راشيد الطالبي.. خبير اقتصادي رئيسا لبرلمان المغرب
اختار أعضاء مجلس النواب المغربي، السبت، راشيد الطالبي العلمي، رئيسا للبرلمان، وهو رجل صاحب كفاءة سياسية عالية.
وراشيد الطالبي العلمي، الدكتور المتخصص في التدابير والمالية، سيرأس الغرفة الأولى للبرلمان المغربي، ليكون بذلك الرجل الثالث في هرم السلطة في البلاد، بعد الملك محمد السادس ورئيس الحُكومة عبدالعزيز أخنوش.
رجل الدراسات الأكاديمية
مسار الرجل الأكاديمي، وحنكته الكبيرة، جعلاه محط ثقة مُتجددة، ليشغل مناصب وزارية متعددة، وحتى رئاسة البرلمان في وقت سابق.
والعلمي هو ابن جامعة محمد الخامس بالرباط، وخريج جامعة نيويورك الأمريكية، يُعتبر خبيراً دولياً في اللامركزية والنظام المالي المحلي لدى عدد من الوكالات والبنوك الدولية المانحة.
خاض مجال المال والأعمال، وأسس العديد من الشركات الاستثمارية متعددة التخصصات، حيث عمل في مدن مغربية مختلفة كالدار البيضاء وتطوان.
كما ساهم في إطار مشاريع التعاون الدولي المتعدد الأطراف، في تحقيق عدد من الدراسات وتقديم الخدمات لفائدة المجتمعات المحلية من أجل تعزيز قدراتها على إدارة الشأن المحلي.
واستفادت المملكة المغربية، وحتى عدد من الدول الأفريقية، من خبراته الأكاديمية عبر عدد من الدراسات والخدمات المجتمعية.
كما تقلد مسؤولية إعادة تشييد البنيات التحتية بالأراضي الفلسطينية وعمل خبيرا بعدة مكاتب دراسات دولية كان آخرها هو مكتب البحوث والدراسات بجامعة كارولينا الشمالية في الولايات المتحدة.
سياسي محنك
ودشن الطالبي العلمي مساره في السلك السياسي عام 1992، إذ انتخب حينها عضواً نائبا لرئيس الجماعة الحضرية سيدي المنضري بتطوان، وهي مؤسسة تدبر الشأن العام لمنطقة جغرافية صغيرة، ويُنتخب أعضاؤها في الانتخابات المحلية.
وبعدها شغل عضوية المجموعة الحضرية بمحافظة تطوان ورئاسة لجنة المالية والميزانية بكل من الجماعة والمجموعة.
وكان كذلك عضوا بغرفة التجارة والصناعة والخدمات بولاية تطوان منذ 1992 وعضو المجلس الإقليمي بنفس المنطقة منذ 1997.
وبرز نجم العلمي داخل حزب التجمع الوطني للأحرار، الذي يقود الحكومة المغربية الحالية، ليُنتخب عام 2001 عُضوا في اللجنة المركزية للحزب.
كما تم تكليفه منذ عام 1996 منسقاً للحزب بإقليم تطوان.
وباسم حزب التجمع الوطني للأحرار، شغل الرجل ثلاثة مناصب وزارية، الأول في الفترة الممتدة ما بين 7 نوفمبر/ تشرين الثاني 2002 وحتى 8 يونيو/ حزيران 2004، إذ كان وزيرا للصناعة والتجارة والاتصالات، والثاني حتى 14 أكتوبر/تشرين الأول 2007، إذ شغل مهام وزير منتدب لدى الوزير الأول المكلف بالشؤون الاقتصادية والعامة، قبل أن يُعين عام 2017 وزيراً للشباب والرياضة.
وعلى مستوى الوضع المحلي، انتخب عام 2009 رئيسا لمجلس جهة طنجة تطوان عقب الانتخابات البلدية، ليعاد انتخابه على رأس هذا المجلس في 2012.
وفي 2 نوفمبر/ تشرين الثاني 2014، تم انتخابه رئيسا للاتحاد البرلماني الإفريقي بإجماع البلدان المشاركة في الدورة 37 لمؤثمر الاتحاد والدورة 65 للجنة التنفيذية.
مرة ثانية
وللمرة الثانية، يُنتخب رشيد الطالبي العالمي رئيسا للغرفة الأولى للبرلمان المغربي، إذ شغل ذات المنصب ما بين أبريل/ نيسان 2014 ويناير/ كانون الثاني 2017.
واليوم السبت، انتخب الطالبي العلمي رئيسا للبرلمان، خلفا للاتحادي لحبيب المالكي، الذي قاد المؤسسة التشريعية منذ 2017,
وحصل الطالبي العلمي على 258 صوتا من أصل 395، ليكون مُؤيداً من طرف الأغلبية المطلقة في المؤسسة التشريعية.
وفاز الرجل على منافسه رؤوف العبدلاوي، المنتمي لحزب جبهة القوى الديمقراطية المعارض، والذي لم يحصل سوى على 4 أصوات.