جنازة الملكة إليزابيث.. قادة العالم كما لم ترهم من قبل
سيستقل قادة دول حول العالم الحافلات أثناء مشاركتهم في جنازة الملكة إليزابيث، امتثالاً للبروتوكول الذي وضع للمشاركة في المراسم.
رغم الحياة المترفة التي يحياها إمبراطور اليابان في قصره الإمبراطوري بطوكيو، لكنه سيستقل حافلة مزدحمة لحضور جنازة الملكة إليزابيث، وفقا لصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية.
لكن رغم سعادة الإمبراطور ناروهيتو والإمبراطورة ماساكو بركوب وسيلة النقل الجماعي هذه، لم يبتهج قادة آخرون بفكرة نقلهم عبر حافلات، خاصة أن الرئيس بايدن وعددا قليلا من القادة المختارين سيذهبون بسياراتهم المصفحة الخاصة.
مسؤول حكومي بريطاني، وهو واحد من مئات العاملين في جنازة الملكة إليزابيث، قال في تصريح للصحيفة الأمريكية: "جميعهم يفضلون الحضور بسياراتهم الخاصة بطبيعة الحال".
وأشارت الصحيفة إلى أن جنازة الملكة إليزابيث تحولت إلى تحد دبلوماسي هائل، حيث تفرض قواعد البروتوكول جلوس أفراد العائلات الملكية البالغ عددها 23 في الصفوف الأولى من كنيسة وستمنستر آبي، أمام الرئيس بايدن وحوالي 90 رئيسًا ورئيس وزراء آخرين.
كما دعت الحكومة ما يقرب من زعيم 200 دولة وإقليم الحضور إلى لندن على متن رحلات تجارية بسبب تعقيد الجدول الزمني لهبوط الرحلات التي تأتي في نفس الوقت في مطارات لا تزال تعانى من نقص الموظفين الناجم عن وباء كورونا، لكن العديد من الطائرات الخاصة ستصل على أية حال.
تجري مفاوضات مكثفة خلف الكواليس في منطقة تسمى "الحظيرة" في وزارة الخارجية البريطانية، حيث يعمل مئات الأشخاص لتلبية مطالب حوالي 500 من كبار الشخصيات الأجنبية الذين سيحضرون الجنازة.
وكانت هناك بالفعل خلافات دبلوماسية، حيث منع ليندساى هويل، رئيس مجلس العموم البريطاني وفدا صينيا من رؤية نعش الملكة في قاعة ويسمنستر، وذلك بسبب قرار بكين رفض السماح لبعض السياسيين البريطانيين بزيارة الصين بعد توجيههم انتقادات لها.
وتم توجيه الدعوة لكل دولة أو أراض لها علاقة دبلوماسية مع بريطانيا، ولم تشمل القائمة روسيا وبيلاروسيا وميانمار بسبب حرب أوكرانيا وانتهاكات حقوق الإنسان، وعدد قليل من الدول منها إيران وكوريا الشمالية ونيكاراجوا تم دعوتهم لإرسال سفير وليس رئيس الدولة. وتشمل الدعوة حفل استقبال في قصر باكنجهام يستضيفه الملك تشارلز مساء الأحد واستقبال آخر بعد الجنازة مباشرة.
ستتراوح أعمار الكثير من الضيوف بين الثمانين وحتى التسعين من العمر، ويجري التخطيط على نطاق واسع لترتيب وسائل جلوسهم بسرعة وبشكل مريح.
فعلى سبيل المثال، سيأتي ملك إسبانيا فيليب السادس، 54 عاما، والملكة ليتيزيا، 50 عامًا. وكذلك الحال مع والدا الملك، الملك السابق خوان كارلوس الأول، 84 عاما، وزوجته الملكة السابقة صوفيا، 83 عامًا، والتي كانت تعرف الملكة إليزابيث.
وتقدم عدد من الضيوف المهمين بتقديم طلبات خاصة، حيث طلب البعض إحضار طبيبهم الخاص، والبعض الآخر طلب مساعدا شخصيا. وقد طلب البعض غرفة خاصة يمكنهم الاستراحة فيها.
وترى كابريشيا مارشال، رئيسة المراسم السابقة للولايات المتحدة في إدارة أوباما، إن وجود الكثير من قادة العالم في مكان واحد يوفر فرصًا نادرة لهم للتحدث دون مساعدين ومدققين. ليس لديهم أي شخص آخر يتحدثون إليه سوى بعضهم البعض، وهم يستفيدون من ذلك".