تساؤلات بإسرائيل عن وقف اعتقالات الضفة وعدم الرد على صاروخ غزة
برزت تساؤلات، الأحد، في إسرائيل عن سبب وقف الجيش الإسرائيلي الاعتقالات في الضفة الغربية وعدم الرد على صاروخ أطلق أمس في غزة.
فبعد اعتقالات شبه ليلية، لم تتوقف إلا في فترة الأعياد الإسلامية، بالضفة الغربية منذ العام الماضي، فإن الجيش الإسرائيلي لم ينفذ أي اعتقالات في الضفة خلال اليومين الماضيين.
وغالبا ما يؤدي اقتحام الجيش الإسرائيلي مدن الضفة الغربية لتنفيذ عمليات اعتقال إلى مواجهات مع الفلسطينيين، خاصة في شمالي الضفة الغربية، ما يؤدي إلى سقوط ضحايا فلسطينيين.
وفي حين أعلن الجيش الإسرائيلي إطلاق فلسطينيين قذيفة صاروخية من قطاع غزة، مساء السبت، سقطت في منطقة مفتوحة في غرف قطاع غزة دون التسبب بأضرار أو إصابات فإن الجيش الإسرائيلي لم يرد كعادته بقصف أهداف في القطاع.
الهيئة العامة للبث الإسرائيلي نقلت، الأحد، عن مصدر أمني إسرائيلي أن إسرائيل قررت قبل يومين وقف اعتقال مطلوبين فلسطينيين في الضفة الغربية - باستثناء الحالات المسماة "قنابل موقوتة".
وأضافت: "يأتي هذا القرار للحيلولة دون حدوث تصعيد أمني أثناء المحادثات الجارية حاليا بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية وجهات أخرى في شرم الشيخ، بهدف تخفيض التوتر مع قرب حلول شهر رمضان المبارك".
ومن جهة ثانية لم ترد الحكومة الإسرائيلية على تساؤلات عن سبب عدم الرد على القذيفة الصاروخية التي أطلقت من غزة مساء أمس.
وتابعت "العين الإخبارية" ردود أفعال المراسلين العسكريين في وسائل الإعلام الإسرائيلية.
فقد قال المراسل العسكري في صحيفة (يديعوت احرونوت) الإسرائيلية ماتان تسوري، الأحد: "على الرغم من إطلاق صاروخ الليلة الماضية على ناحال عوز، لم يهاجم الجيش الإسرائيلي الليلة ردًا. وهذا لا يعني أن الهجوم لن يأتي لاحقًا، لأنه حتى قبل شهرين وصل الرد متأخرًا يومين لـ"اعتبارات عملياتية". أنا أقدر بحذر أن التجنب هذه المرة يشمل أيضا اعتبارات رمضان والانفجار".
أما المراسل العسكري في موقع (واللا) الإخباري أمير بوخبوط، فكتب، الأحد، على تويتر: "إطلاق ثانٍ من غزة دون رد. رغم ذلك سيحصل الفلسطينيون على تنازلات لشهر رمضان. انتقاد النظام الأمني لأن السلوك يصور على أنه نقطة ضعف. في هذه الأثناء؟ صمت المستوى السياسي والنظام الأمني. يبدو هذا وكأنه منحدر زلق يستدعي المزيد من عمليات الإطلاق والإرهاب بمختلف أنواعه".
وبدوره، كتب المراسل العسكري في قناة (13) الإخبارية ألموغ بوكير: "في بعض الأحيان لا يردون على إطلاق الصواريخ "لاعتبارات عملياتية"، وأحيانًا لأن الصاروخ لم ينفجر في الأراضي الإسرائيلية والليلة بسبب.. سيقررون لاحقًا".
وأضاف بوكير: "خلاصة القول، لقد تغيرت سياسة حكومة نتنياهو -جالانت: سياسة الاحتواء التي تسمح للمنظمات بإطلاق الصواريخ على المنطقة المحيطة. نحو الغلاف وعسقلان. لقد اعتاد السكان هناك بالفعل على ذلك".
وعلى الصعيد ذاته فإن وقف الجيش الإسرائيلي الاعتقالات في الضفة الغربية على مدى يومين أثارت تساؤلات، رصدتها "العين الإخبارية".
فقد كتب المراسل العسكري في إذاعة الجيش الإسرائيلي دورون ألموغ: "لم يقم الجيش الإسرائيلي الليلة باعتقالات في الضفة الغربية، فهذه هي الليلة الثانية على التوالي".
وأضاف: "بالإضافة إلى ذلك، لم يرد الجيش الإسرائيلي الليلة على إطلاق الصواريخ الليلة الماضية من قطاع غزة. والخلفية هي قمة شرم الشيخ التي ستنعقد اليوم استعدادا لشهر رمضان".
بسبب اجتماع شرم الشيخ
وعلى ذلك، فإن التقديرات هي أن إسرائيل أوقفت الاعتقالات ولم ترد على قذيفة غزة من أجل اجتماع شرم الشيخ الذي يعقد اليوم.
وفي هذا الصدد، فقد دعا وزير الدفاع الإسرائيلي السابق بيني جانتس، الأحد، رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للالتزام بما يتم الاتفاق عليه اليوم في شرم الشيخ.
وينعقد في شرم الشيخ اجتماع خماسي فلسطيني-إسرائيلي-أردني- مصري وأمريكي لبحث خطوات التهدئة في الأراضي الفلسطينية عشية حلول شهر رمضان.
وقال جانتس في تغريدة على تويتر: "أرحب بمغادرة الوفد الإسرائيلي إلى مصر بهدف إعادة الاستقرار الأمني".
وفي إشارة إلى الاجتماع السابق في العقبة الأردنية، أضاف جانتس: "بعد القمة في الأردن، تصرف نتنياهو بشكل غير مسؤول، وحتى قبل وصول رؤساء المؤسسة الأمنية إلى إسرائيل، نفى هو ووزراء آخرون الملخصات ".
وتابع جانتس: "يجب عدم تكرار هذا الفوضى هذه المرة أيضًا - لأننا سندفع الثمن. أدعوه ووزراء الحكومة إلى التصرف بمسؤولية أمنية".
وكان نتنياهو ووزراء حكومته نفوا ما وقعوا عليه في لقاء العقبة الشهر الماضي وخاصة ما يتعلق بتجميد الاستيطان في الأراضي الفلسطينية.
وواصل الجيش الإسرائيلي التصعيد في الأراضي الفلسطينية ما بعد لقاء العقبة رغم التفاهم مع الفلسطينيين على التهدئة.
وقال حسين الشيخ، أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، في تغريدة على تويتر: "يشارك الوفد الفلسطيني في اجتماع شرم الشيخ بحضور إقليمي ودولي للدفاع عن حقوق شعبنا الفلسطيني في الحرية والاستقلال، والمطالبة بوقف هذا العدوان الإسرائيلي المتواصل ضد أبناء شعبنا ووقف الإجراءات والسياسات كافة التي تستبيح دمه وأرضه وممتلكاته ومقدساته".
وكان مسؤول فلسطيني قال لـ"العين الإخبارية" إن الجانب الفلسطيني قدم إلى لقاء شرم الشيخ ورقة من 13 إجراء أحاديا إسرائيليا يطالب الجانب الإسرائيلي بوقفها لتحقيق الهدوء.
وبدوره فقد صرح السفير أحمد أبوزيد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية بأنه من المقرر أن تستضيف مصر في مدينة شرم الشيخ اليوم الأحد ١٩ مارس الجاري، اجتماعاً خماسياً بمشاركة مسئولين سياسيين وأمنيين رفيعي المستوى من مصر وفلسطين وإسرائيل والأردن والولايات المتحدة، في إطار الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى تحقيق ودعم التهدئة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.
وأضاف المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية، أن اجتماع شرم الشيخ يأتي استكمالاً للمناقشات التي شهدها اجتماع العقبة يوم ٢٦ فبراير/شباط الماضي، بهدف دعم الحوار بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي للعمل على وقف الإجراءات الأحادية والتصعيد وكسر حلقة العنف القائمة وتحقيق التهدئة، بما يُمهد لخلق مناخ ملائم يُسهم في استئناف عملية السلام.
وكشف أن مشاركة الأطراف الإقليمية والدولية الفاعلة في الاجتماع يأتي في إطار السعي نحو وضع آليات لمتابعة وتفعيل ما يتوافق عليه المشاركون في تلك الاجتماعات.
aXA6IDMuMTQyLjQwLjE5NSA= جزيرة ام اند امز