اختفاء غامض.. تساؤلات في كابول عن غياب قادة طالبان
أحدهما لم يره الأفغان منذ سيطرت طالبان على الحكم، والثاني مختفٍ منذ أيام.. غياب الرجل الأول والثاني في الحركة، يثير التساؤلات بكابول.
ودفع اختفاء القائدين البارزين في الحركة من المشهد العام، بعض الأفغان للتساؤل بشأن ما إن كان زعيم طالبان الملا هبة الله أخوند زاده، ونائب رئيس الوزراء المعين حديثا، على قيد الحياة.
صحيفة "الجارديان" البريطانية سلطت الضوء على اختفاء يشغل الأفغان، حيث إن الملا أخوند زاده، لم يره أحد بعد شهر على سيطرة الحركة على أفغانستان، فيما أصدر متحدث باسم طالبان نفيا رسميا لشائعات وفاته.
وأشارت الصحيفة إلى أن الملا عبدالغني برادر، أحد أشهر وجوه الحركة، مختفٍ، لافتة إلى تردد تساؤلات بشأن صحة رئيس المكتب السياسي والشخصية الرئيسية في محادثات السلام مع واشنطن، بعد عدم ظهوره علنا منذ عدة أيام.
وكانت هناك شائعات في كابول بأن برادر تعرض للقتل، أو أنه تعرض لإصابات بالغة، جراء قتال مع شخصية رئيسية أخرى من طالبان خلال جدال حول كيفية تقسيم الوزارات الأفغانية.
وعمقت الجهود الرسمية، أمس الإثنين، لتبديد الشائعات الغموض بشأن مصير الرجل الثاني، ونشرت طالبان صورا لمذكرة مكتوبة بخط اليد، لأحد نواب برادار، تقول إنه كان في قندهار، ثم شاركت رسالة صوتية تزعم أنها منه.
وأثار عدم وجود فيديو مصور مزيدا من الأسئلة لدى الأفغان؛ إذ لم تعد حركة طالبان تحتاج للاختباء، كما أن وجه برادار معروف جيدا نظرا لدوره الدولي.
ونفى المتحدث سهيل شاهين تلك الشائعات خلال تغريدات باللغة الإنجليزية، وكتب عبر "تويتر": "نفى الملا برادار، نائب رئيس وزراء الإمارة الإسلامية في أفغانستان، خلال رسالة صوتية كل تلك الادعاءات المتعلقة بإصابته أو مقتله خلال اشتباكات... يقول إنها أكاذيب ولا أساس لها من الصحة."
كما تم نشر صور ومقاطع فيديو عبر الإنترنت يزعم أنها تظهر برادار في قندهار، لكنها لم تبين أي شيء يمكن أن يؤكد توقيت التقاطها.
وأشارت "الجارديان" إلى أن سجل الحركة ربما أجج تلك النظريات؛ حيث تم إخفاء وفاة الزعيم المؤسس الملا محمد عمر لمدة عامين، وخلال تلك الفترة، واصلت الحركة إصدار بيانات باسمه.
وطبقًا لـ"شبكة محللي أفغانستان"، كان برادار يعتبر خاسرا بالفعل في خلافات طالبان الداخلية، بشأن تشكيل الحكومة الجديدة.
ومن بين الثلاثة رجال الذين كانوا نوابا للزعيم الأعلى للحركة قبل سقوط كابول، كان برادار الوحيد الذي لم يؤمن وزارة كبيرة، وحصل الزعيم العسكري يعقوب عمر، ابن الزعيم المؤسس للحركة، على وزارة الدفاع، وحصل سراج الدين حقاني على وزارة الداخلية.
وأشارت الشبكة إلى أن غياب أخوند زاده عن جميع المناسبات العامة والخاصة، بعد شهر تقريبا على سقوط كابول، رجح أنه لم يعد على قيد الحياة.
ولفتت إلى أنه حتى الملا عمر المنعزل ظهر علنا، وإن لم يكن عبر الفيديو، عندما حكم البلاد، وحضر اجتماعا مع مسؤولين أجانب، وألقى بيانات وأجرى مقابلات.
aXA6IDE4LjExNy45NC43NyA= جزيرة ام اند امز