اتفاق أمريكي إيراني وشيك.. كيف ومتى؟
مجلة "فورين بوليسي" قالت إن حملة "الضغط الأقصى" التي فرضها ترامب على إيران أنهكت اقتصادها
نظام عدواني ينثر خرابه بالشرق الأوسط والعالم، ويتبنى نهج تعنت كسره انهيار اقتصاده، ما يقلص خياراته إلى ضرورة التفاوض مقابل النجاة.
مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية قالت إن حملة "الضغط الأقصى" الأمريكية على إيران دمرت اقتصاد طهران، ورغم ذلك، أكد مفتشون دوليون هذا الشهر أن الأخيرة تقترب من حيازة سلاح نووي أكثر من ذي قبل، فيما لم تقل عدائية النظام مطلقًا.
ومؤخرا، وجه إعلام أمريكي، استنادا إلى مسؤولين، اتهامات للنظام الإيراني بالتخطيط لاغتيال سفير واشنطن بجنوب أفريقيا، ردًا على مقتل قاسم سليماني في غارة أمريكية بالعاصمة العراقية قبل أشهر.
- "مدن الصواريخ".. إيران تخزن أسلحة تحت الأرض منذ 36 عاما
- ذبح ناشطة عراقية وأسرتها.. أصابع الاتهام تشير لمليشيات إيران
ورأت المجلة الأمريكية أنه من أجل التصدي لتلك التهديدات، سيكون من المهم بالنسبة للرئيس الأمريكي القادم أن يبذل جهودًا يعول عليها على الصعيد الدبلوماسي، وبالفعل الرئيس الحالي دونالد ترامب والمرشح الرئاسي جو بايدن عن استعدادهما لإجراء مفاوضات.
مفاوضات.. كيف ومتى؟
لكن السؤال الرئيسي الذي يواجه الإدارة الأمريكية القادمة، وفق المجلة الأمريكية، سيكون كيف ومتى يمكن اتخاذ الخطوات الأولى تجاه إعادة إشراك طهران؟
وأشارت "فورين بوليسي" إلى أن المراقبين بالولايات المتحدة وأوروبا يتوقعون وجود فرصة لتأمين اتفاق مع إيران بالفترة الفاصلة بين تنصيب الرئيس الأمريكي الجديد، في يناير/ كانون الثاني المقبل، والانتخابات الرئاسية الإيرانية في يونيو/ حزيران القادم.
وأوضحت المجلة أن الرئيس الإيراني حسن روحاني لن يكون مؤهلًا للترشح مجددًا للمنصب، وعلى الأرجح سيتم استبداله بسياسي أكثر تشددًا.
طرح يعني أنه سيتعين على مرشح الانتخابات الرئاسية الأمريكية جو بايدن، أو دونالد ترامب حال إعادة انتخابه، التحرك سريعًا لإبرام اتفاق مع إيران بينما لا يزال روحاني في السلطة.
لكن المجلة رأت أن هذا سيكون خطأ، وأنه على واشنطن عدم التسرع لتأمين اتفاق مع طهران على أمل تشكيل السياسة الداخلية لإيران، أو خوفًا من خسارة الفرصة، حتى لو كانت هناك أسباب مقنعة لإعادة انخراط الإدارة الجديدة مع إيران سواء لتقليل المخاطر النووية أو الإقليمية.
روحاني.. الحضور والغياب
أكدت المجلة أنه لا يجب على الإدارة الجديدة افتراض أنه بدون روحاني لن تكون هناك فرصة، فرغم أن انتخابه عام 2013 كان مفتاحًا لنجاح الدبلوماسية، لا ينبغي لصناع السياسات بالولايات المتحدة المبالغة بالدور الشخصي للرئيس الإيراني أو الافتراض بأنه يمكنه لعب دور مشابه مجددًا.
فروحاني عمل في 2013، وفق المصدر نفسه، على رسائل حملة الدبلوماسية أولًا؛ لأن النظام السياسي، بقيادة المرشد علي خامنئي، قرر بالفعل اتخاذ هذا المسار، مع مواجهته التصعيد الهائل في العقوبات الأمريكية والضغوط بالداخل.
ورأت المجلة أنه في حالة وصول رئيس أكثر تشددًا ليحل محل روحاني، فليس بالضرورة أن يقتل هذا جهود الدبلوماسية؛ فعلى الأرجح ستكون النخبة الإيرانية مهتمة بالاستقرار أكثر من المراهنة على مرشح متقلب بالنظر إلى زيادة السخط داخليًا، كما تبين خلال مظاهرات نوفمبر/تشرين الثاني عام 2019 والرد العنيف للنظام.
وورجحت عدم السماح لأحمدي نجاد بالترشح مرة أخرى، كما أن أشباهه ليسوا في وضع جيد بين قيادة البلاد.
فحتى من منظور أبرز المتشددين، بما فيهم خامنئي، كانت تجربة أحمدي نجاد الشعبوية المتشددة فاشلة؛ حيث أدت سوء إدارته لشؤون البلاد داخليًا وعدائه خارجيًا إلى اضطرابات بالبلاد والتسريع بعزلتها دوليًا.
وأيا من يصل إلى سدة الحكم في إيران، فلن يكون بيده قرار التفاوض مع واشنطن؛ حيث أوضحت "فورين بوليسي" أنه عندما يتعلق الأمر باستراتيجية الأمن القومي، تعمل إيران كلاعب واحد.
لا خيار سوى التفاوض
لكن في النهاية، ترى المجلة أنه لن يكون أمام طهران على الأرجح خيارًا سوى التفاوض مع الرئيس الأمريكي.
ورغم الخطوات الاستثنائية التي اتخذتها طهران من أجل استقرار أسواق الأسهم وتغطية عجز الميزانية، فإن الوضع اقتصادها غير مستدام، بالتالي لن يخاطر النظام بعودة الاحتجاجات واسعة النطاق في ظل تعثرها الحالي.
ومع ذلك، أشارت المجلة إلى أن القادة الإيرانيين سيتعاملون مع المفاوضات بحذر، وسيتم تحديد توقيتها ونطاقها بمجرد ظهور نتائج الانتخابات الأمريكية.