ماذا تريد قطر؟ هذا هو السؤال الملح، فدولة قطر كانت سياساتها منذ البدء تشير إلى أنها الممول الرئيس (مع دولة إسلامية أخرى) في نصرة الإخوان وثوراتهم المزعومة
ماذا تريد قطر؟ هذا هو السؤال الملح، فدولة قطر كانت سياساتها منذ البدء تشير إلى أنها الممول الرئيس (مع دولة إسلامية أخرى) في نصرة الإخوان وثوراتهم المزعومة حتى أنها عمدت في البدء على تنفيذ مخطط الإخوان بالاستيلاء على دولة الإمارات لكي تكون ممولا ماليا إضافيا لفكرة إقامة الخلافة الإسلامية (وتم اكتشاف المخطط).. وكانت قطر هي اللاعب الأساس في ثورات مصر وسورية وليبيا واليمن، وساندت المليشيات المتنوعة والمختلفة كحركة حماس التي دخلت إلى الأراضي المصرية وإخراج سجناء الإخوان من سجونهم... كانت قطر الشيطان الذي يرتدي زي الملائكة، وكان المخطط بعد سقوط مصر أن تكون أرض السعودية هي الملعب الأكثر حرصا وجهادا لنجاح مخططهم في سقوط كل الدول العربية المركزية المهمة لكي تكون السعودية آخر ركن يسقط من أجل إعلان الخلافة.. هذا ما كان يحدث في الخفاء وكانت كل الدلائل تشير إلى أن قطر هي رأس الحربة في تنفيذ مخطط الشرق الأوسط الجديد... الآن وبعد انكشاف القناع عما تحمله قطر للسعودية وبقية دول المجلس من خبث، والخطورة الأمنية على بلادنا أنها تحارب على أرضنا وهي الداعمة للإخوان في إسقاط الدول العربية... فإذا كانت - في السابق - عينا على دول المجلس فهي الآن عدو بين يريد أن يفجر في البلاد والعباد..
ويكفي دول الخليج إلقاء الحجب على ما فعلته قطر في السابق، إذ إن السيف بلغ الحلقوم... وبقاء قطر على أرضنا في الجنوب يكون نصلا مشهرا من الخلف ليطعن الظهر على حين غرة..
استطاع الإخوان المسلمين اختطاف قطر لتكون مقرهم الرئيس بعد سقوط مكتب المرشد العام في مصر، كان هذا الاختطاف واضحا تماما إبان ثورات الربيع العربي والتي قادها الإخوان لإسقاط أنظمة الدول العربية.. وكم صاحت مصر من إيذاء قطر لمصالحها الاستراتيجية وانتهاك السيادة المصرية.. وكانت دول الخليج لا تريد افتضاح أمر قطر أمام الملأ على أمل إمكانية أن تعود مواقفها العدائية ضد الدول العربية، لكن الأمل طال مداه والإيذاء استمر.. فهل تكون هناك مواقف صارمة تؤكد على المثل الشهير (اتق غضب الحليم) على الأقل من السعودية إزاء عبث حكومة قطر؟
هل ستكون رسائل يوسف العتيبة هي القشة التي سوف تكسر وحدة الصف الخليجي حينما فرحت قناة الجزيرة باختراق إيميل السفير الإماراتي ووعدت بأنها ستكون سباقة في فضح ما تقوم به الإمارات من تخابر ضد دول مجلس التعاون.. كانت هذه البشارة التي حملتها قناة الجزيرة تريد من خلالها زعزعة العلاقات الوثيقة بين دول المجلس.. هذا ليس ظنا بل استمرار في خلق الفرقة والخلخلة بين دول الخليج، كانت تلك البشارة مأدبة للفرقة وقد خابت الآمال، إذ إن رسائل السفير العتيبة (المخترقة) كانت تصب في المصلحة العامة وتجنيب المنطقة من الاستفزاز الإيراني، لو أن الاستثمارات الأمريكية اتجهت لهناك مع تقديم عرض بأن تكون الاستثمارات الأمريكية على أرض دول المجلس.. ولو قرأنا ما خلف بشارة قناة الجزيرة فسنجد أن دولة قطر الإخوانية لم تنس أن السعودية والإمارات ومصر وقفوا أمام طموحات الإخوان وأجهضوها.. ولأن حقد الإخوان سم زعاف فهم يسممون العلاقات الخليجية ولا بد من الإيقاع بين الدول الثلاث مرحليا على الأقل بينما الهدف والأمنية إسقاط دول المجلس مجتمعة لكون الخيرات مجتمعا بها، والمال لدى الإخوان أساس جوهري لإقامة خلافتهم الإسلامية.
نقلا عن "عكاظ"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة