"الجثث الطافية".. أرواح تُحرِك سكونا "مؤقتا" بين السودان وإثيوبيا
منذ مطلع الشهر الماضي، لم تهدأ ثائرة المجتمع الدولي والإقليمي إثر العثور على جثث طافية تعود لإثيوبيين في نهر ستيت داخل السودان.
وبعد شهر من السكون إزاء هذه المعضلة الإنسانية بالغة التعقيد، تحركت الدبلوماسية في السودان وإثيوبيا بشأن جثث نحو 29 شخصاً جلبهم النهر الفاصل بين البلدين.
ويوم الأربعاء، أعلنت وزارة الخارجية السودانية أنها استدعت سفير إثيوبيا بالخرطوم يوم 30 أغسطس/آب الماضي، على خلفية عثور السلطات في بلادها على 29 جثة حملها نهر ستيت شرق القرى المحاذية لمحلية ود الحليو بولاية كسلا.
وأوضحت الخارجية في بيان لها، أن السلطات بولاية كسلا قامت بالإجراءات اللازمة بموجب أحكام قانون الإجراءات الجنائية بالسودان.
وذكر البيان أن وزارة الخارجية، أبلغت سفير أديس أبابا بأن "الجثث تعود لمواطنين إثيوبيين من قومية التجراي، تم تحديد هواياتهم بواسطة بعض الأفراد الإثيوبيين المقيمين بمنطقة ود الحليو".
وطلبت وزارة الخارجية السودانية من السفير الإثيوبي نقل ذلك لسلطات بلاده.
ونبهت أن السودان يستضيف أعدادا كبيرة من اللاجئين الإثيوبيين الذين تزايد توافدهم في الآونة الأخيرة.
وفي التاسع من أغسطس/آب الماضي، كشف مصدر طبي لـ"العين الإخبارية" العثور على 33 جثة لإثيوبيين في نهر "ستيت" بولاية كسلا على الحدود بين البلدين.
وقال المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه يومها إن من بين الجثث التي عثروا عليها 8 أطفال، مشيراً إلى "وجود آثار إطلاق رصاص على أجسادهم"، وأنهم "كانوا مكتوفي الأيدي وداخل شباك".
وتشهد العلاقات السودانية الإثيوبية حالة من الفتور منذ حوالي عام، بسبب تصاعد الخلافات حول سد النهضة والحدود الشرقية، تخللها في بعض الأحيان استدعاء سفراء.
وتوحي وتيرة التصريحات التي تشابه الحرب الإعلامية بين البلدين، وفق مراقبين، بانسداد قنوات التواصل الدبلوماسي بين الخرطوم وأديس أبابا، رغم وجود سفيري الدولتين على رأس العمل.
وسبق أن رفضت الحكومة الإثيوبية لعب السودان دور الوساطة في أزمتها مع "جبهة تحرير تجراي"، واصفة الخرطوم بأنها "ليست طرفا ذا مصداقية".
وعلى إثر ذلك الرفض استدعت الخرطوم سفيرها بأديس أبابا للتشاور، قبل أن يعود لمباشرة مهامه.