولايات المتحدة أو رئيس أمريكي إلى بريطانيا، أي شكل من أشكال حوادث "خرق البروتوكولات"، كما لاحظ المراقبون الملكيون.
وكان من بين ذلك الموقف الذي سار فيه ترامب أمام الملكة بدلًا من أن يسير بجوارها، وإدارة ظهره لها عند استعراض حرس الشرف، ووضع ميشيل أوباما ذراعها لفترة قصيرة على ظهر الملكة عندما كانتا تواسيان بعضهما البعض بشأن آلام أقدامهما.
وفي عام 2007، خلال زيارة الملكة الأخيرة إلى الولايات المتحدة، اختلط على جورج دبليو بوش لفترة وجيزة تاريخ رحلة سابقة، عشاء رسمي عام 1976 للاحتفال بذكرى الثورة الأمريكية، قائلا إنها كانت هناك في "17....". لكنه انتبه قبل التمادي، مضيفا: "نظرت لي نظرة لا يمكن سوى للأم أن تنظر بها إلى طفل".
وسافرت الملكة إلى تكساس وفلوريدا عام 1991، عندما كان جورج إتش دبليو بوش رئيسا، وبدأت الملكة جولة لمدة 13 يوما، تضمنت خطابا أمام الكونغرس، وزيارة إلى مباراة بيسبول بين بالتيمور أوريولز وأوكلاند أثليتيكس. (وأشارت "نيويورك تايمز" الأمريكية إلى أن الملكة "سيعرض عليها (شطيرة) هوت دوج، لكنها لا تأكل في الأماكن العامة).
وقال ريموند سايتس، دبلوماسي مخضرم وشغل منصب سفير الولايات المتحدة في لندن من عام 1991 إلى 1994، إنه تحدث مع الملكة عدة مرات، دائما في مناسبات اجتماعية، مضيفا: "تتمتع بحس دعابة جيد جدا. ومن السهل للغاية التحدث معها. وتتمتع بضحكة ساحرة. كانت لقاءاتي دائما ممتعة جدا".
وأشارت "الإندبندنت" إلى أن أول زيارة أجرتها إليزابيث إلى الولايات المتحدة كانت في أكتوبر/تشرين الأول عام 1951، عندما كانت بعمر 25 عاما ولم تكن قد أصبحت الملكة بعد. وأمضت هي وفيليب يومين في العاصمة واشنطن في ضيافة الرئيس ترومان وزوجته. وسافرا من العاصمة إلى كندا، حيث كانت تجري أيضًا أول زيارة لها.
وكان والدها جورج السادس مريضا ويعاني من سرطان الرئة في تلك المرحلة، وتوفي بعدها بشهر، في فبراير/شباط عام 1952، مما دفع إلى أن تخلفه إليزابيث، وجرى تتويجها في يونيو/حزيران عام 1953.
وقالت إليزابيث عندما ذهبت إلى كندا إنها سمعت "الكثير عن النوايا الحسنة التي يشعر بها شعب الولايات المتحدة تجاه شعب كندا، ويسعدني أنني قبل الإبحار إلى إنجلترا تثنت لنا الفرصة لرؤية على الأقل جزء من البلد الذي تربطه مع الكومنولث البريطاني بأسره الكثير من العلاقات الودية".
وأضافت: "يتطلع الأحرار في كل مكان إلى الولايات المتحدة بالحب والأمل. والرسالة التي خرجت من هذه العاصمة العظيمة جاءت بالأمل والشجاعة إلى عالم مضطرب".
وبعد خمسة أعوام على أول زيارة إلى الولايات المتحدة، عادت الملكة والأمير فيليب إلى أول زيارة رسمية لها، حيث التقت الملكة (31 عاما حينها) بالبيت الأبيض أيزنهاور وزوجته. وكان أيزنهاور أول رئيس بالخدمة تلتقيه خلال حكمها.
وبالإضافة إلى فعالية في العاصمة واشنطن ونيويورك، حضرت الملكة الذكرى الـ350 لتأسيس جيمستاون عام 1607، أول مستوطنة إنجليزية دائما في أمريكا الشمالية. وحصلت الملكة على تحية بإطلاق 21 رصاصة، واستقبلها في جيمستاون، حاكم فيرجينيا، توماس ستانلي.
ولم تعد إلى الولايات المتحدة في زيارة رسمية حتى عام 1976 عندما سافرت لرؤية جيرالد فورد من أجل احتفالات الذكرى المئوية. كما أجرت زيارات رسمية أخرى عام 1983، رغم أنها ليس زيارة دولة، عندما زارت الرئيس رونالد ريجان، وعام 1991 عندما التقت الرئيس جورج إتش دبليو بوش، و2007 عندما عادت في الذكرى الـ400 للمستعمرة الإنجليزية في جيمستاون.
وبالإضافة إلى الست زيارات الرسمية التي أجرتها الملكة إلى الولايات المتحدة، كانت هناك زيارات خاصة أخرى، تحديدا إلى كنتاكي بسبب شغفها تجاه سباق الخيل.
"أحد أشخاصي المفضلين"
في نفس السياق، ذكرت شبكة "سي إن إن" الأمريكية إن ترومان أخبر إليزابيث عندما قابلها في 1951: "متى ما تعرف عليك أحد، يقعون في الحب فورا"، وكان هذا هو الشعور الذي سيتكرر على مدار السبعين عاما التالية، حيث زار القادة الأمريكيون قصورها في المملكة المتحدة أو عندما سافرت إلى البيت الأبيض.
"إنها أحد أشخاصي المفضلين"، هكذا قال الرئيس –آنذاك- باراك أوباما خلال زيارة إلى لندن عام 2016، بعدما أقلته الملكة وزوجها إلى قلعة وندسور، مضيفا: "إنها شخص مذهل، وجوهرة حقيقية للعالم وليس المملكة المتحدة فحسب".
وكون بعض الرؤساء، مثل ريجان، رابطا مع الملكة بسبب الخيل وحياة الريف، حتى إنه لم يشعر أي رئيس بالراحة مع الملكة أكثر من ريجان، الذي أصبح أول قائد أمريكي يقضي ليلة في قلعة وندسور عام 1982. أما آخرون، مثل بيل كلينتون، فوجدوا أنفسهم معجبين بقدراتها السياسية.
وخلال السنوات الأخيرة، بينما تقدم بها العمر، رأى الرؤساء ماضيهم فيها. وقال الرئيس السابق دونالد ترامب بعد لقائها، إن والدته الاسكتلندية المولد كان لتفتخر. وعندما زار الرئيس جو بايدن الملكة في وندسور العام الماضي، قال إنها ذكرته بوالدته.
وعندما وصل الرئيس الراحل جون إف كينيدي إلى لندن من أجل زيارة رسمية عام 1961، استقبلته وزوجته جاكلين حشود من البريطانيين الذين اصطفوا في الشوارع. ووصف العشاء بأنه "ممتع"، بالرغم من ظهور شائعات لاحقا بتوترات بين الملكة والسيدة الأولى بسبب قائمة الضيوف.
ولم تلتق الملكة قط بالرئيس ليندون جونسون، حيث استهلكت الحرب في فيتنام رئاسته، وظل الرئيس الوحيد الذي لم تلتقه. والتقت الملكة بالفعل مع ريتشارد نيكسون عندما كان نائبا للرئيس، لكن التقته مرة ثانية عندما أصبح الرئيس عام 1969، عندما زار المملكة المتحدة.