رجوي بمؤتمر للمعارضة الإيرانية: حان وقت محاسبة النظام
إعادة فرض القرارات الخاصة بعقوبات مجلس الأمن على النظام الإيراني من المقرر أن تدخل حيز التنفيذ بدءا من 20 سبتمبر الجاري
نظمت المعارضة الإيرانية في الخارج، ممثلة بالمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، الجمعة، مؤتمرا عبر الإنترنت، لإدانة النظام الإيراني وإجراءاته القمعية في الداخل، وتهديداته للشرق الأوسط وبقية العالم، وتصاعد مخططاته الإرهابية في أوروبا.
وشارك بالمؤتمر مشرعون أمريكيون من الحزبين من كلا المجلسين (النواب والشيوخ)، وكبار المسؤولين السابقين من كلا جانبي الأطلسي، إلى جانب إيرانيين من جميع أنحاء العالم من نحو 10 آلاف موقع.
مؤتمر المعارضة الإيرانية يأتي فيما تطورت قضية إعادة فرض القرارات الستة السابقة لمجلس الأمن بشأن النظام الإيراني، التي من المقرر أن تدخل حيز التنفيذ ابتداء من 20 سبتمبر/أيلول الجاري، إلى نقاش سياسي رئيسي بين القوى العالمية.
ودعا المشاركون في المؤتمر إلى اتخاذ سياسة حازمة، وتعاون بين جانبي الأطلسي لتحدي سلوك طهران الخبيث في الداخل والخارج.
وفي عمل نادر من الشراكة بين الحزبين (الجمهوري والديمقراطي)، ألقى العشرات من أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكيين البارزين، بما في ذلك تيد كروز وماركو روبيو، بالإضافة إلى أعضاء مجلس النواب الأمريكي، كلمة أمام المؤتمر.
ومن المشاركين الرئيسيين في مؤتمر المعارضة الإيرانية، عمدة نيويورك السابق رودي جولياني، نيوت جينجريتش رئيس مجلس النواب الأمريكي الأسبق، الجنرال جيمس جونز مستشار الأمن القومي الأسبق، الجنرال جاك كين نائب رئيس الأركان السابق للجيش الأمريكي؛ والسيناتور جوزيف ليبرمان المرشح السابق لمنصب نائب الرئيس.
كما خاطب المؤتمر عددا من السياسيين الأوروبيين البارزين من المملكة المتحدة وإيطاليا.
ودعا المشاركون إلى تدخل دولي لوقف الموجة الجديدة من إعدامات النشطاء الذين شاركوا في الاحتجاجات المناهضة للنظام، لا سيما مظاهرات وانتفاضة نوفمبر 2019.
وأثار الإعدام الوحشي للمصارع الإيراني نويد أفكاري مؤخرا إدانة عالمية واسعة.
وكانت زعيمة المعارضة الإيرانية مريم رجوي والرئيسة المنتخبة للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية المتحدثة الرئيسية بالمؤتمر وحول حقوق الانسان في إيران قالت في كلمتها: "قبل ستة أيام خيّم الحزن والغضب الشعبي أرجاء إيران بسبب إعدام شاب ثائر بطل المصارعة. إنه نويد أفكاري، البطل القومي الثائر المنتفض في وجه الدكتاتورية الدينية".
وأضافت: "كانت جريمته النهوض والنضال لإسقاط نظام أغرق إيران في بحر من الدماء والخراب والنهب".
وتابعت زعيمة المعارضة الإيرانية: "منذ أسابيع هبّ الإيرانيون للاحتجاج على الحكم الصادر عن القضاء التابع لخامنئي لإعدامه. ونهض الشعب الإيراني والمدافعون عن حقوق الإنسان ودعاة الحرية وأبطال رياضيون في حراك قل نظيره في عموم العالم للإعلان عن رفضهم لهذا الحكم الجائر."
وأردفت: ها هو نويد الثائر الذي يواصل نضاله في آلاف الأعضاء لمعاقل الانتفاضة، والمقاومة والعصيان من أجل الحرية والعدالة.
وقالت رجوي: في مقابل عمليات الإعدام والقتل، الإيرانيون يطالبون الأمم المتحدة ولاسيما مجلس الأمن الدولي بإطلاق زناد العقوبات المنصوص عليها في 6 قرارات ضد النظام؛ وإلّا سيواصل خامنئي الإعدامات، لأنه يرى بقاء سلطته في القمع والإعدام.
وإذا لم ينفّذ خامنئي الإعدامات، بحسب رجوي في كلمتها أمام المؤتمر، "يتلاشى نظامه وستشتعل نيران الانتفاضات التي تنتظر الانفجار داخل المجتمع الإيراني من جديد لتحقق إسقاط نظام ولاية الفقيه".
وبخصوص إعادة فرض العقوبات على النظام الغيراني، أكدت رجوي مجددا أن الشعب الإيراني "تعرض للاعتداء والذبح في نوفمبر الماضي لاحتجاجه على رفع أسعار البنزين. فهم يريدون قطع الشراين التي تغذي آلة قتل الملالي والإرهاب. ما نقوله هو هذا: مقاطعة نظام الملالي".
واعتبرت زعيمة المعارضة الإيرانية أن مقاطعة النظام تساعد في محاربة الإرهاب والقمع والفساد، "لكن كل دولار يمنح للنظام سيتحول إلى رصاصة تنطلق في قلوب الشباب في إيران والعراق وسوريا واليمن".
وشددت رجوي على أن الشعب الإيراني لا يريد منشآت تخصيب اليورانيوم، ولا يريد برنامج صواريخ باليستية أو حروب النظام الإجرامية في سوريا والعراق واليمن ولبنان.
وأكدت أن النظام الإيراني في حالة حرب مع الشعب الإيراني والمجتمع الدولي، مشيرة إلى ضرورة وقف السياسات الدولية الخاطئة التي تساعد عمليا "قتلة" الشعب الإيراني، و"تسمح للفاشية الدينية بانتهاك حقوق الشعب الإيراني ونشر الحرب والإرهاب في الشرق الأوسط".
ودعت إلى تبني سياسة ثلاثية المحاور تجاه نظام الملالي في إيران، تتألف من: حقوق الإنسان لجميع الإيرانيين، والمقاطعة الشاملة لديكتاتورية الملالي الدينية، والاعتراف بمقاومة الشعب الإيراني وكذلك النضال في إيران من أجل الإطاحة بنظام الملالي وتحقيق الحرية للشعب الإيراني.
وقالت رجوي: عشية تدشين دورة الجمعية العمومية للأمم المتحدة، أريد باسم المقاومة الإيرانية والشعب الإيراني لفت انتباه الحكومات والهيئات الدولية إلى ثلاث قضايا أساسية:
- أولا: التأکید علی حقيقة أن النظام في حرب مع المجتمع الإيراني والمجتمع الدولي.
- ثانيا: ضرورة وقف السياسات الدولية الخاطئة التي تساعد عمليا في قتل الشعب الإيراني وتطلق العنان للفاشية الدينية في انتهاك حقوق الإنسان للشعب الإيراني والحرب والإرهاب في المنطقة.
- ثالثا: اتخاذ سياسة ثلاثية الأبعاد حيال النظام الإيراني تضمّ:
تحقيق حقوق الإنسان لجميع أبناء الشعب الإيراني، وفرض عقوبات شاملة على الدكتاتورية الدينية، والاعتراف بمقاومة الشعب الإيراني وكفاح المنتفضين من أجل إسقاط الملالي وتحقيق الحرية للشعب الإيراني.
وأما بشأن الموضوع الأول، أي حرب النظام مع الشعب الإيراني والمجتمع الدولي، فيجب إلقاء نظرة على الظروف التي حلت بإيران خلال الأعوام الثلاثة الماضية، حسب زعيمة المعارضة الإيرانية مريم رجوي.