رضوان فايد.. أفلام هوليوود جعلته مجرما أسطوريا
شخصية "توني مونتانا" السينمائية كان لها الأثر في تكوين الشخصية الإجرامية للفرنسي رضوان فايد الذي عجزت السلطات بفرنسا عن إيقاف نشاطه
لم يكن النجم العالمي "آل باتشِينُو" يدرك أن الشخصية الإجرامية التي أداها منذ أكثر من 30 عاما في فيلم "سكار فيس"، ستسهم في صنع واحد من أشهر رجال العصابات في فرنسا.
"توني مونتانا" المجرم الشرس ذو الأصول الكوبية، الذي اتخذ من الجارة الأمريكية منفذا لتهريب المخدرات في فيلم "سكار فيس" صار أيقونة للشخصية الإجرامية في ثقافة المجتمع الأمريكي لسنوات طويلة.
تلك الشخصية بالغة الإجرام كان لها الأثر في تكوين ملامح الشخصية الإجرامية للمجرم الفرنسي رضوان فايد، الذي عجزت السلطات الفرنسية عن إيقاف نشاطه الإجرامي خلال السنوات الماضية، في ظل عمليات هروب متكررة كان آخرها الأحد، من سجن في العاصمة باريس للمرة الثانية خلال 5 أعوام.
يبلغ رضوان فايد من العمر 46 عاماً، وحكم عليه بالسجن 25 عاماً بعد تورطه في محاولة سطو فاشلة قتل خلالها ضابط شرطة عام 2010.
وثق رضوان تاريخه الطويل مع الإجرام في كتاب شغل كثير من الباحثين في مجال علم الاجتماع لمعرفة لتلك الظاهرة الإجرامية التي بات بعد ذلك محط أنظار القنوات التلفزيونية التي استضافته للحديث عن تجربته.
يقول فايد إنه "استلهم أفكار سرقاته من أفلام شهيرة بهوليوود، وأكثر هذه الأفلام تأثيرا في شخصيته كان فيلم (سكار فيس) الذي حصد رصيدا كبيرا من الانتقادات السلبية من قبل النقاد في حقبة الثمانينيات كونه مليء بمشاهد العنف الزائد، لكنه صنف ضمن أنجح أفلام المافيا والجريمة في تاريخ هوليوود".
الصورة السينمائية في مشاهد هروب رضوان فايد تبدو جلية جدا في لحظة من لحظات الهروب خاصة أنه فر من السجن عام 2013، واصطحب معه 4 حراس رهائن قبل أن يستخدم الديناميت لتفجير طريق الخروج والفرار بسيارة كانت تنتظره.
ظل رضوان طليقا 6 أسابيع قبل أن القبض عليه في فندق مع أحد شركائه، قبل الحكم عليه العام الماضي بالسجن 10 سنوات في قضية هروبه من السجن.
وتمكن "مستر إكس" الفرنسي من الفرار للمرة الثانية من سجن في ضاحية "رو" جنوب شرقي باريس في غضون دقائق معدودة، باستخدام مروحية ومساعدة 3 أشخاص مدججين بالسلاح، في مشهد سينمائي بامتياز.
النشاط الإجرامي يبدو كهواية لـ"فايد"، خاصة أنه أمضى 10 سنوات في السجن حتى عام 2009، ثم أفرجت عنه السلطات ووضعته قيد المراقبة، ليبدأ في إقناع مراقبيه بأنه تغير، لكنه سرعان ما عاد للسجن مرة أخرى.
الداخلية الفرنسية التي عجزت عن إيقاف النشاط الإجرامي للمجرم الأربعيني أعلنت على لسان مسؤول بها "أنها تتخذ كل الإجراءات لتحديد مكان الهارب".
"الإنتربول" أيضًا يطارد المجرم الذي وصفه بـ"الخطر"، وأصدر أمر اعتقال دولي في محاولة للوصول لمكانه.
aXA6IDE4LjExNy4xMDYuMjMg جزيرة ام اند امز